اليمني لايدرك أن اللقاء الاول مهم!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
السبت ، ١١ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٦ صباحاً

قبل يومين كنت في اجتماع مع ١٦ برفيسور، وكان الحديث حول أشياء مختلفة، لكن المهم هنا هو أن السفارة الهندية في برلين تقوم بنشاط رائع ومراسلات معنا هنا في الجامعة، وقد نسقت رحلات عدة، ومبوبة وبتواقيت زمني للسفر واللقاءات والمدن والمراكز. ثلاثة او اربعة برفيسورات سافروا كفريق إلى الهند، لبحث امكانيات استقطاب طلاب من الهند إلى ألمانيا وبالذات جامعتنا وبحث سبل التعاون مع الجامعات والمراكز الموجودة هناك في مدن عدة. وكان الفريق الأول الذي قد رجع، عاد بانطباع رائع عن التنسيق والترتيب، بما يعني ان هناك فرص واعدة وجدية من الاستفادة من التعاونيات ومن وقت الزائر. هنا كان دور السفارة كيف تبني جسور لبلدها، وتواصلها مع مؤسسات التعليم والمراكز وغيره في بلدها، وكيف تشغل نفسها بما يبني ويخدم الهند. فهموا ان اول خطوة مهمة ويجب ان ياخذ الزائر انطباع رائع عن مدى الجدية ولذا فاول زيارة هي Fact Finding Missions او تحري لبناء تعاون ممول من الالمان.

وهنا رجعت بالذاكرة الى قبل سنوات طويلة، أي قبل الربيع العربي، كان معنا في السفارة اليمنية، شخص أحترمه واقدره، اسمه عبده احمد اليافعي على مااذكر اسمه ، قمة في الأخلاق والالتزام والعمل والجدية. هو شخص أداري ومحترم وخلوق التقيت به في جامعتي وهو يبحث عن فرص وتعرفنا على بعض. المهم تستحي ترفض له أي طلب مهما كان لانه خلوق ويجيد الحديث. تحدث معي وقال برفيسور ايوب، ليش ماتقوم بزيارة لليمن، وتبحث سبل التعاون مع الجامعات المختلفة وتفيد بلدك. وعزف معي على الوازع الوطني والمهم قلت له تمام، بعد كم اسبوع انزل اليمن زيارة للاهل ونشوف كيف نساهم ونفتح ابواب.

المهم هو قام بالمراسلات وأرسل رسالة للتعليم العالي وهذا كان قبل الربيع العربي، أن البرفيسور ايوب سوف يكون في تاريخ كذا في صنعاء، استغلوا تواجده عندكم، لكي نستفيد منه هنا لفتح ابواب وجسور للجامعات اليمنية المختلفة. المهم الأخ اليافعي قال لي الامور تمام وبيد الوزير والتعليم العالي، وهم ينتظرون حسب مذكرتهم، وتم تنسيق الامور اقلها كما فهمت. لكن عندما نزلت صنعاء لم يتواصل أحد معي، لا تعليم عالي ولا جامعة ولا احد. قلت مش مشكلة مشغولين لكن مش عارف بايش مشغولين احتمال باسواق البورصة والاضطرابات التي حصلت في ازمة العقارات التي طل رأسها في أمريكا.

وأنا جالس عند الاهل في صنعاء اليوم الثالث جاء أخي يقول هناك اعلان في الجامعة في كل مكان أن هناك محاضرة للبرفيسور ايوب الحمادي في قاعة كلية الزراعة الساعة ١٠ صباحا يوم السبت او احد لم اعد اذكر. بمعنى عملوا موعد لمحاضرة دون ان يعطوني خبر، ودون أن يتواصلوا معي، ولو لم يكن اخي صدفة هناك لم عرفت. المهم قلت مش مشكلة احتمال التعليم العالي لم يمتلك تلفون بعد ولم يجدوا وقت أن يتصلوا بي برغم انه تم ارفاق رقمي في صنعاء مع الاوراق، المهم نروح غدا وربنا يسهل.

اليوم الثاني ذهبت لقيت القاعة مغلقة وهي قاعة على ولد زايد كما اذكر، وجلست أنتظر وأنا أريد ارتب الحاسوب وغيره . قالوا المفتاح عند الحارس . طيب واين هو الحارس، وجلسنا أنا ودكتور من كلية الزراعة اسمه محمد الفقيه وهو صديق ندور الحارس. في الأخير لقينا الحارس واخذنا المفتاح. وعندما دخلنا لم نجد كابل ومحول ، قالوا عليكم بالحارس. المهم دخلت واذا وصل قليل من الطلاب والطالبات. قلت غريبة واين الدكاترة اقلها معهم ضيف ومن باب المجاملة، وهذه المحاضرة منسقة من السفارة إلى التعليم العالي إلى الجامعة والكلية ،وبمبادرة منهم أي لم تكلفهم شيء.

ووصلني الخبر أن كلية الهندسة طلعت اعلان قبل ساعات أن البرفيسور ايوب لم يصل إلى اليمن بعد، وبرغم انني في القاعة المجاورة في كلية الزراعة، ولذا فقد تم من قبلهم تأجيل موعد المحاضرة . وهذا وأنا والناس داخل القاعة بجانبهم. بعدها اتصلوا بهم وقالوا قد البرفيسور هنا وانتم تقولوا لم يصل إلى اليمن.

المهم عملت محاضرة، وأنا أقول جامعة وسفارة وتعليم عالي، لم يقدروا يرتبوا برنامج زيارة ومحاضرة فكيف بتعاون وبناء جسور ومراسلات وتنسيق ومشاريع. المهم كل حلقة كان تندع خطة من رأسها دون تنسيق. ورجع بعدها عميد كلية الهندسة يطلب مني وهو صديق عزيز، أن اعيد المحاضرة لأن طلاب ودكاترة الهندسة يومها فكروا أنني في ألمانيا ولم أصل. وتم تكليف دكتور من قبلهم لتنسيق الامور، دون آي خلل. بقوله أما الآن فأنت هنا، وسوف نرتب الامور على أحسن حال . قلت مش مشكلة انا في صنعاء .

ويوم المحاضرة هذه المرة في قاعة كلية الهندسة، وتم الاعلانات والاستنفار لانهم يعرفون ومتأكدين ان البرفيسور ايوب موجود. وذهبت القاعة، ولقيتها مزدحمة بالطالبات والطلاب. قلت غريبة يبدوا ان هذه تباشير رائعة ان هناك ترتيب واستفادة. وسمعت قبل دقائق أن العميد والدكاترة وقعوا في مطب تخطيطي، وهو أنهم نسقوا كل شيء تمام ورائع، لكن نسوا أن في الوقت حق المحاضرة هناك اختبار للطلاب والطالبات في نفس القاعة ولذا الطلاب والطالبات كانوا مستغربين مو يشتي هذا يعمل في مسرح القاعة وليش مشغل البرجكتور.

واضطروا يخرجوا الطلاب والطالبات، ساعتين الى أن اكمل المحاضرة، وانا بصراحة كنت اشعر أن المحاضرة سببت تأخير امتحان، وأقول ربنا ستر أنه لم يكن معي المان واجانب، فالسفارة والجامعة والتعليم العالي لم يستطيعوا ترتيب محاضرة .

بعدها كان معي موعد مع وزير التعليم العالي، وعندما دخلت عنده كان مهذب، لكن لم يكلف نفسه أن يجامل ان عنده برفيسور زائر من ألمانيا بمعنى شاهي أو قهوة واهلا وسهلا وانما اخذ الامر وكانهم محمليني جميلة. قلت في نفسي نشوف ايش سوف يطرح، فاذا به يقول نحن جهزنا لك ورقة باسم الجامعات اليمنية ومواعيد المحاضرات، خذ الورقة لجدول المحاضرات واين سوف تقوم بها. قلت في نفسي أعتقد أن هناك مفهوم غلط وفكرة غلط، يعني الانطباع انني مكلف اوكأني موظف عندهم وعليا اتحرك من مكان الى مكان، بمعنى خذ الورقة ودبر حالك بالمواصلات والاقامات، مرة في الحديدة، ومرة في تعز، ومرة في عدن لانه وافقت نخدم اليمن واقوم بمحاضرات وبحث تعاون دون تكليف اليمن فلس، بمعنى اجعث حالي من مكان إلى مكان، وهم يفتهنوا، وياليت يعرفوا ينظموا حاجة سع الخلق أو يرتبوا أمور ذو معنى والأمانة أنه حالنا محزن.

فقلت له ربنا يسهل، ومشيت وانا اقول ليس بعد لم ندرك اهمية اول خطوة في Fact Finding Missions او تحري لبناء تعاون ممول من الالمان. عرفت أنهم لا يعرفونه ينسقون برنامج ولا تعاون ولا ترتيب، ويحملوك جميلة. مع العلم أن المملكة او غيرها عندما انزل ، تكون التذاكر والفنادق وحتى العزائم عليهم وكل شيء يتم ترتيبه وفي المطار تجد السيارة تنتظر وهناك مرافق لك وكل شيء لم يتركوا للفراغ وتشعر بادارات واشخاص يحترمون ضيوفهم.

ومختصر الامر المسؤول اليمني طيب وبسيط في تخطيطه غير مطلع لثقافة الشعوب ولا لاهمية اي خطوة، ولايدرك أن اللقاء الاول مهم، والتنظيم واحترام الزائر، هو المفتاح للمشاريع، وان ابن البلد المغترب هو الوحيد الذي سوف يكتب مشاريع واستراتيجيات ويضيع شهور من اجل بلده ودون مقابل. المسؤول اليمني يقلد الفهم، ولذا اليمن تخسر وخسرت فرص لا تعد، لأن بعدها كان معنا خطط ذهبت لدولة أخرى، وتحملت منظمة الداد تكاليف تأهيل وتنسيق واشراف على جامعة ثانية في بلد اخر.

وفي الاخير هي كانت خاربة من زمان، لكن كانوا يستخدمون حبوب اسبرين لتسكين الكوارث والفشل ومنتظرين معجزات، ولو كان تواجد بها رجال دولة بشكل حقيقي وقتها مع الفرص والداعم أن اليمن حالها اليوم مقارب لماليزيا أو حتى الاردن، ولم تنهار بهذه السرعة .

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي