مُسَلَّمَات إيمانية يقينية:
١- الدين دين الله، ولا شريك له بدينه، أرسله بوحيه في كُتبه عبر رُسله من الملائكة والناس، ومهمتهم رُسُلٌ، مَبَلِّغِينَ، ومُبَشِّرِينَ، ومُنْذِرِينَ، يتلون كتاب الله ويُذَكِّرُونَ الناس به، ولا يحق لأحد منهم، التبديل، والتغيير، والتحريف، والتقول،والافتراء، على الله في دينه.
٢- الله تلى، وقرأ آيات كِتابه وذِكْرِه، على رسوله الخاتم،وتولى سبحانه ترتيله، وحفظه، وبيانه وتبيانه.
٣- قول الله حق، وليس بعد قوله قول لأي إنسان.
٤- ما يخالف هذه المسلمات يعتبر شركاً وكفراً بالله كما نص عليه كتاب الله.
كوارث ومآسي الأمة.
من مآسي وكوارث أمة الإسلام، أن الكثير من أبنائها، يتصورون أن الله ترك كتاب وحي دينه الخاتم للناس، ليكتبوه، ويقرأونه، ويتلونه، ويرتلونه، ويبينوه، على هواهم،وبما يخالف شرع الله، وهذا اعتقاد خاطئ، فقد تولى اللهسبحانه كل ذلك، وأنزل كتاب دينه كاملاً تاماً، مُبَيَّناً، مرتلاً،ومقروءاً، ومتلواً، شكلاً ومبنىً ومعنىً، ولم يتركه للناس، ليخوضوا فيه، ويضيفوا إليه، ويبدلوا دلالته، ويحرفوا مقاصده، وفق اهوائهم ومصالحهم.
ونتيجة لهجر الأمة لكتاب الله، وعدم اتباع منهج الله فيتدبره، وترتيله، وقراءته، وتلاوته، وبيانه، وتِبيانه، اعتقد المؤمنين بالمرويات المكذوبة، على الله ورسوله، وبلغ بهم الظن، الإعتقاد بأنها الدين الحق، وأنها وحي مع كتاب الله، بل وعند البعض منهم يجعلون قول المرويات، حاكماً وناسخاً لوحي الله وقوله، ويجب على الناس، تصديقها والإيمان بها، بالرغم من أنها مخالفة ومعارضة وناسخة لقول الله.
إن ما تعانيه اليمن وغيرها من بلاد المسلمين، من حروب مدمرة، وكراهية تنسف الأخوة الإيمانية، سببه هذه المرويات الزائفة، والتي أوجدت ديناً بديلاً لدين الله الحق، دين يؤكد أن الإمامة والولاية للبطنين، وأنهم مفاتيح الهدى، وابواب الجنة، وورثة الدين، وحملة الرسالة، وهذه المرويات لم يأمر الرسول الخاتم، عليه الصلاة والتسليم، بكتابتها ولم يقلها أصلاً، فهي تخالف دين الله بالكلية، ولا وجود لها في كتاب وحيه، ومنشأ هذه المرويات، وتصديقها وتحكمها بالعقول، ناتج عن هجر كتاب الله، وعدم تدبره وقراءته كما أمر الله.
والله سبحانه يقول في محكم تنزيله:
أولاً: تولى الله قراءة كتاب وحيه لرسوله وأمره باتباع قرآنه كما عَلَّمَهُ الله، برسمه ومبناه، كما هو بين أيدينا.
﴿لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦٓ * إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ * فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ﴾ [القيامة ١٦ -١٩]
﴿وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكَ وَرَحۡمَتُهُۥ لَهَمَّت طَّاۤىِٕفَةࣱ مِّنۡهُمۡ أَن یُضِلُّوكَ وَمَا یُضِلُّونَ إِلَّاۤ أَنفُسَهُمۡۖ وَمَا یَضُرُّونَكَ مِن شَیۡءࣲۚ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمۡ تَكُن تَعۡلَمُۚ وَكَانَ فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكَ عَظِیمࣰا﴾ [النساء ١١٣]
﴿وَأَنِ ٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡأَن یَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَیۡكَۖ فَإِن تَوَلَّوۡا۟ فَٱعۡلَمۡأَنَّمَا یُرِیدُ ٱللَّهُ أَن یُصِیبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ وَإِنَّ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَـٰسِقُونَ﴾ [المائدة ٤٩]
﴿وَلَوۡلَاۤ أَن ثَبَّتۡنَـٰكَ لَقَدۡ كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَیۡهِمۡ شَیۡـࣰٔا قَلِیلًا﴾ [الإسراء ٧٤]
﴿فَلِذَ ٰلِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَـٰبࣲۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَیۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡۖ لَنَاۤ أَعۡمَـٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَـٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُۖ ٱللَّهُیَجۡمَعُ بَیۡنَنَاۖ وَإِلَیۡهِ ٱلۡمَصِیرُ﴾ [الشورى ١٥]
﴿ثُمَّ جَعَلۡنَـٰكَ عَلَىٰ شَرِیعَةࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ [الجاثية ١٨]
ثانيا: تولى الله حفظ ذِكْرَ كتابه.
﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ﴾ [الحجر ٩]
ثالثا: تولى الله ترتيل كتابه.
﴿وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَوۡلَا نُزِّلَ عَلَیۡهِ ٱلۡقُرۡءَانُ جُمۡلَةࣰ وَ ٰحِدَةࣰۚكَذَ ٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ وَرَتَّلۡنَـٰهُ تَرۡتِیلࣰا﴾ [الفرقان ٣٢]
رابعاً: تولى الله تلاوة كتابه لرسوله.
١-تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق.
﴿تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَیۡكَ بِٱلۡحَقِّۚ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ﴾ [البقرة ٢٥٢]
﴿تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَیۡكَ بِٱلۡحَقِّۗ وَمَا ٱللَّهُ یُرِیدُ ظُلۡمࣰا لِّلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [آل عمران ١٠٨]
﴿تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَیۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَیِّ حَدِیثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِوَءَایَـٰتِهِۦ یُؤۡمِنُونَ﴾ [الجاثية ٦]
٢- نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم.
﴿ذَ ٰلِكَ نَتۡلُوهُ عَلَیۡكَ مِنَ ٱلۡـَٔایَـٰتِ وَٱلذِّكۡرِ ٱلۡحَكِیمِ﴾ [آل عمران ٥٨]
٣-نتلوا عليك من نبأ موسى.
﴿نَتۡلُوا۟ عَلَیۡكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرۡعَوۡنَ بِٱلۡحَقِّ لِقَوۡمࣲ یُؤۡمِنُونَ﴾ [القصص ٣]
٣- آياتي تتلى عليكم.
﴿قَدۡ كَانَتۡ ءَایَـٰتِی تُتۡلَىٰ عَلَیۡكُمۡ فَكُنتُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡ تَنكِصُونَ﴾ [المؤمنون ٦٦]
﴿أَلَمۡ تَكُنۡ ءَایَـٰتِی تُتۡلَىٰ عَلَیۡكُمۡ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ [المؤمنون ١٠٥]
﴿وَأَمَّا ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَفَلَمۡ تَكُنۡ ءَایَـٰتِی تُتۡلَىٰ عَلَیۡكُمۡفَٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ وَكُنتُمۡ قَوۡمࣰا مُّجۡرِمِینَ﴾ [الجاثية ٣١]
خامساً: لم يفتري الرسول على الله قولاً مخالفاً لقول الله.
﴿أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُوا۟ بِسُورَةࣲ مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُوا۟ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾ [يونس ٣٨]
﴿أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَیۡتُهُۥ فَعَلَیَّ إِجۡرَامِی وَأَنَا۠ بَرِیۤءࣱ مِّمَّا تُجۡرِمُونَ﴾ [هود ٣٥]
﴿أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَیۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِی مِنَ ٱللَّهِشَیۡـًٔاۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِیضُونَ فِیهِۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِیدَۢابَیۡنِی وَبَیۡنَكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ﴾ [الأحقاف ٨]
﴿أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۚ بَلۡ هُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمࣰا مَّاۤ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِیرࣲ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ یَهۡتَدُونَ﴾ [السجدة ٣]
سادساً: لم يتقول الرسول على الله بما يخالف وحيه.
﴿ فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ * وَمَا لَا تُبۡصِرُونَ * إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولٖ كَرِيمٖ * وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَاعِرٖۚ قَلِيلٗا مَّا تُؤۡمِنُونَ * وَلَا بِقَوۡلِ كَاهِنٖۚ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ * وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ * لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ عَنۡهُ حَٰجِزِينَ * وَإِنَّهُۥلَتَذۡكِرَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعۡلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُۥ لَحَسۡرَةٌ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ * وَإِنَّهُۥ لَحَقُّ ٱلۡيَقِينِ﴾ [الحاقة 38-51]
د عبده سعيد المغلس
١٦ أغسطس ٢٠٢٤
-->