واسمحوا لي أن اشرح لكم الكذبتان الخفيفتان بلسانه، والثقيلتان على التنفيذ، وبالتالي ثقيلتان عليه وعلى جماعته في التحمّل لردود أفعال الشعب اليمني على الضحك عليه بهاتين الكذبتين..

فكذبة التغيير الجذري. عمرها يقترب من السنة.. إذ في 27 سبتمبر، أعلن عبد الملك الحوثي المرحلة الأولى من التغيير الجذري، فوجّه بإقالة حكومة ((إنقاذهم)) .. لحقه المشّاط في 30 سبتمبر من نفس العام بإصدار القرار بإقالة الحكومة.. ولحد الساعة لا تمّ تغيير جذري للحكومة ولا يحزنون، فقط تمّ التغيير الجذري لشخوصهم من حاملي القلم إلى حاملين البندقية، ومن وضع هدف للخطط والبرامج وتنفيذها، إلى وضع (نصع) والتنشين عليه ..

واليوم نرى أولئك الفاسدين من وجهة نظر (سيدّهم) الواجب تغييره قبل عام كضرورة وطنية، ها هم اليوم في كذبته الجديدة، التي سميت بالمرحلة الرابعة من التصعيد في البحر الأبيض المتوسط هذه المرّة ، وعمر هذه (الخرطة) فقط أسبوع ، هم من يتقدمون الصفوف لتدشين هذه المرحلة، وكان فسادهم وإفسادهم قد زال!

إذ في 2024/5/2، خطب (عبد الملك) فقال إنه وجماعته يحضّرون لمرحلة رابعة من التصعيد، بعد أن طوّروا قدراتهم العسكرية، ليصل مداها إلي لبحر الأبيض المتوسط، وقيل في البيان الذي تلاه ناطقهم العسكري (سريع)، يوم الجمعة الماضي، بين الآلآف من المحتشدين في السبعين؛ من أنه تنفيذاً لتوجيهات (سيدهم) ، فإنَّهم يعلنون تنفيذ بدء المرحلة الرابعة من التصعيد، باستهداف كافة السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر الأبيض المتوسط في أيِّ منطقة تطالُها أيديهم، على أن يبدأ التنفيذ من ساعة إعلان البيان.. وها هو الاسبوع الأول انقضي يا (عبده) ويا (سريع)، ولم نسمع غير توضيحات تفسيرات وتبريرات وتراجعات، وما كان للخرطة ان تقال من أصلها .

أما البند، ثالثاً من البيان فجاء ما نصه: "إنه في حال اتجهَ العدوُّ الإسرائيليُّ إلى شنِّ عملية عسكريةٍ عدوانية على رفح، فإنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ ستقومُ بفرضِ عقوبات شاملة على جميعِ سُفُنِ الشركاتِ التي لها علاقةٌ بالإمدادِ والدخولِ للموانئِ الفلسطينيةِ المحتلة من أيِّ جنسية كانتْ وستمنعُ جميعَ سُفُن هذه الشركاتِ من المرور في منطقة عمليات القوات المسلحة وبغضِّ النظر عنْ وجهتِها".. هاهم اليهود يسيطرون على معبر رفح ولم نرى لجعجعتكم طحين يا (عبده)!!

لقد مرّت شهور على كذبة التغيير الجذري، ولم يتم تغيير حكومتهم، بل أعيد تصنيعها وتكييفها، لتكون ملائمة للمرحلة الرابعة.. وعلى العموم فقد ثبت ان قضية الإقالة، لابقاء الحكومة تخدم سيدها كتصريف أعمال، من دون أية التزامات ومحاسبة، فقد كانت الإقالة مقصودة، لأراحتهم من ملاحقة بعض أصوات اعضاء مجلس النواب ضدها، واستجواب وزرائها، خصوصاً وهم لا يهشون ولا ينشون، لأن من فوقهم مشرفي الحوثي الذين فوق السؤال والحساب ، لأن معظمهم من الآل والأنصار والأصحاب!

وقبل أيام شوهدوا رجالات (عبده)، ينفذون التعليمات، مناورة وضرب نار، قيل عنها أنها مناورة عسكرية لتدشين المرحلة الرابعة للتصعيد التي أعلنوها الاسبوع الماضي، والمتمثلة في توسيع العمليات إلى البحر الابيض المتوسط عن طريق الصواريخ والمسيرات المطوَّرة.. وقد يقول قائل حمل السلاح شرف لليمني، فلما التندر والتهكم والإساءات .. حاش لله أن نهين أحداً، من أهانهم هو من وضعهم بذلك المقام.. ويا ليتهم أجادوا الدور والتمثيل، وأظهروهم ، على أنهم دُرّبوا على كيفية إطلاق المسيرات والتحكم بها وكيف تعلموا استخدام أقمار الـGPS في التوجيه، آلياً أو يدويًّا بواسطة جهاز التحكم…

كان يمكن تمرين (بن حبتور) و(حازب) و(الراعي)، وغيرهم، على تلك التقنيات بارسال المسيرات. لكن المناورة العسكرية التي ارادوا تدريبهم وتعليمهم عليها، هي كيف يمكنهم قتل وقنص اليمنين وليس الإعداد للعمليات في البحر الأبيض المتوسط بحسب المرحلة الرابعة من التصعيد كما قالوا!؛

لذلك..لا يدّعون البطولة والوطنية، ولا يعملون من أنفسهم ضحايا، بسبب النقد اللاذع من البعض، وطالما وانخرطوا في الكذب عليهم التحمّل لثقل النقد.. واكرر أن من أهانهم حقاً هو من وضعهم هناك، ثم صورهم ونشر.. لا أقل ولا أكثر!

واقول.. خسارة على الحبر الذي انفق في تمجيد التغيير الجذري الآتي من سيدّهم،. ويا آسفاه على بعض المثقوفين الذين امتدحوا التغيير الجذري وهم يعرفون انه محض كذب وافتراء وتدليس على الناس.. فلا حكومة تشكلت ولا قضاء أصلح، بل أن القضاة ساقوهم للسجون بعد أن اتهموا بعضهم بأنه يدير معصرة خمر، وبعد أن تأكدوا وايقنوا ان الإساءة قد تحققت، طوّروا التهمة بعد مدّة ليقولوا عنه، من إنه يقود انقلاباً على الثورة وقيادتها!؛

وكله كذب.. فأين مسيلمة الكذاب من كذبهم..؟!؛ والغريب أن كثير من الناس لا يزالون يصدقونهم،..

وللآسف أنه لا يزال في ناس من أبناء اليمن مقطرنيين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

اللهم من كل ضيق مخرجا، اللهم خارج اليمنيين ممن يكذبون عليهم، صباح مساء!.. وجمعة مباركة..