في مؤتمر المناخ ظهر سيادة الرئيس رشاد العليمي وبجانبه عيدروس الزبيدي أحد النواب السبعة ولم أدري حينها عند رؤيتي لهذه الصورة كيف أصف المشهد ، هل أقول كأنهما رئيسين لدولة واحدة أو أصفهما برئيسين لدولتين فهكذا كانت الصورة تتحدث ، ولا أظن أن ثمة عاقل سيحلل هذا المشهد بشكل مختلف أو سيبتكر تحليل منطقي وأكثر واقعية ؟ .
هذه الصورة أثارت التساؤلات لكثير من الناس وخصوصاً للمتابعين للشأن اليمني سواء في الداخل أو الخارج بل البعض منهم شعر بالإشمئزاز وأنا واحداً منهم ، فكيف لرئيس دولة يجلس بجانبه نائب من سبعة نواب ؟ ولماذا بالذات يكون عيدروس الزبيدي الحامل ولو صورياً لقضية إنفصال الجنوب وعودته دولة مستقلة لما قبل العام 1990 م هو من كـُلـِّفَ بهذا المقام أو الدور ؟
في رأيي الشخصي أن الدولة الراعية لهذا المؤتمر وصانعة المجلس الإنتقالي الجنوبي ورئيسه عيدروس الزبيدي أحد النواب السبعة هي من فرضت أو أشترطت وجود هذا النائب بجانب سيادة رئيس الجمهورية رشاد العليمي لإعادة وهج المجلس الإنتقالي الذي بدأ صيته يأفل ، ولكي توهم أنصار المجلس الإنتقالي الذين بدأوا يتقلصون ويتناقصون بأن قضيتهم الوهمية لازالت تتنفس والحياة تـَدُبُّ في جسدها لتطول في أنفسهم الأحلام والأماني لعودة دولتهم المنصهرة في دولة اليمن الواحد الكبير ألا وهي الجمهورية اليمنية .
والسؤال الذي أيضاً لا أعرف له إجابه هل سيادة الرئيس رشاد العليمي فـُرِضَ عليه هذا البروتوكول المستحدث أم أنه تعاطى معه بمزاجه وأريحيته ؟ ، أما أنا في رأيي لا أظن أنه كان يملك من الأمر شيء وحتى تنجح مشاركة اليمن في هذا المؤتمر وحتى لا يثير الحرج مرر هذا المشهد بإمتعاض ، والدليل من يقرأ الأفكار من خلال ملامح وجه سيادة الرئيس سيجد صدق حدسي ، والدليل الآخر هو تكليفه لوزير الخارجية بإلقاء كلمة اليمن في هذا المؤتمر الذي أرى لا داعي له أو على الأقل لم يـَكـُن ثمة داعي لحضور الوفد اليمني لهذا المؤتمر .
علي هيثم الميسري
-->