إستحواذ وإقصاء وغطرسة وعنجهية وتفاخر وقبلها تأتي العمالة والخيانة والإرتزاق ، كل تلك السلوكيات واقع حقيقي شاهدناه في المراحل السابقة ولازلنا نشاهده في المرحلة الحالية ، وهذا أمر طبيعي جداً جداً من فئة من الناس تمارس العنصرية والمناطقية وأخص بالذكر جغرافيتين في الجنوب اليمني نتحفظ عن ذكرهما حتى لا نثير الحساسية وتزداد هوة الفـُرقة إتساعاً بيننا وبينهم ، بالإضافة إلى أن هناك شرفاء في أوساطهم نـَكـُن لهم كل الإحترام والتقدير ولا نريد أن نخدش مشاعرهم ، ولكننا نستطيع أن نشير إلى تسمية حديثة لهم إستطاعت قوى خارجية تجميعهم وتضعهم في سلة واحدة وتصنفهم بحاملي القضية الجنوبية وتسميهم المجلس الإنتقالي .
المشكلة آنفة الذكر ليست هنا بل أن هؤلاء سيأخذوا وقتهم وينتهوا كما إنتهوا سلفهم ولكن المشكلة في الأنصار الذين صنعتهم أيضاً تلك القوى من خلال الأموال التي أغدقتها عليهم وهم من مختلف مناطق الجنوب ، وصرفت لهم نثريات المهرجانات والشعارات الثورية وقبلها كان هناك دغدغة مشاعرهم لإحياء مشروع إستعادة دولة الجنوب وإعادتهم إلى الأزمنة الغابرة ، أولئك الذين أستطاعوا أن يوهموهم بأنهم سيعيدوا لهم دولة الجنوب المنتهية الصلاحية ( إكسباير ) غالبيتهم من المثلث وتأتي شبوة ثانياً ثم يأتوا الحضارم وبعدهم أبناء عدن ومن ثم تأتي أبين وهؤلاء يشكلوا نسبة ضئيلة جداً أمام عدد سكان الجنوب .
أقول لهؤلاء الذين تم غسل أدمغتهم نحن سنصدق بمن تعولون عليهم وأقصد هنا المجلس الإنتقالي بكل أركانه بإستعادتهم لدولة الجنوب فيما إذا أعادوا الوضع إلى العاصمة عدن كما كان في السابق في عهد حكومة ونظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ، وبحكم أنهم كما تقولون عنهم المسيطرين على الأرض .. أولاً يبدأوا من العاصمة عدن بتقليص عدد الإنطفاءات الكهربائية حتى وإن كانت ثلثين تشغيل وثلث إنطفاء على النحو التالي أربع ساعات تشغيل وساعتين إنطفاء .. وإعادة المياه كما كان سابقاً ولا ضير إذا إنقطعت سويعات معدودة وكما نعلم أن الماء والكهرباء عصب الحياة .
النقطة الأخرى المكلفين بتحقيقها وهي يسيرة جداً ولا يلزم فيها دفع أموال إنما إستحضار لثقافة النظام والقانون حتى وإن كان بأقل مستوى وبالإمكانيات المتاحة وهو تنظيم حركة المرور في الشوارع الرئيسية والفرعية ، وبمعنى أدق لا نريد أن نرى عاكس خط أو وقوف مزدوج أو الوقوف في مكان ممنوع أو عرقلة حركة المرور ، بالإضافة إلى كبح جماح الفوضى العارمة التي أنتشرت وللأسف في أوساط كبار السن قبل فئة الشباب والأطفال ، ومن ثم ملاحقة مروجي ومتعاطي الحبوب والمخدرات والحشيش والخمور وقبل كل ذلك القضاء على ظاهرة سب الذات الإلٰهية يعني سب الرب والدين والعياذ بالله .
متى ماتحققت هذه المطالب وهي تشكل الجزء اليسير في ركن من أركان إقامة دولة في عهود التخلف فما بالكم ونحن في القرن الواحد والعشرين ، حينها سنصدق بأن المجلس الإنتقالي بالفعل صادقاً في مسعاه وهو مكون يسعى جاهداً لأن يلبي مطالب الجنوبيين وبالأخص الذين فوضوه بإستعادة دولة الجنوب من براثن حكومة الإحتلال المسماه بالجمهورية اليمنية كما يقولون ، وإن لم يستطـِع تلبية أو تحقيق هذه المطالب اليسيرة فعليه أن ينسحب من سلطة وحكومة الإحتلال ( الجمهورية اليمنية ) ، أما أنه يستمر على شراكته في حكومة دولة إحتلالية ويحقق مقولة أشتي لحمة من كبشي وأشتي كبشي يمشي فهذا يثبت بأن قيادات هذا المجلس متسلقين ووصوليين ويضحكوا على ذقون أنصارهم ومن يصدقهم فيعني أنهم أقل ما نقول عنهم سذج وسفهاء وأغبياء .
-->