التعاونيات والشباب العربي .. حيث لا بواكي لحمزة

عمار البذيجي
السبت ، ٠٢ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ١١:٠٢ صباحاً

 

 استوقفتني دعوة الامم المتحدة UNITED NATIONS ORGANIZATION في صفحتها الرسمية للشباب حول العالم للاحتفاء والتفاعل مع #اليوم_الدولي_للتعاونيات ، الذي يصادف اول سبت في شهر يوليو من كل عام، وهو حدث مهم بالطبع خصوصا ل #الشباب ودعم فكرة #العمل_التعاوني كرافد تنموي للمجتمعات و رافعة مهنية للشباب إلى جانب كونه اطارا اقتصاديا واجتماعيا يجد فيه ذوي الاهتمامات المشتركة ذاتهم وفرصهم للنمو والتطور وتلاقح الخبرة والمحاكاة بين الأجيال فضلا عن تسويق خدماتهم وبيع منتجاتهم .

 ولأن الشيء بالشيء يذكر، وبعيدا عن التعاونيات كمفهوم وكيانات وانماط مختلفة، وحتى دون اعتبار لطبيعتها كمؤسسات واقعية وما تتطلبه من شروط واجراءات ومعايير مؤسسية وقانونية، فإن المهم في الأمر هو فكرة وموضوع المناسبة و ما تمثله من دلالات تنموية واقتصادية واجتماعية ل #الشباب_العربي اعادتني لنبش ما تبقى من شتات حوار مبعثر مر عليه بعض الوقت مع زميل شاب طموح ومتطلع للغد بقوة   لم يكن حديثنا في الحقيقة حوارا بالمعنى الدقيق بقدر ما كان جدلا شخصيا ودردشة حرة لتأطير وضبط ملامح وخطوات روح متقدة بالشغف والحماس مازالت تصارع ذاتها وتتحسس وجودها، وتعالج ارهاصات وتحديات التكوين كفراشة وليدة في قبضة شرنقتها الصلبة. 

 كان جل تركيزي في الحديث معه حول كيفية تعاطية مع هذه المرحلة الحساسة من حياته المهنية، ولماذا عليه أن يتعامل معها ويتفاعل مع مخاضها بوعي وصبر ونفس طويل بعيدا عن التهور والتسرع او حرق مراحل النمو والتكوين، فالفراشة التي تتعجل الانعتاق من شرنقتها تفقد قيمتها الحقيقية وميزتها التنافسية كفراشة وتتحول لمجرد حشرة معاقة تقضي عمرها متقلبة في الطين وتموت عالقة في الوحل. 

 ثرثرت كثيرا، ولم يكف هو عن طرح الأسئلة او التعليق وكانت اهم تساؤلاته حينها حول مستقبل العمل في مجال #صناعة_المحتوى واحتراف #التسويق_الرقمي ، فأكدت له أنه المجال الاكثر فرصا بل ربما كان روح الألفية الجديدة وذهب المستقبل وقياد الأعمال ونياطها المؤسسي والمجتمعي خلال الثلاثين عاما القادمة.   اطرق قليلا ثم قال : الكلام جميل ولكن الخطبة هي الخطبة والعيد العيد بينما ستظل حقيقتنا المرة تؤكد أن حمزة لا بواكي له. 

 اجبته: ومن قال ذلك فهناك من الشباب العربي رواد كثر في المجال بل نجوما متقدة ويشار اليهم بالبنان، مضيفا إنني على يقين وثقة أن المبدعون العرب يمتلكون فرصا تنافسية عالية في هذه الصناعة شريطة المواكبة التقنية واحترف تكنولوجيا الاتصالات، والاهم من ذلك هو التضلع اللغوي والمعرفي المستمر و الامساك بناصية الكلمة وزوايا الصورة التخيلية وابداع الفكرة السهلة الممتنعة. 

 ابتسم ثم تنهد قائلا: من الجميل بالفعل ان يصل الانسان لهذه المرحلة ولكن يظل الأمر ذاتيا وشخصيا، فكونك رائدا يشار له بالبنان هو شأن يخصك وحدك، وقيمة يحددها دخلك، بينما حين تتحرر من ذاتك وتتحول من ملهَِم إلى ملهِم، ومن رائد إلى قائد، ومن كوكب ضخم خامل إلى نجم صغير مشتعل لن تحتاج للبنان التي تشير إليك ولن تختزل قيمتك في الارقام لانك ستتحول إلى مجرة كونية خالدة تنتظم فيها الكواكب وترسم حولها مداراتها وتتحدد قيمتك بما تمنحه من دفء ونور وطاقة. 

#لذكم فإن #السؤال الذي يطرح ذاته  #كم في الشباب العربي الشغوف حد الالهام من حمزة ولا بواكي له؟

 و #هل يأتي اليوم الذي تنتظم فيه مجرتهم في مدار الكون وتجري في فلك #المعرفة و #تكنلوجيا_المعلومات و #الإتصال و #المحتوى و #ريادة_الأعمال ؟

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي