من راحتها بصراحة ماتحس الا وانت نائم!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الثلاثاء ، ٠٧ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:١٠ صباحاً

قبل سنوات طويلة تواصلت معي جامعة خليجية كبيرة يريدون مشاريع بحثية معي وعندهم المال والمعامل ويريدون نساعدهم في الخطوة الاولى، فاتضح فيما بعد أن المال ليس بذلك الحجم مقارنة بمشاريعنا هنا. تم طلب برنامج زيارة وضعت لهم خطة عمل يومين لتصوري وللمناقشات، وارسلوا تذكرة سفر على الدرجة الاولى سعرها ٤ اضعاف سعر الدرجة العادية. في المانيا لا يحق لنا الا السفر في الدرجة السياحية ويجب ان تتقشف، اذا كان ذلك على حساب مشاريعنا حسب قانون العمل برغم أننا نحكم مشاريع فلكية من حيث المال. وصلت هناك فاذا بسائق يستقبلني في المطار واحسن فندق مع ميزانية مفتوحة داخل الفندق وبوفيه خمسة نجوم تشعر بصراحة انك في رحلة رفاهية وليس عمل. رئيس الجامعة التقاني اليوم الثاني جلسنا نتحدث في كل شيء، لكن ليس في المشاريع او التطوير، فقلت خسارة انه اضاع وقته معي لاسيما وهم متحملين تكاليف رحلتي اليهم. طبعا كنت مجهز مشاريع وخطط ظل رئيس الجامعة يحكي لي فين درس وكيف وجد المانيا والعبارة التي خرجنا بها من عنده، ان نستغل الوقت بوجود البرفيسور ايوب.

 

اخذوني الى الاجتماع الثاني وكان هناك العميد والفريق وطبعا الكراسي كانت في القاعة مريحة وفاخرة وعظيمة، لدرجة من راحتها بصراحة ماتحس الا وانت نائم. انا لم اكن جالس بحكم انني متحدث واقف امامهم. الحاجة التي كنت الاحظها ان الكل كأنه ملزم يحضر الاجتماع وليس رغبة لذلك كل واحد يتطلع في تلفونه يتابع شيء اخر. طبعا الاجتماع اقل من ساعتين فقط والتلفونات تهتز . اجتماعات واجتماعات على يومين دون فائدة لم نخرج بنتيجة ذات معنى، والسبب ان هدفهم مقالات علمية حسب مافهمت لكن من دون تعب.

تذكرت ذلك اليوم والسبب انه اليوم من الساعة ٨ صباحا الى ٥ عصر ونحن في اجتماع في مكان منعزل في المدينة لمناقشة خطط مشاريع تطوير استراتيجية حتى العام ٢٠٣٠. لم اسمع تلفون يدق او يرن والسبب ان الجميع يغلقونها قبل ذلك، والسبب ان الجميع يريد ان يصل الى الهدف. وبرغم طول الاجتماعات الا ان وتيرة العمل عند الالمان لا تتغير فيظلون بالنسبة لي مكائن عمل لاتتعب تحترم وقتها، ووقت غيرها وعملها.

في الصورة كراسي اجتماع ل ١٦ برفيسور من تخصصات مختلفة مع رئيس الجامعة ونائبة اليوم. وحتى لايضيع الوقت فقد وضعوا لنا سندويشات جبن وغيره كغداء على جنب وقهوة اعتقد انني من كثرة ماشربتها اليوم سوف اظل اسبوع صاحي. المهم المحصلة ٨ ساعات ونصف متواصلة على كراسي لاتعطيك فرصة حتى تغفو وليست مريحة كما هو الحال في غرف اجتماعات المنطقة العربية. لم ينتهي اليوم الا وقد حددنا التفاصيل والخطوات العملية والاجتماعات في الشهور القادمة.

في زياراتي للمنطقة العربية بدعوات منهم لا تمر ساعتين الا والكل يتحرق يريد يخرج ويشوف حاله وعاد لو اذان الظهر كان في الوسط انتهت حلقة الاجتماع ويصعب يعودون للموضوع لاسيما وبعدها حفلة غداء محترمة للضيف. الغريبة زياراتي للجامعات الخليجية والعربية ليست مرة ولا مرتين وانما مرات عدة ونفس السلوك والمنهج لايظل شيء بعد الاجتماع يمكن يبنى عليه. ولذا نعيد الهدرة في كل مرة من الاول.

لا يتوفر وصف للصورة.

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي