إن الجرائم المروعة التي ترتكبها اسرائيل بالدقيقة بغزة كفيلة ان توقظ انسانية العالم وضمير الدول العربية إذا كان بقي للعالم إنسانية وللحكومات العربية ضمير ..لقد عجزت اسرائيل ان توجد في شوارع غزة ادوات تعرقل قيام الدولة وتعيش لذاتها ولمصالحها لكنها استطاعت ان تغيب الدولة العربية وتنهب محتواها وتوقف عجلة تطوير الجيش العربي الذي اصبح عاجزا ان يواكب متطلبات المرحلة وامكانيات العصر... لقد فاقت حماس بإمكانياتها جاهزية الجيش الحديث وبطولات افلام الهوليود والسينماء العالمية وعمالقة الإخراج خاصة في صناعة لحظات الانتماء والعزة للوطن والمبادئ والانتصار الحقيقي على الظلم ورفع رأس المظلوم عليا في وقت قياسي مرغت جيش اسرائيل في التراب ونسفت وهم التقنية الحديثة وفضحت الانسانية الامريكية والبريطانيا والغربية المزيفة المهدة لإسرائيل والتي اظهرت حقدا دفين للعالم الإسلامي وبروزت حالة الارباك الغربي للحدث ووضعت عالمنا الاسلامي والعربي على مفترق طرق.
اليوم تجاوزت غزة الاستراتيجية التقليدية للصراع العربي الاسرائيلي وعرت من فشلوا في ايجاد رغيف خبز لشعوبهم واوصلوا البلاد العربية الى مربع الامية والتخلف والفقر والعمالة والفتن واكدت يقينا ان هؤلاء هم العقبة الاولى امام الشعوب وأمام قضية الامة بل ان هؤلاء الأوهام هم خط دفاع اسرائيل الاول والذين لايمكن ان يقدموا لشعوبهم الا التامر والقتل والجوع والفلسفة المفرغة من الواقع عبر الشاشات والتغريدات والتشكيك الممنهج بعقيدة الامة وتاريخها.
