فلماذا يخافونه أكثر من غيره؟!

د. علي العسلي
السبت ، ٢٤ أغسطس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٥ مساءً

اليوم هو الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، نهنئ بهذه المناسبة قادة وكوادر وانصار المؤتمر الشعبي العام في الداخل والخارج!؛

ونبارك لهم، ونحي مبادراتهم وتحركاتهم واحتفالاتهم في هذا العام، واستيقاظهم بعد رفع العقوبات الدولية عن رئيس ونائب رئيس المؤتمر الشعبي العام!؛

يأتي هذا.. بعد سنيين من التشظي للجغرافيا، والانقسام الرأسي والأفقي لهم، ولباقي الأحزاب!؛

والله نسأل أن تكون البداية قد أزفت للملمة الشتات ومداواة جراح اليمنيين، واستعادة دولتهم ونظامهم الجمهوري، وديمقراطيتهم التي غيبتها السلالة بالقوة المسلحة منذ ذلكم اليوم المشؤوم في الواحد والعشرين من سبتمبر، 2014، وما لحقه من تجويع وجرائم وانتهاكات وممارسات قمعية!

وبشطب العميد أحمد علي عبد الله صالح من العقوبات.. راينا الحوثي جنّ جنونه، ولجأ لتنظيم حملة مكثفة وممنهجة ضده الأخ السفير ؛ وترى الخوف بادي عليهم، ويخشونه أكثر من غيره؛ وربما يرجع ذلك لاحتمال عودته بقوة للحياة السياسية والعسكرية.. ويقومون حالياً بممارسة أشد انواع الضغوط على مؤتمر صنعاء لفصله من موقعه كنائب لرئيس المؤتمر الشعبي العام؛

كونه بحسب وصفهم جاسوس إماراتي وعميل صهيوني، وخائن احتياطي؛

ولأنه، شكر القيادة الشرعية على جهودها في شطب اسمه وأبيه الرئيس السابق علي عبد الله صالح والمغدور به من قبلهم!

وقد تسفر تلك محاولات الضغوط على فصله، وبطريقة مخالفة لميثاق المؤتمر الشعبي العام، ولنظامه الداخلي، هذا اليوم!؛

اعتقد ان المؤتمرين لن يقبلوا بها إن تمت، مما قد يسهم في التفاف جميع المؤتمريّن حوله، لقيادتهم في المرحلة القادمة!

 أتُرى لماذا يخشونه أكثر من غيره؟!؛

في اعتقادي ان السبب يعود لاعتماد الحوثيين، اعتماداً كلياً في التصنيع والجبهات على كثير من ألوية الحرس الجمهوري، بحكم تواجد معسكرات الحرس الجمهوري، في العاصمة صنعاء وفي وطوقها!؛

فلولا هم لما حافظ الحوثي على البقاء والاستمرارية، وحان اليوم، بعودة قائدهم أن يعودوا إلى حضن الوطن، حضن الجمهورية، ليسهموا مع إخوانهم في الجيش الوطني والمقاومة في استعادة الدولة ومؤسساتها من مغتصبيها الحوثيين!؛

وكما يعلم الجميع أن الحرس الجمهوري كان يقوده العميد أحمد علي عبد الله صالح نجل الرئيس السابق (صالح) ، قبل هيكلة الرئيس هادي .

 ومعروف أن الحوثي الآتي من الكهوف لا يعرف إلا حرب العصابات، وما سيطرته على جزء غالي من اليمن إلا بالاعتماد على أولئك الجنود والقادة في الحرس الجمهوري، وعلى إمكاناتهم العسكرية وقدراتهم التصنيعية، وعلى اساليبهم التكتيكية، وعلى مهارتهم في القيادة للجبهات.

وظهر حالياً ان الحوثة يخشون حقاً عودة العميد(أحمد) ، ويخشون بروزه لما له من تأثير مؤكد، بحكم علاقاته الطيبة مع معظم أولئك الذين يعملون مع الحوثي من الحرس الجمهوري، ومع من اختاروا كذلك البقا في بيوتهم ؛ فيخشى الحوثي من انسحابهم أو تحولهم وارتدادهم عليه!؛

وقد يكون العميد (أحمد) لو عاد للعمل السياسي والعسكري، سبب مباشر لانهيار كل منظومة الحوثي المتحكمة، فيما إذا اتجه أولئك الضباط والجنود باتجاهه، وتنفيذ أوامره وتوجيهاته!؛

فلا شك أن ذلك إن حدث سيزلزل الحوثي، وسيحدث فارقاً كبيراً في الموازين، وستتعرى جماعة الحوثي بمقاتليها ومبردقيها، والذين ظهروا بالسنين الماضية وكأنهم معبرين عن الجماعة كقادة وأبطال، وهم من دون من دربهم العميد (أحمد)، هواء!

وطالما يا شرعية، الحوثي بهذه الدرجة من الخوف من العميد (أحمد) ومن أي دور سياسي أو عسكري له بعد شطب اسمه من العقوبات.. فإن الحكمة والقيادة تقتضي استيعابه في اطار الشرعية، وتعيينه بما يلبي تحقيق أهداف إنهاء الانقلاب واستعادة الجمهورية والدولة والمعسكرات وباقي الوزارات والمؤسسات!؛

ولتكن البداية من استعادة الحرس الجمهوري من خلال العميد (أحمد) !؛

لذا.. وطالما وقد بادر مجلس القيادة الرئاسي وأسهم في شطب العميد (أحمد) من العقوبات وحرره من القيود، فما عليه الا ان يتخذ قراراً شجاعاً أيضاً بتعينه في المكان الذي يجعله يسهم في تحقيق الأهداف الكبرى، بإنهاء الانقلاب واستعادة العاصمة..

 أقول هذا وبغض النظر عن الموقف منه من أبيه سابقاً، فالمرحلة تستدعي اصطفاف الجمهوريين للحفاظ على النظام الجمهوري وعروبة اليمن..

راجيًا ان يتغلب العقل والحكمة على المناكفات وكل الحسابات!

 فهل تلتقط القيادة هذه الإشار؟!؛

 أم ان الحسابات الضيقة ستتفوق على مصلحة اليمن ووحدته واستعادة دولته وجمهوريته؟!

تهانينا الحارة، مرة أخرى للمؤتمر الشعبي العام بذكرى تأسيسه.. وأتمنى أن أسمع من القيادة ما يسُر، وأن تستفيد من المنضمين للشرعية في انهاء التشظي والانقسام واستعادة الدولة ونظامها الجمهوري..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي