الغرف التجارية والصناعية: صباح الخير..صحَو النوم!!

ياسر المقطري
الثلاثاء ، ٠٩ اكتوبر ٢٠١٨ الساعة ١١:٥٤ مساءً


في الوقت الذي تتهاوى فيه العملة المحلية وبشكل متسارع فاقدةً اكثر من 30% من قيمتها في يومين وفي ظل الانهيار الوشيك للاقتصاد،يغط الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية في نوم وسبات عمييييق!!
يقال بأن شر البلية مايضحك .. محلات وشركات الصرافة ،والمضاربين بالعملة ينفذون الإضراب تلو الاضراب احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الريال بالرغم من أنهم الجزء الأهم في المشكلة ، بينما الشركات والمحلات التجارية،ورجال المال والأعمال لم نلمس لهم أي دور يذكر على الأرض غير بعض الفعاليات الخجولة من بعض من لديهم إحساس بما يعانيه البلد.
يتساءل الكثيرون عن غياب دور هذا الكيان الحيوي والمهم في القطاع الاقتصادي..
أين دور الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية في كل ما يحدث ؟لماذا هذا الصمت المطبق ؟
هل أنتم رابحين من جراء ما يحدث من الارتفاعات الجنونية لأسعار الدولار والعملات الأجنبية بعد أن تجاوزت 800 ريال للدولار الواحد ؟أم تظنون أنكم ستكونون في منأ عما يعانيه الاقتصاد الوطني من الأزمات العاصفة ،والانهيارات المتسارعة ؟
مقارنة بحجمكم وتواجدكم في كل البلد فإن الصرافين ومحلات الصرافة لايشكلون 5% من قوامكم، ومع ذلك هم أقوى وهم من يتحكم بأسعار صرف العملات ،وهم من يفرضون عليكم تلك الأسعار وتشترون،رغم أنكم الطرف الأقوى ومن لديه القدرة لفرض شروطه في شراء وبيع العملة ،لكن للأسف لم تقوموا بالدور المنوط بكم ،بل ذهبتم أبعد من ذلك بأن سهلتم مهمة الصرافين والمضاربين بالإحكام على سوق الصرف من خلال تسابقكم للشراء منهم بالسعر الذي يحددونه ، ويتفاخر بعضكم بأنه يستطيع أن يحول إلى الخارج بمليون واثنين مليون دولار عبر اتصال هاتفي بأحد الصرافين !،هذا التماهي في تمويل وارداتكم السلعية بطرق غير سليمة ولا تتماشى مع الأعراف المصرفية، وقوانين غسيل الأموال ومكافحة الإرهاب هو من ساهم وبشكل بإفساح المجال أمام المضاربين وشركات الصرافة الغير مرخصة بالتمادي في تهريب الأموال والتوسع في عمليات غسل الأموال ،والتلاعب بأسعار صرف العملات..والثمن يدفعه الجميع.
بل أنتم الخاسر في المقام الأول أما الشعب بعد الويلات التي مر بها فليس لديه ما يمكن أن يخسره ولن يوقفه شيء في سبيل الحصول على مايسد جوعه ورمقه !!
بإمكانكم المساهمة في إيقاف هذا التدهور الحاصل في الاقتصاد ولعب دوراً كبيراً أمام جميع الأطراف بما في ذلك الحكومة والتحالف وجماعة الحوثي وكل اللاعبين في الساحة سيكون معكم الشعب بما أنكم تمثلون العمود الفقري للقطاع الاقتصادي.
لماذا لا يتم تفعيل مكاتب الغرف التجارية والصناعية في المحافظات ويتم تنسق الجهود وتقفوا صفاً واحداً تجاه المتلاعبين بأسعار الصرف،وتجاه كل المخاطر التي تحدق بالقطاع الاقتصادي،والبلد ككل ؟
فأنتم من يستطيع الامتناع عن الشراء والبيع من محلات الصرافة المضاربة بالعملة ,أنتم من يستطيع مساعدة الجهات الرقابية بعمل قوائم سوداء بشركات الصرافة المخالفة والتي تبيع العملات الأجنبية بغير ما يحددها البنك المركزي,أنتم من يستطيع أن يتحكم بالطلب على العملة الأجنبية ،بمقاطعة كل المضاربين بها بالتنسيق مع مكاتب الغرف التجارية في المحافظات،أنتم من يستطيع الإضراب وغلق المحلات والشركات لتوصلوا رسائل للجميع بعدم رضاكم عما يحدث من عبث بمقدرات البلد وتدمير لقطاعه الخاص والعام.
يجب أن يكون لكم دوراً إيجابياً يخرجكم من قفص الاتهام أمام الشعب بأنكم تتلاعبوا بأسعار السلع والمنتجات فهم لايشترون القمح والرز والحليب من محلات الصرافة بل يشترونها منكم أنتم. لايعرفون سواكم فإما أن يكون لكم دورأً أو أنكم ستكونون في قفص الاتهام أمام الشعب.. والفقر كاااافر!!
الجميع يعرف ويدرك أن كثيرين منكم عانا من الابتزاز والنهب والقصف والتدمير من اطراف الصراع؟ فلماذا لاتشكلون فريقاً قانونياً من الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية يرصد ويوثق كل التجاوزات والانتهاكات في حقكم وفيما تعرضتم له من تدمير لمحلاتكم وشركاتكم ،ومصانعكم ،لماذا لايكون لكم لجان ميدانية ترصد كل ما يتعرض له القطاع الخاص من قصف وتدمير ممنهج بمساهمة جميع الأطراف ؟
إن قيامكم بالدور الإيجابي المنوط بكم سينعكس في المقام الأول على حل مشاكلكم ،وإعادة الاستقرار لقطاعكم المالي والاقتصادي ،كما سيعود بالنفع للبد ككل

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي