الوحدة الجنوبية أحرى من المطالبة بالانفصال

علي هيثم الميسري
الثلاثاء ، ٣٠ مايو ٢٠٢٣ الساعة ١١:٣٥ مساءً

 

     الكثير من الجنوبيين المطالبين بالإنفصال أو فك الإرتباط أو كما تـُردَّد من عبارات وتعني عودة دولة الجنوب إلى ما قبل العام 90 أظنهم مصابين بداء الجهل والهوشلية ، لسبب بسيط وهو أن من كان يريد إستعادة دولته عليه أولاً أن يكتسب تعاطف إخوته ويتحاور معهم على الكيفية التي سيتم من خلالها إستعادة دولته ، هل بالقوة العسكرية أم بالحوار مع الطرف الآخر بالتراضي أو من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن وليس برفع الأصوات والتهديد والوعيد وإستعراض القوة والشعارات الفضفاضة من دون توفـِّر أي أدوات تـُمكـِّن هؤلاء من تحقيق مآربهم .

     الملاحظ أن المجلس الإنتقالي ذهب بعيداً بمفرده وتطرف كثيراً بشعاراته في إستعادة الدولة ، وكان أسهل طريق له هو الذهاب للمكونات الأخرى بالأفعال وليس بالأقوال كما رأينا سياستهم في الدعوة للحوار الذي دعوا إليه قبل شهر ولم يحقق شيئاً سوى الخروج بميثاق بأسماء وهمية وبأسماء أخرى أصحابها قد حضرتهم المنية ، فلو أرسلوا مندوبين للمكونات الجنوبية الأخرى وقدموا لهم تنازلات وأبدوا حسن النية لوجدوا ضالتهم وحققوا ما يصبون إليه بالتقارب والألفة والصدق وليس بالإقصاء والتفرد والأنانية والمناطقية والعنصرية فكل تلك المظاهر تمزق النسيج الإجتماعي وتتعنت فيها المواقف .

     لو جئنا على سبيل المثال وعددنا المكونات الجنوبية سنجدها كثيرة جداً على حسب تعداد سكان جنوب اليمن ، ولكن لو تفحصنا وتمحصنا بتشكيلاتها سنجدها بأنها من كل الأطياف وكل المحافظات على مستوى القيادات والقاعدة ، وعلى العكس تماماً في مكون المجلس الإنتقالي غالبيتها تتكون من 3 مديريات تتبع لحج حسب التقسيم الإداري لدولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سواءً على مستوى القيادات والقاعدة وحتى قواته التي يمتلكها ، مع العلم أن هذا المكون تأسس قريباً ومن أواخر المكونات التي تأسست وكان على أيادي قوى خارجية وأنشأت له قوات ، بالإضافة إلى أن رواتبه ورواتب قواته من تلك القوى والسؤال الذي يفرض نفسه ما سر دفع تلك القوى الخارجية الأموال الطائلة لكل تلك القوى البشرية من قيادات وقوات عسكرية ؟ ، ومع ذلك نقول إن كان هذا المكون مسعاه الحقيقي هو إستعادة دولة الجنوب فعليه أولاً أن يصطف مع كل المكونات الجنوبية ويتحد معها قبل أن ينادي بالإنفصال ويطالب بإستعادة دولة الجنوب والتي لن تعود حتى إذا ولج الجمل في سم الخياط .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي