مصالح إيران وذبح الحوثي على طاولة ترمب

أحمد الشميري
الأحد ، ١٩ يناير ٢٠٢٥ الساعة ٠٧:٤٤ مساءً

 

لم يكن سقوط قيادات حزب الله وانهيار المليشيا التي كانت إيران تحركها وتناور بها تارة بالعراق وأخرى في سورية ثم اليمن لارتكاب جرائم إبادة مجرد حدث عابر بل أمر خطط له لفترة طويلة ونفذ في وضح النهار خصوصاً وأن هذا السقوط المريع لحقه سقوط ثاني أهم قلعة للطائفيين وهي دمشق التي عادت إلى الحضن العربي بعد أكثر من 50عاماً من سيطرة عائلة الأسد عليها وتحويلها إلى موطن للإجرام وقمع الحريات والعمل لصالح أجندة فارس الحاقدة على العرب والعروبة والإسلام معاً.

عقب سقوط حسن نصر الله والأسد دفعت إيران بالحوثي إلى الجبهة الأممية لأمرين، الأول تحويل اليمن إلى ميدان للصراع وجبهة متقدمة للدفاع عن بلادها ومصالحها لكنها خسئت فالشعب اليمني لا يمكن أن يرضى أن تكون بلاده مصدر للدمار وأرض خصبة للإرهاب والتخريب وتهديد أمن واستقرار المنطقة، والثاني لتحسين موقفها التفاوضي مع الغرب على مصالحها العليا.

المثير للسخرية أن الحوثي ذاته الذي يظهر بأنه الجندي الوفي والعصابة المخلصة لملالي قم لا يزال يتعامل بغباء واستحمار معتقداً أنه بهذه العنتريات الفارغة سينجو مع أن من يطلق الصواريخ والمفرقعات والمسيرات يعلم الجميع أنهم الخبراء الإيرانيين، وهم نفسهم الذين كانوا في سورية يقودون المعارك ويرتكبون جرائم الإبادة ضد الشعب السوري وحينما حان الخلاص فروا كالجرذان نحو قاعدة حميم متوسلين الروس نقلهم إلى طهران وبغداد تاركين شبيحة الأسد يواجهون مصيرهم على يد قوات إدارة العمليات العسكرية السورية وأحرار سورية، لكن يا ترى إلى اين ملجئ سيفر الحوثي وعصاباته حينما يقرر الشعب اليمني ساعة الخلاص والتي تبدوا قريبة خصوصاً وأنه لا يوجد قواعد يفرون إليها وليس أمامهم إلا الانتحار.

المتابع للوضع في اليمن يعلم جيداً أن مشروع الحوثي وإدارته للمناطق المحتلة يعتمد على سياسة انهب أسرق دمر اقتل لن نستمر طويلاً ولن يقبل الشعب اليمني ببقائك، وهذا ليس مشروع الحوثي بل أيضاً توجيهات إيران وخبرائها التي توظف هذه العصابات الطائفية من أجل مصلحتها ولذا لا يوجد دولة تواجدت فيها إيران إلا وتعاني من الفساد والسرقة والنهب والقتل لأن مبدأ وأهداف طهران محدود ويتمثل بابتزاز المجتمع الدولي للوصول إلى تفاهمات على مصالحها العليا ومتى وصلت إلى ذلك من الطبيعي تفكك هذه العصابات وتنتزع خبرائها وتبيع المليشيات الرخيصة التي تتركها تواجه مصيرها كما حدث في سورية ولبنان الذي حددت حتى مكان حسن نصر الله للصهاينة في الدور الـ14 تحت الأرض، وساهمت في صفقة البيجر والهواتف اللاسلكية التي فككت مليشيا حزب الله قبل أن تبدأ المعركة.

عقول جرذان كهف سلمان في صعدة لن تكون أكثر إدراكاً من ذلك الطائفي الرخيص حسن نصر الله الذي ظل لسنوات يخطط ويجهز ويهاجم ويهدد ويدعم هنا وهناك ويتدخل في شؤون عدد من الدول بما فيها اليمن بتوجيه من إيران، ولن تكون أيضاً كعقل الأسد الذي توارث الحكم عن ابيه عن جده واخترع كل وسائل الإبادة والتعذيب لشعبه لكنه فر كفأر كواه حر الأرض إلى موسكو.

هذه العصابة القادمة من الكهوف في صعدة والتي عقولها لا تعمل حتى حركة واحدة في التفكير الفعلي لنهايتها، ولم تفكر حالياً وهي منتشيه على وسائل الإعلام وتحظى بالتطبيل من قادة الملالي والطائفيين أنه يجري التفاوض بين قيادات خامنئي ودول الغرب على كيفية ذبحها عبر صفقة مع ضيف البيت الأبيض الجديد الرئيس دونالد ترمب، هذه مصالح دولية ولن يكون الحوثي أهم لإيران من مصالح شعبها العليا ولا أهم من حسن زميرة وحزب الله الذي ضحى بالكثير في سبيل اهداف خامنئي وتوجيهاته ومع هذا باعه وفكك حزبه هرباً من قصف إسرائيلي جنوني ومدمر لمنشآته النووية، ولا أهم من الأسد الذي حول سورية إلى ولاية إيرانية.

ما يجري الآن إن إيران تتفاوض مع الغرب وأعلنت ذلك دول أوروبية قبل أيام، وأبلغت الغرب أن تفكيك الحوثي بيدها ولا يحتاج إلى خسائر كبيرة وقالت لهم كل ما عليكم التفاوض للاتفاق على المصالح المشتركة معي وفي مقدمتها المفاعل النووي، لهذا لا يغركم زنط الحوثي الذي يأتي بتوجيه إيراني هدفه الأساسي تحسين موقف طهران التفاوضي، أما نهاية الحوثي فهي محسومة سلفاً وسيكون كبش فداء إيران الأخير التي ستسحب خبرائها بضمانات دولية حينما تسلم كل شيء لأحرار اليمن القادمين من كل حدباً وصوب لاستعادة صنعاء.

الحوثي الغبي لم يفكر يوماً أن إيران مخترقة من راسها إلى أخمص قدميها وخبرائها وقياداتها يدارون من قبل الموساد الإسرائيلي ولولا رضاء إسرائيل والغرب عنها وإدارتهم لها طوال العقود الماضية لما استطاعت بناء مفاعلات نووية والدلائل واضحة حينما تحاول رفع نبرت صوتها يقصون اجنحتها تارة باغتيال علمائها النوويين وأخرى بتصفية رئيسها ثم اغتيال ضيوفها وإحراق منشآتها وموانئها وقد وصلت إلى مرحلة رعب وقدمت القرابين لإسرائيل والغرب بغية الحصول على قليل من الثقة الذي كانت تتمتع بها بعد حرب العراق حينها تعهدت بالعمل كجندي مخلص لتنفيذ اجندة إسرائيل المدمرة للمنطقة عبر المليشيات الطائفية والتي كانت اليمن واحدة من ضحايا هذه الأجندة.

على العموم ساعة الصفر تبدوا قريبة والحوثي إلى زوال ونهايته هي بداية الأمل للشعب اليمني لينعم بالخير والترحيب والقبول داخل اليمن وخارجه وتتحول البلاد إلى ورشة للبناء والتنمية والإعمار وربما لن يحتاج يومها اليمني للغربة والشتات والمعاناة رغم القبول والحب له، أما إذ ظل ساكتاً عن مشاريع إيران في اليمن والقبول بالتبعية والولاء للحوثي وعصابته رغم ان هذا مستبعد جداً فإن الدمار بعينه فلا مؤسسات ستنهض ولا بطالة ستنتهي ولا استقرار أمني ولا إعمار ولا تنمية ربما يحاول المجتمع الدولي لملمة دولة لكنها ستكون فاشلة وسيظل الحوثي يعربد ويمارس البلطجة والسرقة وسيجد الإنسان اليمني نفسه محرباً في لقمة عيشه داخل اليمن وخارجها جائعا يواجه المجاعة تلوا الأخرى ، ولذا علينا اليوم قبل غداً الانحياز لمستقبل أولادنا الذين هم أمانة في اعناقنا ونحدد إين سنضع نفسنا؟ مع أني واثق أن شعبنا ينحاز إلى هويته العربية وقد ذاق ذرعاً بالحوثي ومشاريع إيران وبات يعد الساعات لانطلاق شرارة الخلاص ليعلن سقوط هُبل أو بالأحرى حفيد أبو لهب كما يزعم ويرغب هو وجده مسيلمة قم (خامنئي) وصفه بها.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي