يحتكم البعض لمرويات منسوبة لرسول الله الخاتم محمد عليه الصلاة والتسليم، اعتقاداً أنها من الدين، ومنها ما فرق الأمة وأسس للتطرف والإرهاب والإمامة المزعومة لقريش والبطنين، دون الرجوع لكتاب الله الحجة البالغة على الناس أجمعين، وعانينا وما زلنا نعاني منها في اليمن وغيرها من الدول العربية والإسلامية.
ومن يقرأ كتاب وحي الله يجد آياته واضحة الدلالة والمعنى، بلسان عربي مبين، لا تبديل فيه، ولا اختلاف، ولا تناقض، بينما توجد مرويات منسوبة، لرسول الله محمد الصادق الأمين، وهي تخالف وحي التنزيل الذي أمر الله رسوله إبلاغه للناس، ولوجود التناقض فيها، يقوم بتصحيحها وتضعيفها بشر، أعطوها تسميات وصلت لحوالي ٤٣ إسماً، وحوتها العديد من الكتب والتي وصلت لحوالي ٣٧ كتاب، تمزقت تبعاً لها الأمة، لميئات الفرق والمذاهب، المُكَفّرة لبعضها والمتقاتلة، ومن يحب رسول الله ويؤمن به رسولاً، ويتبع الوحي الذي بَلّغه، سيجزم يقيناً، أن أي رواية في هذا الكم الهائل من المرويات، تخالف وحي التنزيل، ليست من قوله عليه الصلاة والتسليم، فمحال أن يكون قوله وفعله مخالفاً لرسالته، وعليه فيمكن القول أن الأسوة الحسنة لرسول الله محمد، وصحيح سنته عليه الصلاة والتسليم، هي التي توافق كتاب الوحي، الحاوي رسالة دين الله، الذي أمره الله إبلاغه للناس، وكل قول منسوب لرسول الله، مخالفاً للوحي فليس قول الصادق الأمين، وهذه نتيجة ومسلمة يقينية إيمانية، نجدها في آيات الوحي والتي تؤكد ما يلي:
١- قول الله حق بقوله سبحانه.
﴿وَهُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَیَوۡمَ یَقُولُ كُن فَیَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ یَوۡمَ یُنفَخُ فِی ٱلصُّورِۚ عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِیمُ ٱلۡخَبِیرُ﴾ [الأنعام ٧٣]
٢- لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، بقوله سبحانه.
﴿لَّا یَأۡتِیهِ ٱلۡبَـٰطِلُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِیلࣱ مِّنۡ حَكِیمٍ حَمِیدࣲ﴾ [فصلت ٤٢].
٣- لا يتبدل قول الله، بقوله سبحانه
﴿وَٱتۡلُ مَاۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدࣰا﴾ [الكهف ٢٧]
﴿مَا یُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَیَّ وَمَاۤ أَنَا۠ بِظَلَّـٰمࣲ لِّلۡعَبِیدِ﴾ [ق ٢٩]
٤- الله لا يظلم عباده، بقوله سبحانه.
﴿تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَیۡكَ بِٱلۡحَقِّۗ وَمَا ٱللَّهُ یُرِیدُ ظُلۡمࣰا لِّلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [آل عمران ١٠٨]
﴿مَا یُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَیَّ وَمَاۤ أَنَا۠ بِظَلَّـٰمࣲ لِّلۡعَبِیدِ﴾ [ق ٢٩]
٥- لم يفرط الله بكتابه من شيئ.
﴿وَمَا مِن دَاۤبَّةࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَا طَـٰۤىِٕرࣲ یَطِیرُ بِجَنَاحَیۡهِ إِلَّاۤ أُمَمٌ أَمۡثَالُكُمۚ مَّا فَرَّطۡنَا فِی ٱلۡكِتَـٰبِ مِن شَیۡءࣲۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ یُحۡشَرُونَ﴾ [الأنعام ٣٨].
٦- لم يكن الله نسياً.
﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَیۡنَ أَیۡدِینَا وَمَا خَلۡفَنَا وَمَا بَیۡنَ ذَ ٰلِكَۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِیࣰّا﴾ [مريم ٦٤]
٧-لا أحداً يُعَلِّم الله الدين ولا أحد ينبيئ الله بما لا يعلم.
﴿قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِینِكُمۡ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ﴾ [الحجرات ١٦]
﴿وَیَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا یَضُرُّهُمۡ وَلَا یَنفَعُهُمۡ وَیَقُولُونَ هَـٰۤؤُلَاۤءِ شُفَعَـٰۤؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا یَعۡلَمُ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَلَا فِی ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَـٰنَهُۥ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ﴾ [يونس ١٨]
٨- تولى الله سبحانه حفظ كتابه.
﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ﴾ [الحجر ٩]
٩- تولى الله جمع وقراءة كتاب وحيه لرسوله.
﴿ إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ * فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ﴾ [القيامة ١٧، ١٨].
١٠- تولى الله تلاوة كتابه على رسوله ويستنكر على الناس الإيمان بحديث غير حديث الله وآياته.
﴿ذَ ٰلِكَ نَتۡلُوهُ عَلَیۡكَ مِنَ ٱلۡـَٔایَـٰتِ وَٱلذِّكۡرِ ٱلۡحَكِیمِ﴾ [آل عمران ٥٨]
﴿تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱللَّهِ نَتۡلُوهَا عَلَیۡكَ بِٱلۡحَقِّۖ فَبِأَیِّ حَدِیثِۭ بَعۡدَ ٱللَّهِ وَءَایَـٰتِهِۦ یُؤۡمِنُونَ﴾ [الجاثية ٦].
١١- تولى الله سبحانه بيان وتبيان كتابه.
﴿هَـٰذَا بَیَانࣱ لِّلنَّاسِ وَهُدࣰى وَمَوۡعِظَةࣱ لِّلۡمُتَّقِینَ﴾ [آل عمران ١٣٨]
﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا بَیَانَهُۥ﴾ [القيامة ١٩]
١٢- كتاب الله تبيان لكل شيئ.
﴿وَیَوۡمَ نَبۡعَثُ فِی كُلِّ أُمَّةࣲ شَهِیدًا عَلَیۡهِم مِّنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَجِئۡنَا بِكَ شَهِیدًا عَلَىٰ هَـٰۤؤُلَاۤءِۚ وَنَزَّلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ تِبۡیَـٰنࣰا لِّكُلِّ شَیۡءࣲ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِینَ﴾ [النحل ٨٩]
-->