مَنْ النصارى اليوم؟!

سميه الفقيه
الثلاثاء ، ١٨ ابريل ٢٠٢٣ الساعة ٠٩:٥٣ مساءً

 

ومع اكتمال عملية تبادل الأسرى بين أبناء الوطن الواحد، جراء حرب طاحنة وتنازع لإعتلاء السلطة والتحكم بالدولة وجعجعة الشعب فيها ،ومنذ بداية الحرب والشتات والقتل لليمنيين، وجدنا هؤلاء النصارى ،ممثلين باللجنة الدولية للصليب الاحمر ،هم من يحتوينا بالاغاثات والدواء والغذاء  واللجوء لبلادهم والأمن بأراضيهم . وجدنا عندهم الاسلام قولاً وفعلاً ،وجدناهم يرحموننا كشعب مطحون ومشتت ومجعحع، يفتقد لوطن يحتويه ويؤمن روعه وخوفه وجوعه. وجدناهم ينادون لوقف الحرب ويعملون لايقافها،وكل قطرة دم يمنيه تراق كانوا يتألمون لها، ففي يدهم اليُمنى معول خير وقمح وفي الأخرى ضمادات للجروح ودواء، بينما المسلمين حقنا لم تزدهم الحرب الا غلظة وتوحشا واستمراء لمعاناة اليمنيين وقهرهم وتعذيبهم ،لم يعرفوا إلا المقاصل والمقابر ،باليد اليمنى قذيفة وبالأخرى ساطوور ورؤوس مقطوعة، وبالتالي يتبادر لذهننا اليوم السؤال، مَنْ النصارى اليوم!؟

كل الأطراف تدعي تمسكها بالاسلام وما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الكريم، بينما كل افعالهم تنافي ذلك؛ فالجبايات قائمة والفساد مستشرٍ والقتل متواصل والتدمير متواصل  والتعذيب للأسرى قائم.

 بينما النصارى الذين يشتمونهم ويدعون عليهم بالويل والثبور،هم من يجد عندهم الانسان أدميته وانسانيته وحقه في الحياة، وما له وما عليه، ويمارس ديمقراطيته وحريته دون خوف، ويقف في وجه الفاسد ،كائناً من كان، سواء من رئيس ووزراء وحكومات وسلطات وغيره.ولولاهم   ‏ولولا النصارى والمشركين لما توقفت الحرب ولما خرج الأسرى  ولما جعل المسلمين يوافقون على هدنة الحرب واحلال السلام والامان لليمنيين المجعجعين والمشردين في الأرض.  انظروا اليوم لدموع فرح الأم بإبنها الاسير العائد لأحضانها..وفرحة الطفلة بعودة أبيها الغائب لسنوات،فقد كبرت ولم تذق حنان ابوته..انظروا لاعتزاز الأخ بأخيه وهو يعود شامخًا من الأسر.   كل ذلك وأكثر بجهود وعمل زرعته ورعته واثمرت أزهاره عبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر .

المسلمون حقنا،أوصلونا لما نحن عليه اليوم من جمر وحطب وقتل وتشريد وفقر وتجويع وذل وأهانة، بسبب ثقافة الفيد والتجبر والغطرسة والمنصب والانقضاض على من يخالفهم مبدأهم ومصالحهم، والتي مازالت وللأسف ثقافة مسيطرة عليهم ويمارسونها رغم كل ما وصل إليه البلد من انهيار وتهلكة، وكل ذلك افقدهم المصداقية وثقة الناس، فاجتماعهم واختلافهم لا يكون إلا من منطلق لقاء مصالحهم وليس مصلحة الوطن. وكل ما فعلوه ويفعلونه بنا وبوطنهم ،الاسلام منه براء ويتنافى معه شرعًا وقانونًا ويتنافى مع  الرحمة الموجودة في الدين الاسلامي.

أكرر السؤال، من النصارى اليوم؟ وسلام الله على مريم العذراء وابنها المسيح من اليوم حتى يوم القيامة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي