الاثنين ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٥
الساعة ١١:٤٤ صباحاً
صالح واهن جدا، وضعيف على البطش اكثر من أي وقت مضى ..
حالة البؤس التي يعيشها تدفعه للاعتقاد بأن ثمة امكانية لخلق صورة واثقة لنفسه عبر الملاسنات ، والتحدي الذي يفتقر لعوامل القوة والفاعلية .
يتلاشى صالح ، ويوشك ان يكون لطخة حبر في فضاء عملاق .
قدم الحوثي الى صنعاء بمجاميع من البرابرة الذين يفتقرون الى الحس الانساني والأخلاقي والمدني ،أشكالهم تتنافى مع فكرة الحضارة ، شعث الرؤوس يحملون وصايا سيدهم الباحث عن مجد متهاو ، وينظرون الى العالم كدار للفاسقين ؛ الذين لا مفر من تطهيرهم عبر هدم الدار على رؤوسهم جميعا.
اخر الفرص ضاعت من صالح، كان الحوثي بالونة الاختبار الاخيرة ، لم يكن من المعيب - بالنسبة لي على الاقل - ان يتصدر صالح الذي قاد حفلة الفساد القذرة لاكثر من ثلاثة عقود مشهد الكفاح الوطني المتشكل ضد جرثومة السلالة في معركتها الجديدة لاغتصاب السلطة .
لصالح الحق في ان يكون لصا او فاسدا ، او انتهازيا او اي شيء يحلو له ، لكن ليس له الحق في ان يكون إماميا !
من أحد الانفاق المجهولة يطلق صالح تهديده باذخ الوجع :
لم نبدأ الحرب بعد .
ويتجلى أمام عينيه مشهد الانكسار ، لا حرس الان ، اكثر من خمسين ألف غارة جوية أحالت ألوية الحرس الجمهوري الى رماد .
صالح بلا مقاتلين ، يستجمع أوجاعه كلها ويطلقها على شكل وعيد باهت ، بينما يتأهب خصومه لتطويق صنعاء من اتجاهات مختلفة تمهيدا لاجتياحها ، والقاء القبض على صالح ؛ عراب الانقلاب الامامي ومهندسه الابرز .
يرمم صالح معنويات مقاتليه ، بخطاب متوجس ، يحفل بالمتناقضات ، كلماته تشي بخيبة عميقة لم يعد بالامكان مواراتها ومحاولة تقمص دور الخطير الذي بمقدوره صناعة المزيد من المفاجآت التي لا تخطر على بال خصومه .
صالح وحيدا ، في مغارة مظلمة بصنعاء يدفع شبح النهاية القاسية عن مخياله باستدعاء الكاميرا والتحدث دون الكثير من الاعتناء بمظهره الشاحب : لم نبدأ الحرب بعد !
بينما يقفز الى ذاكرة اليمنيين صالح القديم ، الذي كلما شدد على شيء ؛ حدث نقيضه ، ويتهامسون بسعادة لا محدودة :
الحرب على وشك الانتهاء !