التأريخ الناصع لا يمكن جرحه بنفس الكذبة مرتين

مصطفى غليس
الاربعاء ، ٠٣ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٠٧:٥٧ صباحاً

عندما تكذب مرة واحدة فقد تفشل ولا يصدقك الاخرون، وقد تنطلي عليهم فتنجح لكنه نجاحًا مؤقتًا، لأنهم سيكتشفون أصل الكذبة فالثابت أن "حبل الكذب القصير"، أما حين تكذب نفس الكذبة مرتين فأنت تسقط بنفسك إلى الهاوية قبل أن تنكشف عورتك أمام الآخرين، وتصبح في نظر الجميع كاذبًا دجالًا، تلك قاعدة أولى مُسلم بها، أما الثانية فحين تجدون مليشيا خارجة عن القانون تهاجم شخصًا يخدم وطنه وقضيته، وتنشر هي وأتباعها الإشاعات للنيل منه فأعلموا أنه في يمضي في المسار الصحيح، وأنه قد أوجع تلك المليشيا وأفسد عليها مخططاتها اللاوطنية والتدميرية، ووقف كالسد المنيع أمامها، فاستعصى عليها اختراق صلابته . وهذه هي حقيقة الحملة المنظمة التي وجهتها المليشيا ومن يعاونونها بقصد أو بغير ضد القائد الشجاع اللواء ياسر حسين فايد مجلي قائد محور باقم، لأنه ثابت على مبدأه الوطني مدافعًا عن قضيته كالطود الشامخ العصي على الكسر.

 

‏أقول هذا الكلام بعد أن قرأت إشاعة في مواقع الكترونية ساقطة خلال اليومين الماضيين عن اعتقال القائد البطل ياسر مجلي، قصد منها مروجوها الإساءة لهذا القائد البطل، واستهداف شقيقه المناضل الكبير الشيخ عثمان مجلي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بحشر اسمه بجانب شقيقه، وهي أيضًا محاولة رخيصة لتشويه التاريخ النضالي الناصع لآل مجلي المعروفين بوطنيتهم وجمهوريتهم ومواقفهم المشرفة، والحقيقة أنني ما كنت أنوي الرد على هكذا إشاعة معروف مصدرها وهدفها، لولا أنني تذكرت أنني قد قرأت ذات الإشاعة الكاذبة قبل أربع سنوات من ذات الجهة وبذات التفاصيل التي لا يصدقها عاقل حتى لو كان جاهلا بتاريخ آل مجلي المرصع بالمفاخر والمروي وطنهم بدماء أبناءهم الزكية.

 

‏يمكنكم أن تكتشفوا ذلك بأنفسكم بالبحث عبر قوقل، وستجدون أن الخبر نفسه نشر في مجموعة من المواقع الحوثية، في اكتوبر 2008، بدأه موقع "وكالة الصحافة اليمنية" الذي يديره الحوثي أسامة ساري، ثم تم تعميمه على مواقع الحوثي لتداوله ونشره لذات الهدف الذي يريدون تحقيقه اليوم بكل قبح وفجاجة وبذات الأدوات الخسيسة لاستهداف القائد البطل ياسر مجلي، ومثلما اقحموا اسم الشيخ عثمان مجلي في الخبر بصفته وزيرًا للزراعة في تلك الفترة، نجدهم وقد اقحموه اليوم بصفته الحالية نائبا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، لا لشيء إلا لأنه اليوم ذروة سنام آل مجلي، بل وكل قبائل ورجال صعدة الواقفين في صف الجمهورية بمواقف صلبة وراسخة لا تلين ضد المشروع الحوثي السلالي الكهنوتي البغيض.

 

‏ولأن ناشري الخبر الكاذب ليسوا إلا كتلة من الغباء المغلف بالبلادة والنذالة والانحطاط أعادوا نشر نفس الخبر بعد أن عجزوا عن ابتكار كذبة وإشاعة جديدة، ولأنهم بالتأكيد فتشوا في تاريخ آل مجلي، ماضيًا وحاضرًا،  فوجدوه أبيضًا ناصعًا كبياض الثلج، وليس فيه ما يؤخذ عليهم أو يعيبهم، وجميع من يعرفهم يشهد لهم بالكفاءة والنزاهة، فأعاد الأغبياء بكل وقاحة نشر الخبر ذلك القديم، فتذكرت حكمة شاعر العرب أبو الطيب وهو يقول في مثل هؤلاء الأوغاد:

‏"وإذا أتتك مذمتي من ناقص

‏فهي الشهادة لي بأني كامل".

 

‏سأكتفي بهذا القدر تحاشيًا للإطالة، فلم أكتب هذه السطور إلا لإيضاح الحقيقة، ولا حقيقة إلا بإنصاف، ولست هنا بمعرض الدفاع عن آل مجلي، لأن مآثرهم القبلية ومواقفهم الإنسانية وقيمهم السامية وتوجهاتهم الجمهورية ومبادئهم الوطنية وتضحياتهم الجسيمة من أجل اليمن وشعبه وقضيته العادلة بقوافل من الشهداء كفيلة بالدفاع عنهم. هم أهل المروءة وبيت الجود وعنوان الشهامة الثابتون على الحق والحافظون للعهد، كابر عن كابر، ولكم أن تعيدوا قراءة تاريخهم العريق بأمسه البعيد والقريب وحتى اليوم. إنهم ورجالهم المخلصين آخر قلاع الجمهورية في صعدة. طوبى لهم، لا خذلوا ولا خانوا، أما محبتهم فثابتة بالقلوب، وليمت الحاقدون بغيظهم مرتين مثلما كرروا نفس الكذبة مرتين.

‏⁧‫#مصطفى_غليس

الحجر الصحفي في زمن الحوثي