التقارب الشمالي والمصالحة الجنوبية بعين عدن الغد

علي هيثم الميسري
الجمعة ، ١٠ مارس ٢٠٢٣ الساعة ٠٩:٣٦ مساءً

     كعادتي كلما زرت مسقط رأسي عدن أحرص على شراء صحيفتي المفضلة عدن الغد لأتصفحها كونها تنشر الكثير من المواد المفيدة والشيقة ، بالإضافة للأخبار التي تتواكب مع الاحداث اليومية على مستوى اليمن لا سيما خلال فترة الأزمة اليمنية منذُ بدايتها ، وفي العدد 2870 لفت إنتباهي كاريكاتير العدد وفيه يدان تتصافحان بشكل طبيعي ويعلوها عبارة ( التقارب الشمالي الشمالي ) ، وفي الجهة اليسرى يدان تتصافحان ولكنهما ملتفتان على بعضهما بحوالي عشرة عقد وكأنهما متاهة ويعلوها عبارة ( المصالحة الجنوبية ) .

     كان الكاريكاتير يحاكي الواقع الذي نعيشه في اليمن وخصوصاً في الآونة الأخيرة وقد أبدع الرسام في محاكاة الواقع من خلال هذا الكاريكاتير ، وحقيقة عندما نتأمل بنظرة ثاقبة نجد أن إخوتنا الشماليين بالفعل بدأوا بتقارب حقيقي سينتهي بلا شك بمصالحة عامة ، وخصوصاً بعد إزاحة الشخصيات الجنوبية البارزة والرجال الأقوياء من السلطة والحكومة كفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الداخلية أحمد بن أحمد الميسري وغيرهما من رجالات الجنوب ، وقدوم بدلاً منهم إخوتنا الشماليين وساعد على ذلك هو تآمر بعض الجنوبيين الذين يسعون إلى مناصب في السلطة والحكومة على تلك الشخصيات الجنوبية آنفة الذكر .

     عندما نتكلم عن واقعنا نحن كجنوبيين نجد أن هناك منطقة متمردة إعتادت على التآمر وإفتعال الأزمات وصناعتها في كل المراحل منذُ إستقلال الجنوب اليمني حتى يومنا هذا وكل ذلك لأجل إعتلاء السلطة وكرسي الحكم ، فإذا ما أستلمت السلطة لا تستطيع إدارتها لبضع سنوات ثم تسلمها بطريقة ما لجهة من خارج الجنوب ، ففي العام 86 تم التآمر والإنقلاب على الرئيس علي ناصر محمد ولم تلبث إلا أربع سنوات وسريعاً هرولت للوحدة اليمنية وسلمت الجمل بما حمل لسلطة صنعاء ، والتاريخ يعيد نفسه فمؤخراً تآمرت هذه الفئة على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي حتى تمت إزاحته وإكتفت ببضعة مناصب والتي كانت ثمناً مقابل أن يكون إخوتنا الشماليين في سدة الحكم مع إحترامي وتقديري لمن تبوأ كرسي السلطة .

      فيما يتعلق بالمصالحة الجنوبية فلن يكون هناك مصالحة جنوبية ولا توافق أو تقارب جنوبي طالما وأن تلك المنطقة تعشق السلطة وهي عاجزة عن إدارتها ، وتحمل أحقاداً وضغينة لكل ما كان جنوبي في سدة الحكم وعلى الأخص إن كان من أبين ، والأمـَرَّ من ذلك أن شعارها أما أن نحكم أو ليحكمنا جميعاً سلطة من خارج الجنوب ، لذلك عندما نقول لن يكون هناك مصالحة جنوبية فنحن نعي ما نقول لأن هذه بضاعتنا ونحن أعرف بها ، وقبل الختام نبارك لإخوتنا الشماليين على قيادة المرحلة بدلاً عن الرمز الجنوبي فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ولو مؤقتاً ، ونسأل الله تعالى أن لا يرحم الإمام الذي عبث بجغرافيا اليمن في العام 34 بمساعدة المندوب السامي البريطاني وجعل في خاصرة جنوبنا الحبيب خازوقاً كبيراً من الصعب إزالته إلا بإرادة إلـٰهية تخلص الجنوب منه .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي