في 27 رمضان 1410هـ (1990م)، ودّعت اليمن رجلًا شكل علامة فارقة في عالم الاقتصاد والعمل الخيري، الحاج هائل سعيد أنعم، رحمه الله. لم يكن اسمه مقترنًا بالتجارة فقط، بل كان رمزًا للعطاء والمسؤولية المجتمعية، حيث سخّر جهده ونجاحه لخدمة الناس ودعم التنمية.
رأى في التجارة وسيلة للنهوض بالمجتمع، فأسس مع إخوانه مجموعة هائل سعيد أنعم برؤية تتجاوز تحقيق الأرباح إلى بناء الإنسان والمجتمع. آمن بأن النجاح الحقيقي لا يكتمل إلا برد الجميل للمجتمع، فكانت مبادراته تمتد إلى التعليم، والصحة، ورعاية المحتاجين، وخلق الفرص الاقتصادية، بما يضمن تمكين الأفراد بدلًا من الاعتماد على المساعدات المباشرة.
كان دعمه للمدارس والمستشفيات والمشاريع الخيرية نابعًا من قناعة راسخة بأن التنمية الحقيقية تبدأ بتعليم الإنسان ورعايته الصحية. لم يقتصر عطاؤه على المبادرات الفردية، بل حرص على وضع أسس لمشاريع مستدامة، سواء عبر الوقف الخيري أو من خلال المؤسسات التي واصلت مسيرته بعد رحيله.
إرثه لم يتوقف برحيله، بل استمر عبر أبنائه ومؤسساته، الذين حملوا راية الخير بنفس الإخلاص والتفاني. وفي ذكرى رحيله، وفي أيام مباركة من شهر رمضان، نستذكر مسيرته بكل فخر، وندعو له بالرحمة والمغفرة. طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته.
-->