"الصعدّي" و"الصعدّي" و "أنا"!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٠٩ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٠٣:١٧ مساءً

الصعدّي الأول:- ممثل الانقلاب، المزايد على الحجّ والمغتربين؛ محمد علي الحوثي قال: "لو كانوا صادقين في تقديم التأشيرات ‎السعودية للمواطنين اليمنيين لرأينا التأشيرات للحجاج اليمنيين.. ولم نسمع بالزيادة السنوية في رسوم الحج والعرقلة المستمرة للحجاج... "  الصعدّي الثاني:- ممثل الحكومة الشرعية؛ معالي وزير الأوقاف والإرشاد، فضيلة الشيخ محمد بن عيضة شبيبة، الوزير في حكومة الجمهورية اليمنية  الشيخ "شبيبة"، تكلم عن تكلفة وسعر رحلة الحاج اليمني من أنها الأقل على كل بلدان العالم، ولولا الحوثة وعراقيلهم في النقل والطرقات وفرض الإتاوات لكانت أقل مما هي عليه الآن بكثير؛ فالحوثة هم من يضعون العراقيل أمام الحجّاج، ودلّل معالي الوزير على عرقلتهم بتعمد افتعال بعد الزمن للمسافرين، في عدم فتح الطرق الرئيسة، والاضطرار لطرق فرعية صعبة ومعقدّة وطويلة، فقال إن سفر الحاج لثلاث ساعات يحتاج في ظل تحكّم الحوثي إلى ثلاثة أيام، كما لفت الانتباه إلى أن الحوثي هو من يفرض الإتاوات على وكالات الحجاج والمعتمرين بملايين الريالات وأخذ أرباحها وبعض رأس مالها بالقوة والإكراه"؛ وأشار الى الحصص وزيادة عدد الوكالات في صعدة، ونسبتها أكثر في صنعاء وما حولها!؛ وأشار كذلك معاليه إلى أن محاولة تسيّس الحجّ، والسعي لخلق الفوضى في المشاعر دأب الحوثيين عليه، وهم يحذون نهج الصفوية...؛ منوهاً إلى أن هدف مليشيا الحوثي من ذلك أن تعلو صرختهم على التلبية، ومحال ذلك يقول معاليه!؛ كذلك فإن معالي الوزير أشاد بالمملكة وما تقدم من تسهيلات، وأشار إلى أن المملكة  هذا العام اعطت تأشيرات العمرة لليمنيين بأعلى نسبة على الإطلاق؛ وذكّر اليمنين والعالم بأن المملكة تحتضن ما يزبد عن ثلاثة ملايين مغترب يمني، بينما الحوثي بالتزامن هجّر ما يزيد على خمسة ملايين يمني، ألا يخجل الحوثي بالتكلم عن اليمنيين في السعودية؟ واختتم معاليه  حديثه فقال لمحمد علي الحوثي: " أنت وابن عمك وميلشياتكم الإرهابية من قتلت اليمني، وأفقرته وهجرته وفجرت حتى مساجده ثم تتباكي عليه؟! وتتحدث عن الحجّ يا محمد علي؟!!  أما أنا فأقول: إنني مع الصعدّي الثاني، فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عيضة شبيبة، وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية، فما قاله يُمثلني، ومع ذلك لا يمنع أن أعلق ببعض الجمل هنا، وأكرر بعضاً مما قاله الوزير هناك، فبالتكرار أحيانا استمتاع إذا كان المتحدّث  من وزن فضيلة الشيخ "شبيبة" حفظه الله.. فأوكد على ما قال معاليه؛ وأضيف بالقول؛ يا حوثة، توقفوا عن توظيف الحجّ في سياستكم الهدّامة، وتوقفوا عن تشويه المغتربين، فحالهم يعلمه الله! يجاهدون في دعم أسرهم في اليمن المكلوم!؛ ويكفي اليمنيين شرّكم يا حوثة أنكم هجّرتم أكثر من خمسة ملايين نسمة، فاخجلوا واستحوا من أنفسكم بدل الاستعراض وتوجيه التخوين، والاتهامات !؛ المغتربون ليسوا مرتزقة ولا عملاء، واليمنيون يعرفون من هم أصحابها!؛ جنبوا الحجّ التسيّس، وجنبوا المغتربين ما هم فيه، فإذا لم تنفعوهم، ولن تنفعوهم، فلا تؤذوهم!؛ تريدون تسيّس هذين الملفين "الحجّ والمغترب"، كما سيّستم" البنك المركزي والوظيفة العامة"، وأحرمتم الموظفين رواتبهم بسبب عدم تحييدهما، فلا ترتكبون حماقات، وتحرمون الأسر اليمنية تحويلات المغتربين الداعم الاقوى لبقاء اليمنيين على قيد الحياة؛ فاتقوا الله.. ما بينكم وبين اليمنين؟!؛  ولماذا كل هذه الكراهية؟!؛ فإلى أين تريدون الذهاب بهذا الشعب؟!؛ لقد تحملكم وصبر على غثائكم لحد الآن، لكنه لن يكون شيكاً مفتوحاً!؛ فللصبر حدود، فاحذروه، فهو يُراكم عليكم اخطاءكم، فانتبهوا جيداً لذلك! اكتفي بهذا فيما يخص الحوثي من ناحيتي؛ لأن الشيخ " شبيبة" قد تكفلّ بالرد الشافي والكافي على تغريدة محمد الحوثي، تلك التغريدة التي فيها من السموم أكثر بكثير من الحرص على اليمنيين!؛   .. فلله درك يا معالي الوزير على ردّك  المتسّم بالعقلانية والمنطق.. نعم! تسيّس الحجّ وشعيرته دأب الحوثة عليه، يريدون استغلاله لأداء الصرخة الحوثية!؛خاب فالهم.. الحج فريضة،  وليس لخلق وتعميم الفوضى فيه، كما قلت ايضاً!؛ و استحالة أن يكون للصرخة حظاً في عرفات الله، أو في الأماكن المقدّسة الأخرى، فتلك الاماكن للتكبير، والحمد، وللتلبية ، لا للصرخة .. فالصرخة من ابتداع  حسين بدر الدين، والتلبية نعمة من نعم الخالق سبحانه وتعالى.. فالتلبية شعيرة من شعائر الله في الحج، ولا مقارنة أصلاً!؛   يا حوثة؛ أتفهمون؟!؛ .. أما عن قصة الرسوم وزيادتها، فقد فندّ فضيلة الشيخ ادعاء الحوثي، مما يؤكد على متابعته الشخصية، وأحاسيسه بما يعاني الحاجّ، وبالتالي فأظنه يسهر على تذليل  الصعاب، وتوفير أقصى راحة لهم، وبأقل كلفة، وما أعجبني في توضيح معاليه عن ضرب المثال، بجدارهم العازل في ((الحوبان))، الذي يطوّل المسافات ويضاعف المشقات ويؤثر على المواطن والحاج معاً.. فالحاج من الحوبان مثلا يحتاج حتى يصل إلى الحوبان نفسه  إلى ثمان ساعات والمسافة الحقيقية جدار عازل وضعته المليشيات الحوثية، ولو هدمته لكانت الثمان ساعات مختصرة في ثمانٍ من الثواني فقط.. لكن الحوثة يتلذذون ويتمتعون بعذابات اليمنيين، ويمارسون الفساد في الارض، فهم يقطعون الطرق ويحاصرون المدن،  ويفرضون الرسوم والاتاوات، وبخاصة في مثل هذه المناسبات الدينية العظيمة!؛ الحوثة هم من فرض الإتاوات على وكالات الحجّاج والمعتمرين، كما قال معاليه، وعندما اشتكت الوكالات، قالوا لها خذوها من الحجاج وافرضوها عليهم.. يا سبحان الله، هذا هو ديدنهم!؛ فأين الحرص إذاً؟!؛ وانتم من تفعلوا بالحجّاج ما تفعلون!؛،فعليكم من الله ما تستحقون!!؛  وأختم بما ختم به معالي الوزير.. أنتم يا حوثة من قتّلتم اليمنين، وأفقرتموهم وهجرتموهم، وفجرتم حتى مساجدهم، ثم تتباكون  عليهم؟! وتتحدثون عن الحج؟!! فأسكتوا ولا تقلّبوا المواجع؟!..  خميس مبارك وجمعة مباركة مقدّما على الجميع.. وحجّ مبرور، وذنب مغفور، وسعي مشكور..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي