السعودية ومشاريع التنمية في اليمن ( 1 )

فواز عبدالقادر الأديب
السبت ، ٠٨ سبتمبر ٢٠١٨ الساعة ٠٦:١٤ مساءً

سيطر الحوثيين على مقدرات الدولة اليمنية في العاصمة صنعاء وعلى الاحتياطي النقدي في البنك المركزي وعملوا على استنزاف كل موارد الدولة لصالح مشروعهم الانقلابي وإعادة تشغيل المؤسسات الايرادية لصالح دعم ماكينتهم الحربية .

 

ومع انقلاب الحوثي في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ وبدء حربهم على الشعب اليمني توقفت عجلة التنمية وكل المشاريع التنموية في كل المحافظات .

ومع اطلاق عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وعدد من دول التحالف كان لزاما أن تكون هناك معارك أخرى غير المعركة العسكرية موازية لها فأطلقت المرحلة الثانية من عاصفة الحزم تحت مسمى إعادة الأمل لتبدأ مهام متوازية مع العمليات العسكرية في الجانب الاغاثي والإنساني فأعلنت المملكة العربية السعودية عن تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في ١٣ مايو ٢٠١٥ ويقوم بعملية التنسيق مع المنظمات والهيئات العالمية، بهدف تقديم المساعدات للمحتاجين في العالم.

والذي بدأ بتنفيذ  عدداً من البرامج والمبادرات الإنسانية بهدف إيصال المساعدات الإغاثية للمستفيدين منها في العالم. واستفادت أكثر من 37 دولة حول العالم من المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية التي يقدمها المركز بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين والإقليميين .

وكانت اليمن هي الهدف الرئيسي والأول لأنشطة المركز  عبر تكثيف الأعمال الإغاثية والإنسانية في عدد من المحافظات اليمنية  والتي بحاجة ماسة للتدخل السريع منها توزيع أطنان من السلل و المواد الغذائية في عدد من المحافظات المحررة بالإضافة إلى مساعدات طبية وغذائية لمحافظة تعز عبر الإسقاط الجوي في ظل استمرارية المليشيا حصار تعز .

كما هيأ المركز  جسر لنقل 15 طائرة محملة بالمساعدات الإغاثية لعدن، تمكن 200.000 شخص الاستفادة منها. بالإضافة إلى تقديم مساعدات غذائية وغير غذائية لمتضرري إعصار تشابالا وميغ في جزيرة سقطرى، استطاع 34.469 شخص الاستفادة منها ومعونات كثيرة في مختلف المحافظات اليمنية ليس بالإمكان حصرها في هذا المقال.

كما أطلق المركز عدد من البرامج الأخرى مثل مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين والمتأثرين بالنزاع المسلح في اليمن، والذي جاء بعد عدد من التقارير الدولية التي كشفت عن تجنيد الأطفال من قبل مليشيا الحوثي واستخدامهم كوقود لحربها  وبدأ المشروع مـن محافظـة مأرب في سبتمبر 2017م،  حيث عمل المشروع على إعادة تأهيل اولئك الأطفال وتقديم الدعم الاجتماعي لهم واعادتهم للمدارس بالإضافة إلى برامج الدعم النفسي لهم . وعمل برامج توعوية لأسر الأطفال وتعريفهم بمخاطر التجنيد والقوانين الدولية التي تجرم تجنيدهم .

كما تنبه القائمين على مركز الملك سلمان لمشكلة أخرى تمثل إعاقة لمشاريع التنمية وتدمير للمخزون البشري الذي ترتكز عليه مسيرة التنمية وهي ظاهرة زراعة الألغام التي كانت جزء من استراتيجية مليشيا الحوثي في حربها على اليمنيين وزراعة الألغام في كل الأماكن التي خضعت لسيطرتها وسقوط عدد كبير من المدنيين كضحايا لتلك الألغام حيث توفي عدد كبير منهم وبقي الأخرين يعانون من اصابات مختلفة في الدرجات ما بين إعادة كاملة أو اعاقة جزئية ، فأطلق القائمون .

على المركز المشروع السعودي لنزع الألغام  " مسام " في شهر يونيو 2018م وفي شهر يونيو 2018م والذي هدف إلى تطهير المناطق اليمنية المحررة من الألغام الأرضية، والتصدي لتهديداتها ، بالإضافة إلى معالجة المآسي الإنسانية الناتجة عن انتشار الألغام ؛ وتدريب وتأهيل الكوادر اليمنية المتخصصة في عملية نزع الألغام . 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي