في عدن قيادات بحجم بعر

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ٠٦ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ١١:٠٥ مساءً

 

     من السهل أن تضحك على كل الناس بعض الوقت .. ومن السهل أن تضحك على بعض الناس كل الوقت .. ولكن من الصعب أن تضحك على كل الناس كل الوقت ، والمجلس الإنتقالي حاول أن يضحك على كل الناس كل الوقت ولكنه تعرى بأفعاله المشينة فإنكشفت عورته ، وعاد الكثير من الذين ضحك عليهم المجلس الإنتقالي الكرتوني بعض الوقت إلى صوابهم .

     منذُ اللحظة الأولى التي أعلن رئيس المجلس الإنتقالي تأسيس المجلس الإنتقالي قلنا حقيقة مدوية وبأعلى أصواتنا أن هذا المجلس مرتزق طالما وأنه صنيعة بحتة لقوى خارجية ، فتكالب علينا الكثير من البلهاء والسـُّذَّج الحالمين بعودة دولة الجنوب وقذفونا بألسنتهم بأبشع العبارات والشتائم وأتهمونا بالإرتزاق والعمالة والخيانة .

     حاولنا إقناع أولئك الناعقين بشتى الوسائل والسبل ولكن دون جدوى ، فقلنا لهم بأن هذا المجلس جاء في منعطف سياسي محتقن وأن غالبية أعضاؤه فقدوا مصالحهم في الحكومة اليمنية عندما أقالهم طيب الذكر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، منهم من كان وزيراً ومنهم من كان محافظاً وآخرين كانوا يتقلدون مناصب في المؤسسات الحكومية وحينما فقدوا تلك المناصب أستغلت تلك القوى الخارجية أزمتهم وغضبهم فأوعزت إليهم بإعلان مجلس وأن تكون طليعة أهدافه هي إستعادة دولة الجنوب لدغدغة مشاعر كل سفيه ناقص عقل يحلم بعودة دولته لما قبل العام 1990 م .

     ومع مرور الزمن وبعد 6 سنوات أستيقظ غالبية النفر من يقظتهم وأكتشفوا صدق كلامنا وتوقعاتنا بخفايا ذلك المجلس الخبيثة والمتآمرة مع تلك القوى الصانعة له ، ولكن بعد ماذا ؟ بعد خراب مالطا وبعد أن شاهدوا مدينتهم عدن تلك المدينة الجميلة التي كانت الأولى بالحداثة والتقدم والرقي على مستوى الشرق الأوسط وقد تحولت إلى قرية من القرون البائدة ، والتي كان يحلم كل مواطن خليجي بزيارتها وعرض بضائعهم وبيعها في هذه المدينة ، شاهدوا كل فعل مشين وسلوك قروي متخلف يمارس في مدينتهم عدن عروس البحر الأحمر .

     كنا نقول لهم أنظروا لتلك المليشيات وقياداتها وأبحثوا من أين جاءوا وما تاريخهم النظالي والعسكري ؟ منهم من كان مقوتي ومنهم من كان بنشري وآخرين يعملوا في مهن دنيوية أخرى ، فهل أولئك الفاقدين لتاريخ مشرف جديرين بعودة دولتكم الجنوبية؟ ، وكلما أنتقدنا قياداتهم بأفعالهم الهمجية والعنصرية والقروية والمناطقية فكانوا يردون علينا حيناً بحماقة متجذرة وحيناً آخر بحماسة وثقة بأن أولئك القادة بحجم وطن . 

     وبعد مرور الزمن وبعد أن زال وهج عدن المدني والقضاء على كل شيء جميل وتاربخ عدن الحضاري بفعل تلك القيادات بحجم وطن إكتشف الكثير الذين ضحك عليهم المجلس الإنتقالي بعض الوقت بأن تلك القيادات في الحقيقة كانت بحجم بعر ، أما أولئك البلهاء والسـُّذَّج الذين إنضحك عليهم كل الوقت لا يزالون يتأملون عودة جنوبهم على يد تلك القيادات بحجم البعر .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي