لا تتحرر الأوطان إلا بأيدي أبنائها

محمد مقبل الحميري
السبت ، ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ١١:٣٣ مساءً

 

هل من المعقول ان نبقى منتظرين من الاخرين ان يحررونا من رق السلالة وصلف ادعيائها وبلطجة عبيدها ، واستهانتها بشعب ادب الجبارين وكان اجداده رواد الحضارة وقادة الفاتحين في مشارق الارض ومغاربها.

التحالف عمل معنا الكثير وخاصة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية التي لم تبخل على اليمن وقياداته بشيء فقدمت المال والرجال والمواقف السياسية في مختلف المحافل فلهم الشكر والتقدير ، ولكن لا ننتظر من التحالف ان يحررنا ونحن نائمون ، وقد تجبرهم مصالح بلدانهم ان يسلكوا مسالك اخرى ربما لا تناسبنا وهذا من حقهم ونشكرهم على ما قدموه معنا من دماء ومال ومواقف.

الاصل ان قيادات البلد واحزابها يكونوا اصحاب القرار والمبادرة باتخاذ المواقف التي يرون انها تصب في صالح استعادة الدولة ومؤسساتها سلما أو حرباً ، مع تقديرنا العظيم لابطال القوات المسلحة والمقاومة الشعبية الصامدين في كل مواقع الشرف وتقديمهم اجل البطولات والتضحيات.

شح الامكانيات ليست مبرر للخنوع مهما كانت المعاناة وعلى القيادات مسئولية ايجاد الامكانيات والتحرك لتحرير الوطن ورسم المسارات التي توصلهم للهدف لا الانتظار لما سيمليه علينا عدونا الذي جعلناه يمارس الصلف السياسي والعسكري لا لأنه قوي فهو اوهن من بيت العنكبوت ، ولكن بسبب مواقفنا الركيكة وايادينا المرتعشة.

وضعنا اضحى مخجلا ، نصمت عن كل قضايانا والاخرون مشغولون بها ، لا نحرك بنت شفاه وكأننا غرباء عن بلادنا وليست وطننا .

اذا تحدثنا عن الانقلاب نتحدث بعموميات وفِي غير مكان اللزوم ، واصبح البعض منا لا يكاد يذكر المراجعيات التي بدونها لن يكون هناك حلا عادلا وامنا مستداماً ، اما وحدتنا الوطنية فأصبح الحديث عنها محرجا للبعض منا واذا تحدثنا عنها نتحدث على استحياء .

هل عقمت نساء اليمن ان يلدن امثال القردعي والنعمان والزبيري والسلال وعلي عبدالمغني وعبدالرقيب عبدالوهاب والعمري واحمد علي المطري واحمد عبده ناشر وعبدالغني مطهر ومحمد علي عثمان وعبدالله الاحمر وربيع وفتاح قحطان والمناضل باسندوة وغيرهم من الوطنيين الاحرار.

ابناء الوطن في الداخل  يتململون من ظلم  السلاليين وبطشهم وهاهم قد كسروا حاجز الجوف بمناسبة الذكرى ال ٦١ لثورة ال ٢٦ من سبتمبر المجيدة وواجهوا بطش السلالة بشجاعة نادرة رافعين اعلام الجمهورية مرددين هتاف (بالروح بالدم نفديك يا يمن ) فأرهبوا الطغاة رغم انهم لا يملكون مالا ولا سلاحا من اي جهة يقوي عزمهم وعزيمتهم ويستندون عليه ، فآن الأوان لالتقاط هذه الصحوة ومد يد العون لاحرار الوطن وقبل ذلك على قياداتنا وقادة الاحزاب والنخب  ان يستشعروا مسئوليتهم ويوحدوا صفوفهم ويتنازلوا قليلا عن مصالحهم الشخصية وتقدم المصلحة الوطنية العليا لكي يروا الامور على حقيقتها وتتوافق مواقفهم مع القضية الكبرى للوطن ، ولا نبقى عالة على الأخرين ننتظر منهم كل شيء ولا نقوم بشيء نحو واجبنا.

اثق ان المليشيات الحوثية تتجه الى حتف انفها وتحفر نهايتها بأيديها وقريبا ستكون نهايتها ولكن علينا ان نكون فاعلين في انقاذ الشعب منها ليكون لنا شرف المشاركة في انهاء ظلمها وجبروتها وجرائمها ، وهاهم ابناء الوطن البسطاء الاحرار قد بدأوا بالانتفاضة وهزوا كيانها ،  ولله در ابو الاحرار الزبيري القائل :

لم يبق للظالمين اليوم من وَزَرٍ   الا انوف ذليلات ستنحطم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي