نحن مع الحلول.. لا مع من يحرف العقول أو يذهب باليمن نحو المجهول!

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٧ يوليو ٢٠٢٣ الساعة ٠٣:٥٥ مساءً

لا شك أن وضع اليمن شماله وجنوبه في وضع لا يُحسد عليه، ولا أحد في موقع الادعاء بالتميّز بأي نموذج يُعتمد عليه ويُقتدى به..  فالوطن مدمر في بنيته المجتمعية والعقائدية والعلمية والثقافية والحضارية، فموظفيه بلا رواتب، وشعبه من غير خدمات، ومؤسساته بلا نظام أو قانون أو دستور.. ففي شمال اليمن نظام بدائي... قادة ميليشياته أثرياء وفي بدروماتهم  "خزائن قارون" مكدسة، ويحظون بحماية الجبابرة.. وفي جنوب اليمن  نظام فاشل فيه مسؤولون يتحكمون بالمال والنفوذ ويحاطون بأطواق أمنية لحمايتهم!.. بينما الفقر والجوع والمرض يفتك بالمواطنين هنا وهناك.. هذا ما خلصتُ إليه من مقال طويل  لأستاذ اللسانيات بجامعة صنعاء الدكتور محمد الخربي، حيث شبّه  فيه المتحكمون في صنعاء بالحاكمين بعدن، وتوحدهم، بتوحيد اليمنين جميعاً في المعاناة! .. وفي حقيقة الأمر.. نحن مع من يوجد الحلول، نبارك ونؤيد  محاولاته الجدّية.. وهذا ما يقوم به رئيسي مجلس القيادة الرئاسي ودولة رئيس مجلس الوزراء، لإخراج اليمن من الوضع المأساوي الاقتصادي والنقدي وتحسين مستوى الخدمات، والكفاح من أجل استعادة الدولة، بل البدء بترميمها واعادة بناء نواتها في العاصمة المؤقتة عدن، وتمكيّن السلطات المحلية في المحافظات الأخرى من ادارة شؤونها بنفسها، فهما لا يدخرا جهداً في سبيل الوصول إلى ذلك، معتمدين ومستعينين بالمناهج والبرامج والتجارب الناجحة، بخاصة تلك التي تستعمل اثناء الحروب، كي تستمر الحياة وتعمّر وتنمى الارض وباقي الموارد !؛  وعلى الرغم من ذلك،  إلا أننا نجد من أعماهم الحقد، فالحقد أعمى، تراهم  يتحاملون ولا ينصفون، وعند التقييم وتحميل المسؤوليات يبالغون.. فرئيس مجلس  القيادة الرئاسي لم يمرّ على تحمّله للمسؤولية هو ورفاقه غير سنة وأربعة اشهر تقريباً.. استطاع ان يقنع العالم بوجود دولة شرعية، وحصل على دعم للدولة ومعونات  من  مختلف دول العالم، يعني استطاع ابقاء اليمن على صدارة أولويات الدول، مما تعانيه من سلوكيات وتصرفات الميليشيات الحوثية الإرهابية المنقلبة، وحافظ على السلطة الشرعية، كسلطة شرعية مقبول بها من قبل دول العالم، ومعترف بها ومدعومة، واستطاع تحويل الضغط نسبيا باتجاه ميليشيات الحوثي بعد أن كان كله على السلطة الشرعية! وفي الداخل حاول ويحاول باستمرار التوفيق، وخلق التجانس، وفتح نوافذ عدّة مع شعبه الكترونياً، ومن خلال مقابلاته وتصريحاته وخطبه؛ ومباشرةً من خلال الزيارات والنزول للأحياء والحارات والتواصل المباشر مع الناس من دون تكلّف أو تمثيل أو ترهيب، بل بالبساطة والتواضع المعهودتان في شخص رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. ومع كل ما سبق تجد أناس وكتاب ومحللين ومعارضين يصبّون جام غضبهم وحقدهم عليه، ولا أقول نقدهم، فهو غير موجود في كتاباتهم ،هم للتسفيه والتقليل أقرب! يسفهون ما يقوم به ويقللون مما يعمله، ويحملونه فوق طاقته وفوق ما تحتمل مدّة توليّه، والتي لا تزال بكل المقاييس مدّة قصيرة، لا تحتمل التقييم والنقد!؛ ويا ليتهم اعطوا واحد في المائة مما قالوه فيه؛ على من  حكَم اليمن ثلاثة وثلاثين سنة، أو ضد تلك العصابة الحوثية  التي أخذت كل شيء ولم تعطي أي شيء، فمدّة جثومها على أنفاس الشعب اليمني تقترب من العشر سنوات.. مالكم كيف لا تنصفون؟!      فالوضع الاقتصادي والمعاشي سيء ولابد من بحث الحلول وانقاذ اليمنين مما قد يواجههم لو استمر الحال على ما هو عليه، خصوصا في المناطقِ المحررة.. فالتدهور يخدم الحوثي، مطلوب وضع الخطوات والآليات السريعة للحفاظ على العملة ومعالجة مشكلة الخدمات، وفي مقدمتها الكهرباء..  وفي ذلكم السياق، فمؤخرا أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي التزام الدولة بالتدخل العاجل  لضمان  استقرار العملة وإمداد الخدمات الاساسية؛  وعلى إثر ذلك  اجتمع مجلس ادارة البنك المركزي بصورة استثنائية واتخذ حزمة من الإجراءات والقرارات العاجلة للحد من انهيار الريال اليمني، وبيّن بأن هناك حركة غير مبررة؛ تشنها الميليشيات في إطار الحرب الاقتصادية أو من المقلب الأخر في اطار  المماحكة السياسية؛  و أوضح في بيانه من ضرورة التعامل بصرامة مع المتماهين مع عمليات المضاربة بهدف الإضرار بمعيشة الناس والتأثير على الاستقرار في البلد... وطالب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بتوفير المناخ المناسب للاستقرار الاقتصادي، بما في ذلك إعادة تعبئة الموارد... وطالب ايضا باحترام استقلالية البنك المركزي وعدم التدخل في شؤونه وفي نطاق صلاحياته بموجب أحكام القانون!  وتأكيدا لما أكد عليه رئيس مجلس القيادة الرئاسي؛ واستناداّ لتجارب السنوات الماضية،  في كون المملكة العربية السعودية في مختلف المحطات والازمات، وحتى في الاوقات العادية  تتدخل ايجاباً لصالح اليمنين ولصالح الدولة والسلطة الشرعية، فهي بحق  الحليف الأوثق للسلطة الشرعية في اليمن، فتحضر المملكة وقيادتها وسفيرها ومواردها لتوقيف أي تدهور قد يكون من الخطورة على المجتمع والدولة والسلطة الشرعية .. فالمملكة مستمرة  في دعم السلطة الشرعية، وهي مصممة على عدم وصول الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه، فهي تتدخل عندما يحتاج الأمر، فأنقذت اليمنين من المجاعة، وتنقذ اقتصادهم كلما دعت الحاجة،  وتثبت استقرار عملتهم بودائعها المتكررة وتكبح انهيارها.. وفي هذه الأيام وزير المالية اليمني وزميله محافظ البنك المركزي كما قيل قد طارا إلى  الرياض للتوقيع على اتفاقية دعم سعودي جديدة للموازنة العامة للجمهورية اليمنية! .. ومع ما سبق.. فهناك من يستغلون تدهور الأوضاع والعملة والخدمات، فيحرضون المواطنين على العنف وانهاء تواجد الشرعية في الأماكن التي تعمل بها،  والحوثي كذلك يركب الموجة ويحمل التحالف والشرعية المسؤولية، رغم انه هو سبب كل مأساتنا.. أما المجلس الانتقالي المحرض الأكبر بالمناطق المحررة ، فلا يحق له الحديث عن التدهور الحاصل، ولا ينبغي أخلاقاً وقانوناً أن يحرض ضد الحكومة وهو نصفها،  وضد الرئاسة وهو شريك فيها، ولا ضد الفساد وقد أوكل إليه رئاسة الاصلاحات الاقتصادية وتحصيل الموارد، فالملف بيده وهو سيّده،  فنجاحه يعود له جزء منه،  وفشله يعود عليه جزء منه.. لا ينبغي تحريص الناس، بل التنسيق والتعاون لإيجاد الخدمات لهم،  حتى لا تخرج الأوضاع  على السيطرة، وتتلاشى الجهود المبذولة بإيجاد الحلول، وينتصر دعاة استعباد الشعب اليمني أصحاب  يوم الولاية،  يوم الخرافة، الذي يبشرنا العالم ومبعوثيه ببوادر الاتفاق معهم، وهم لا يؤمنون إلا بيوم الولاية.. يعبؤون الناس له، بإنفاق  مالا يقل عن خمسين مليون دولار للاحتفال به، لهذا العام، يوم الحق الالهي لهم بالحكم، يوم التجهيل وغسل الادمغة،  فهم مستمرون في مشروعهم في مخيماتهم الصيفية،   وفي حرف العقول في خرافة الولاية ؛ فيا أيها الانتقالي لا تتماهى معهم حتى لا يتجه اليمن نحو المجهول!؛ أتعقلون؟!..أتفهمون؟!.. أتدركون؟! نتمنى عليكم أن تَعقُلون أو تُعقَّلون ؟!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي