اضاءات على الطريق

إبراهيم محمد عبده داديه
الجمعة ، ١٦ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٩ مساءً

الحياة مريرة ودار أمتحان وابتلاء ،حلالها 

حساب ، وحرامها عقاب ،فلا تحزن على 

ما فاتك ، ولا تفرح بما أتاك ،ومهما كانت 

حجم العقبات و التحديات التي تصادفك

فلا تياس أبداً ،فإن غمامة البلاء ستمضي 

بما فيها من تعب، وتبقى تفاصيل صبرك 

ورضاك محفوظة في موازينك وستجدها 

تنفعك وتكون سبب في فوزك و سعادتك

 

أن أشد الأوجاع في الحياة وأكثرها قسوة 

علينا ،والتي تترك جراح عميقه في قلوبنا

و لا تندمل في أنفسنا ،و لا يشفيها الزمان 

ولا يداويها الوقت ،هي تلك التي تأتي من 

أناس ،جعلنا لهم مكانة خاصة في أنفسنا  

وكانوا الأقرب من قلوبنا ،وأرواحنا وحياتنا 

وغمرناهم بمحبتنا ، ودفء مشاعِرنا وقد 

ظننا أنهم كانوا يمثلوا ركن أمان لنا وسند 

في عثراتنا ،فلم نجني من حبهم إلا إخفاق 

وخيبات في صدورنا ، وخنجراً مسموم في  

ظهورنا تركت في حياتنا آثار سلبيه عميقه 

اكسبتنا شعوراً بالوحده ، فغاب عنا الفرح  

والابتسامة ،وعشنا غربه للروح في أوطاننا 

واحاطتنا الأحزان، والآلام ،والأوجاع من كل

جانب ، ولولا فضل الله علينا ، ورحمته بنا 

لهلكنا فقد وجدنا بالقرب منه الشفاء مع 

الأنس والطمأنينة والسعادة التي فقدناها

فسلام الله على كل من عاش نقي القلب

وسامح رغم الجراح في بؤس هذا الزمن   

 

كلما أرتفع المصباح عن الأرض كلما أتسع 

نطاق إضاءته ، وأنت حينما ترتفع بدينك 

وينفسك ، وخلقك ، وبتفكيرك ، وبقدراتك 

انما ذالك ليتسع نطاق عـطاءك وتأثــيرك 

الإيجـابي فـي الــحيـاة.فتمسك بنور الأمل 

لتختفي معالم اليأس ،ولترى الحياة رائعة

مهما كان حجم التحديات والعقبات فيها  

فالانسان عندما يمتلك القدرة على تجاوز 

الرياح والعواصف السوداء العاتيه التي قد 

 تواجهه ،فانه إنما يستعيد نور الأمل ،وروح 

والتفاؤل والإقبال على الحياة سريعا ، وهنا

عليه أن يحمد الله الذي أعطاه روحـاً قويه 

مفعمة تحميه من اليأس وإحباطات الحياة 

 

فقد تظن أن الحياة كانت غير مُنصِفة معك 

وهذا شعور خاطئ . لأن كل شي في الحياة 

و الكون والوجود وكل الدنيا يمشي بحسب 

ما قدره الخالق سبحانه ، فالإيمان يكسبنا

الرضى بكل شيء في حياتنا ، ونكتسب منه 

الدافع لنحيا في رضى وقناعه لما أختاره لنا 

 الله من تدابير في الحياة دون علمنا وإرادتنا 

فنؤمن إيمانًا جازمًا ، أن اختيارات الله لنا هي

أجمل الاختيارات ،وكلها تصب في مصلحتنا 

وفيها يكمن لنا كل الخير والسعادة والصلاح

والفلاح في الدنيا والاخره فرب الخير سبحانه 

وتعالى لا يأتي إلا بخير ،فكُن فطناً ذكيا وقويًا

في نفس الوقت واجمع شُتاتك ،وأصبر ،فقد 

يأتي صباحًا به يمحِي وجع الأمس ،وفرحًا فيه 

تنسى مُر الأيام فأغلق عينيك وأنسى كل ما قد 

يسبب لك الحزن ، وأدر ظهــرك عن كل ما قد 

يجلب لك الألم ،وعش حياتك مع الله و بنفس

راضيه مؤمنه بالله وبقضائه وقدره خيره وشره 

اللهَّم أصلح حالنا وأرح بالنا وأرزقنا من الخير 

أكمله ، ومن الحظ أعظمه ومن الحب أجمله 

ومن الرزق أوفره إنك على كل شيء قدير يارب

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي