القمة العربية الإسلامية بين الواقع والمأمول

عبدالناصر العوذلي
السبت ، ١١ نوفمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠٤:٤٢ مساءً

 

لا أعتقد أن القمة العربية ستخرج بقرار موحد حول وقف فوري للحرب وإدخال الدواء والغذاء للشعب المنكوب في غزة بل ستخرج بقرارات مرتعشة غير ملزمة ولا متحدية للواقع  .

وذلك لأسباب عديدة منها التباين الواضح في التعاطي مع الحرب  في غزة  من الدول العربية. 

وأيضا  هناك شبح الهيمنة الأمريكية على كل القرارات العربية .

وتوغل إسرائيل في العمق العربي وقدرتها على رسم سياسة عربية تتواقف مع مصالحها .

العداء المتنامي لتيار الأخوان المسلمين ووضعه في واجهة الحرب من قبل الأنظمة العربية قبل حرب الصهيونية  .

والسبب الرئيس أن الأنظمة العربية لاترى في حماس تيار نضالي يقاتل على أرضه عدو مغتصب بل تراها  عصابة من الأخوان المسلمين والبعض الأخر يدعششها .

وأيضا من اسباب عدم القدرة على اتخاذ القرارات الموحدة هي أن القضية الفلسطينية لم تعد تحرك الوجدان العربي للأنظمة الحاكمة .

 فحرب مشروع الأخوان المسلمين هي الطاغية على العقلية الحاكمة في الوطن العربي ولذلك بعض الدول لا ترى الخطورة من الصهيونية  بل تراها من حماس واخواتها من المنظمات الجهادية  .

أما الدول الإسلامية فكل يبحث عن رسم سياساته في الشرق الأوسط على حساب المشاريع والهوية العربية ..  فمثلا  إيران تسعى بكل ما أوتيت من قوة الى طمس الهوية الوطنية العربية ورسم هوية فارس على الوطن العربي  .

وتركيا في الجانب الآخر تعمل بكل قوة  لاستعادة الإمبراطورية العثمانية وفرضها واقعا جديدا في الوطن العربي  .

ومن كل ماسبق فالجميع في شتات من أمرهم والصهيونية تلعب على وتر التباين العربي والإسلامي ولذلك لن تتوافق هذه الدول على قرار واحد ولن تصل الى القدرة على فرض قرارات ترأب الصدع وتعطي القضية الفلسطينية الأولوية .

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي