عن الرئيس العليمي! (1)

د. علي العسلي
الأحد ، ٢١ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٨ مساءً

بعد أن استخلصنا جوانب من أحاديث الرئيس بثلاثة مقالات، ثم تمّ مناقشتها بثلاثة اخري.. يبدو اننا بحاجة للتحدث عن الرئيس، لتكتمل الصورة، ويعرف الشعب اليمني والعربي، شخصية رئيسنا، وكيف يفكر؟ وكيف يعمل؟ ومدى إمكانياته في إخراج اليمن من مأسيه ومنزلقاته في هذه اللحظة التاريخية..

فالاقدار ساقت رئيسنا، الدكتور رشاد العليمي إلى أن يكون في المقدمة في هذه المرحلة من تاريخ شعبنا.. ولا شك أن التاريخ سيسجل له كل خطوة يخطوها في سبيل استعادة اليمن إلى محيطه العربي، سيسجل له استعادة الدولة ومؤسساتها، وسيسجل له إن فعل ذلك، انهاء مظلومية من ظلم من الأحزاب والمناطق، وقد يكون على يديه ترميم النسيج المجتمعي.. ونأمل أن يكون على يديه إنهاء كل فكر متطرف يشوّه اليمن ويلغي دوره وموقعه في أمته والعالم! 

حقاً ان رئيسنا.. رجل مفوّه وكيّس وفطن.. رجل أظهر لنا في المدة القليلة الماضية بعضاً مما يجري ويدور في بلدنا، ومن هم الحوثيون؟ ومتى تشكلوا؟ ولحساب من يعملوا؟ كثّف هذه اللقاءات المهمة عندما أدرك أن بعض إخواننا العرب، قد صدقوا موقف الحوثي انه مع غزة، فقد عمل باقتدار على تعرية هذه الجماعة الإرهابية التابعة لإيران! 

رئيسنا.. ظهر من على الشاشات، رجل استراتيجي، محيط بتفاصيل القضية اليمنية، وعميق في التفكير والبعد الاستراتيجي، ووفقا لذلك فإنه بإمكانه إخراج اليمن مما وُضِع فيه.. 

رئيسنا.. رجل لا يغيب عنه التاريخ فيستدعيه، ليوظفه لصالح القضية اليمنية والانتصار لها.. ونراه يغوص في الواقع ليفكفكه ويبحث عن آليات مناسبة لمعالجته، ومن هذا لواقع وذاك التاريخ يستشرف أفاق المستقبل ويخطط لأن يكون أفضل بعد كل المعاناة والتضحيات.. ونعلم أنه يدرك أن من المحن تأتي المنح، ومن المشكلات والتحديات تأتي الفرص.. 

رئيسنا.. شعاره إعادة البناء والإعمار والتنمية وتحقيق السلام في يد، وفي اليد الأخرى يحمل السلاح لمنع المشروع الصفوي الوافد من التغلغل في مجتمعنا، ومصادرة بلادنا الحبيبة..

 رئيسنا.. متعهد بالعمل على إعادة مؤسسات الدولة، وتثبيت الجمهورية، وبناء دولة عصرية ديمقراطية حديثة.. فهو طموح يريد استنساخ كل نموذج ناجح من وطننا العربي والعالم في اليمن.. يريد ويطمح ان يبني عدن الجديدة كما العاصمة الإدارية الجديدة في الحبيبة مصر.. 

رئيسنا.. رجل، أدعي أنه مميز ويعرف حق المعرفة مشكلات اليمن ومسبباتها، وقادر بما يملك من مصفوفة الحلول أن يحلّها، فيما لو ساعده اليمانيون على فعل ذلك، وساعده مجلس الأمن الدولي بتنفيذ قراره 2216!؛ إذ يراه خارطة طريق للحل في اليمن، ولذا ما فتىي يُكرر مطلبه الوحيد من مجلس الأمن الدولي ودوله تنفيذه، ففي تنفيذه بداية الحل والسير نحو السلام! 

رئيسنا.. رجل أكاديمي وسياسي، واسع الثقافة، وعميق التفكير، ومحلل استراتيجي، لديه من المعلومات ما يكفيه للاستشراف بسهولة لما هو آت.. سياسي مجرب، ومحلل معتبر، ومفكر معادلاته دُرر، وتحتاج منه لتنفيذها اتخاذ القرار.. رجل ذكي لمّاح؛ مرن، لكن لا يفرط، مفاوض ومحاور ومناور، لكن لا يتنازل.. إنه على العهد، يحمي الجمهورية اليمنية والتوافق والشراكة الوطنية .. يعمل بعقل وقلب مفتوح، ويتفانى في خلق البيئة المناسبة لتجاوز هذ الواقع السيء الملوث الذي وضعنا الحوثي فيه.. 

رئيسنا.. هادئ، متواضع.. رجل لغة جسده تسبق أحرف لسانه، فتعابيره تنبئ عن الثقة والأمل بأن المستقبل سيكون الأفضل بعد التخلص من الانقلاب.. وسيتم ذلك، لأن تشخيصه للواقع دقيق، ويتعامل معه باقتدار بدراسة كل خيارات لتغيير هذا الواقع المزري، وحكماً رئيسنا لا يستلم له، ولا يخضع بالتعاطي معه كأمر واقع.. رئيسنا.. يستلهم من التاريخ معاني النصر والانتصار وحتمية التغيير، وصوابية وصدق الثورة واهدافها.. 

رئيسنا.. قدره انه جاء على ملفات معقّدة ومركّبة، ويدير مجلساً، آتى من مربعات متصارعة متقاتلة.. لكنه عازم على أن يدير به مرحلة انتقالية ويصل به إلى عملية سياسية تفضي إلى استفتاء على مسودة الدستور الجديد، وإقامة انتخابات رئاسية ونيابية.. سيخرج به الدولة من الضياع وافتراس الضباع.. دولة قابلة للبقاء والتعايش، قيادتها متجانسة مدعومة من أوسع اصطفاف وطني ومن جيران بحرصون على أمنهم القومي .. تمنياتنا له النجاح، وأن يتم تعميم تجربته، ليستفاد منها في مناطق الصراع الأخرى من العالم! 

رئيسنا.. رجل يتطلع ويعمل على خلق نموذج في مناطق سيطرة الشرعية، ليُقتدى به في المناطق التي لا تزال مغتصبة من قبل الحوثي.. نموذج يستوعب الجميع، ويعلي التوافق والشراكة الواسعة، يمقت الاقصاء، ويسعى لأن يكون الاصطفاف الوطني العريض سمة المرحلة التي يقودها، يكون فيه الحفاظ على الثوابت والقيم وكل المشتركات، سارية المفعول، ومعمول بها من قبل كل الأطراف؛ كحل لا بديل عنه سوى الضياع والتشظي والتفكك ومزيد من الحروب الداخلية والتدخل الخارجي.. ففي أحاديثه يعلي القيم التي من أجلها تستحق التضحيات، ويشيد بالإبداعات والإنجازات.. وتراه غير مستسلم ابداً للمعرقلات ، حصيف وينبذ التهكم والقيام بالاستفَزازات..

ورئيسنا.. رجل يتطلع لأن تكون المرحلة التي يقودها، يسود فيها إنتهاج اسلوب الحوار للمختلف عليه حتى يصل الجميع للحلول المناسبة، وبحيث لا تتقاطع مع المصلحة الجمعية العليا!.. يتبع..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي