وقّع الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلح الحديبية مع كفار قريش، من أجل السلام، وحقن الدماء، وكان في نظر كثير من المسلمين -وقت التوقيع- بمثابة تنازل وخضوع، لكن الأيام أثبت أنه كان فتحا مبينا.
فالسلام وحقن الدماء، ورفع المعاناة عن الناس بحاجة إلى تنازل، ومن يقدم التنازل هو من سينتصر في المستقبل.
إنّ الحق حق، والباطل باطل، والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وحبل الكذب قصير.
وحركات الباطل سينكشف زيفها مهما تزيّنت بالشعارات،
[فأما الزَّبد فيذهب جُفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} صدق الله..
الدماء الزكية، التي سقطت في طريق الحرية، لم تذهب سدى، وسوف تنبت شجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، فالله [لا يضيع أجر المحسنين]..
لا تجعلوا اليأس والإحباط يتسلل إلى قلوبكم، فالصبح سيشرق والظلام سيزول والظلم سينتهى..
أي تنازل سيحصل من أجل السلام وحقن الدماء ورفع المعاناة عن الناس سيكون نصرا تتغنى به الأجيال القادمة، وفتحا مبينا..
واعلموا علما يقينا أن حركات الموت ستموت إذا حلّ السلام!!!
-->