العراق .. بين " مونديالين " !!

خالد السودي
الخميس ، ٠٥ يناير ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٠٠ مساءً

كل البطولات بعد كأس العالم ، لا طعم لها ولا رائحة .. حتى رحَى الدوري الانجليزي الرهيب عندما دارت ايضاً لم تُنسِ الناس - حتى الآن - مونديال العرب التاريخي الذي نظمته دولة قطر الشقيقة بكل إتقان ومهنية وحرفية على أعلى  المواصفات العالمية لكنه كأي عمل " آدمي " يحتاج للمراجعة وبحث عوامل النجاح لتعزيزها ومؤشرات التقصير لتفاديها .

و من وسط  الدوحة اقول : تعودنا نحن العرب ان لا نتقبل النقد مطلقاً حتى لو كان موضوعياً و مفيداً ، نعشق حتى الثمالة كلمة : " كل شيئ تمام 100% يا فندم !! 

قضيتان اثناء كأس العالم الماضي مثلتا جانباً سلبياً  تفاوت تأثيرهما ، الاولى مرتبطة بتكاليف السكن التي كانت باهظة جداً ولم تكن في متناول الجميع ، والمسألة الثانية اخطاء تحكيمية كان بعضها مؤثراً حسب خبراء التحكيم .

قضية السكن مرتبطة بالدولة المنظمة حيث تصريحات قبل البطولة كانت تؤكد ان تكاليف السكن في الحدود الطبيعية لكن ماوجدناه ولمسناه غير ذلك حتى ان كثير من الصحفيين اليمنيين والعرب والجماهير والعشاق لم يتمكنوا من حضور البطولة واجواءها الرائعة و فضلوا الاستمتاع والتحليل عبر شاشات التلفيزيون .. مع أن ثلاثة ارباع جمال البطولة خارج اسوار الملعب و تمثل في الفعاليات المصاحبة .

اما مسألة التحكيم وقد تحدث عنها البعض ، فربما يكون منتخب المغرب وعشاقة طالبوا بضربتي جزاء امام فرنسا فيما رواد فرنسا رفضوا ضربة جزاء أنخل دي ماريا في النهائي .. وبصورة عامة التحكيم في مونديال العرب يحتاج من ال FIFA ولجانه الى تدوين ومراجعة .. فرغم التقنيات الحديثه تظل مسألة التحكيم مسألة تراوح في تفاصيلها الدقيقة بين عشاق كرة القدم .. وهي قضية تستجلب الاراء والنقاشات دوماً .. 

اخطاء التحكيم لاشك اخطاء بشرية غير مقصودة مطلقاً .. كحوادث الطيران !! في ظل رقابة ال FIFA الصارمة .. ورجال الصحافة والاعلام .. و الجمهور - غير المتعصب - الذي بات يعرف اكثر من اي وقت مضى كل تفاصيل وقواعد وقوانين كرة القدم و تطوراتها .

ودّعنا مونديال العرب فيفا قطر 2022 , بأفراحه وأتراحه ، ونستقبل مونديال الخليج 25 العراق 2023 .. مع آخر جمعة في العام 2022 .. نتطلع ان يعود بِنا العرس الخليجي الى اجواء كرة القدم الممتعة ، من ارض العراق العربية الأصيلة ، و فيحاء الجنوب العراقي وعاصمته الاقتصادية و فينيسيا الشرق مدينة البصرة الجميلة .. 

البصرة في أزهى صورة لها ، تستعد لتقدم بطولة كأس الخليج العربي كأجمل  هدية للعرب والخليجيين و للعراقيين في العام الجديد .. من واقع مدى تجذر هذه البطولة في ثقافة الخليج والجزيرة العربية ، و مع هذه البطولة نعيش " عبق " التأريخ مع اول مدينة اسسها وبناها العرب والمسلمين خارج نطاق الجزيرة العربية !!

آخر سطر : اتمنى و أقترح على اللجنة المنظمة لكأس الخليج تكريم اسطورة كرة القدم الملك بيلية باي صيغه كانت .. خاصة انه ودع الدنيا ونحن على اعتاب البطولة ..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي