فكرة رحيل العظيم نائف الجماعي غير واقعية

عزوز السامعي
السبت ، ٠٧ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:٢٨ مساءً
فكرة رحيل العظيم نائف الجماعي غير واقعية وليست قابلة للتصديق إلا باعتبارها تجسيدا لميوعة العيش في ظرف تاريخي تتشكل أحداثه وفقا لمزاج عصابة واتجاهات ظل بندقيتها .
 
أما أنا فأشعر بأن قلبي يتصلب شيئا فشيئا كلما جالت بخاطري هذه الفكرة اللعينة ، وأجزم أن حالة الخدر التي تسكنني الآن ستأخذ مداها الغامض ، ثم سأفيق بعدها على عويل خانق في داخلي : 
يا لفداحة الخسارة ، خسارتنا بك يا نائف .
 
أعرف تماما أنني أكتب الآن دون وعي حقيقي بفداحة هذه الخسارة ،
بعيدا عن فلسفة الشهادة يمكن القول أن رحيل العزيز نائف الجماعي هي أكبر فاجعة تشهدها اليمن منذ سقوط صنعاء في يد المليشيات .
صدقوني :
ليس هناك أكثر خسارة من أن يفقد بلد مغتصب ، بلد بلا رجال ، ولا كرامة ، رجل نقي، وممتلئ بالإخلاص والحب كنائف الجماعي .
 
وسط حشد من الموجوعين ستكتشف أن نائف أكبر من مجرد رجل أعمال صب كل أرصدته المالية في صناديق التبرعات ، إنه ظاهرة اغتالتها الأيادي الآثمة قبل اكتمال ملامحها ، ربما بعد عقد من صبيحة الرحيل الصاخب ، كان بإمكان طفل في أقاصي قرية نائية أن يلهج باسم نائف الجماعي كأي ظاهرة وطنية غزت شهرتها كل البراري والأرياف .
 
رحل نائف الصديق وتركنا لوحشة النشيج ، نفكر فيما إذا كان من اللائق حقا الاعتقاد بأن رأس سيد الحوثيين يمكن أن يشكل حتى نصف الثمن الذي يفترض بهذه الجماعة أن تدفعه في مقابل شهيدنا الكبير.
-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي