التخادم وسرّ العلاقة الحميمّيّة بين "الحوثي" و "الانتقالي"؟!( 1)

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٣١ مايو ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٠٤ صباحاً

 لا شك أن الله  سيجعل لليمنيين فرجاً ومخرجاً، من انقلاب الحوثي، والمحاولات الجدّية من الانتقالي للانفصال، والتي  تواجه برفض كبير من مكوّنات جنوبية قبل الشمالية، ونسال الله الستر للقيادة الشرعية، وهي تتفرج وتبارك ولا تحرك ساكناً.. يا لها من أقدار!.. اللهم نسألك أن تمنح الشرعية الإرادة والقرار، بحماية الجمهورية والوحدة من كل الأخطار!؛  وحقيقة الوقع  أن الحوثي مثل الانتقالي، ليس وحدوياً أبداً، بل هو من بدأ الانفصال، عندما انقلب، ولم يكن بحجم ومستوى الانقلاب، لأنه لم يستطيع أن يحافظ على الدولة والوظيفة العامة والمؤسسات والجغرافيا بعد انقلابه،واندحر إلى حدود ما قبل قيام الجمهورية اليمنية،والمخرج أراد ذلك ايضاً، وهو قبل بذلك، ولا يزال يتكبّر ويدّعي الانتصار، فأين يا حوثي الانتصار؟ وهل التقسيم تعتبره انتصاراً؟! فسحقاً لك وهذا الانحسار، وإن شاء الله أنت إلى زوال و اندثار!؛ فالحوثي انفصل عن عروبته و يمانيته، وأصبح يمثل محور ايران ويتباهى به، وعلى حساب الجمهورية اليمنية ووحدتها ومصالحها!؛ فالحوثي ليس مع الوحدة، وإن رفع علمها بامتداد كيلومترات، وسيقاتل باسمها لأجل تشويهها، لا للحفاظ عليها !؛ وانفصل وفَصْوَل اليمن تبعاً لذلك، فاتخذ نظاماً مصرفياً مغايراً للبنك المركزي اليمني، وغير هياكل الوظيفة العامة والأجور، واستحدث نقاطاً للجمارك داخل المحافظات، وغير المناهج التعليمية، وغسل أدمِغة النشء، وعظّم الصرخة وفرّط باليمن الموحد، وأحل الزامل محل النشيد الوطني!  الحوثي "الرأس"، يقول ويقرّ، ولا يستحي أن المحافظات الجنوبية محتلّة وتحت الاحتلال، أوفٍ لك وبمن يؤمن بك ويُراهن عليك في تحرير القدس والأقصى!؛  أما عن حكاية الانتقالي ونشاط الزبيدي، فقد ظهر مؤخراً بثقة لا حدود لها بحتمية الانفصال وتشكيل دولة جديدة، ومن أنه بمجرد الاعلان ستُضم لدول مجلس التعاون الخليجي؟!؛ يدّعي أنه موعود بذلك.. اعتقد أن الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، سترد عليه، بل ربما ردّت عليه باللقاء المبارك لرئيس مجلس القيادة الرئاسي مع آمين عام مجلس التعاون الخليجي يوم امس، إذ لا يمكن أن تكون دول الخليج أداة لتفتيت اليمن واليمنيين!؛ وقد رأينا بأم العين احتفالهم بذكراها الــ33  بتزين أبراجهم العالية بعلم الوحدة، علم الجمهورية اليمنية، احتفوا بها أكثر مما احتفى بها مسؤولينا، وإن شاء الله عمّا قريب تستكمل العضوية الكاملة للجمهورية اليمنية، لإنهاء فصل التفكير بالتشرذم والاقتتال في سبيله، وتكون اليمن بناسها وموقعها وخيراتها مع محيطها في الخليج العربي، لا الفارسي!!؛  لكن السؤال يبقى  قائماً؛ أهناك من دول الخليج  من يوعد الزبيدي؟؛ ولماذا؟؟؛ نعم! هناك من يعد ويدعم!؛ رغم علمه، بل واطلاعه ورعايته، والتخادم من قبله، والجاري بين الانتقالي والحوثي؛ فيا ترى لماذا شكّل الانتقالي؟ ليكون عظمة في حلق الشرعية؛ كما الامارات عظمة في حلق التحالف؟! انشئ الانتقالي ومن أول يوم وهو على علاقة حميمية وممتازة بالحوثي، وليس له علاقة بتحرير الجنوب، كما يروج!؛ والسؤال يوجه للإمارات؟ فهي التي أوجدت الانتقالي ومسؤولة عمّا يقوم به مسؤولية كاملة، والزبيدي يبني أحلامه على وعود إماراتية! ولذلك نرى الثقة الزائدة عنده، بحدوث الانفصال، وفي اعتقادي أن أحلامه مبنية على وعود، ولن يكتب لها النجاح؛ فالتنسيق التأمري والتخادم الحاصل بين الانتقالي وبين الحوثي يضر بالجنوب واستقراره،  وبالقضية الجنوبية ولا يخدمها، وهذا ما يسعى إليه الحوثي، فهو وريث نظام صالح، ولا تصدقونه، مهما دغدغ بالمشاعر من أنه مع مظلومية الجنوبين، فهو كاذب؛ وقناعتي أن ما يقوم به هو تكتيك مؤقت، ولن يدوم، لكن التكتيك هذا فيه من التخادم ما لا يُسكت عنه، دعونا نستعرض وإياكم بعضاً منه: "  تتقاطع مصالحهم، فيلتقيان في التفتيت والتقسيم، اعتماداً على الدعم الهائل المسكوب من الدّاعم الخارجي، يلتقيان في المشروع بما دون الدولة؛ يلتقيان رغم انهما مختلفان، فلا مبادئ تجمعهما، ومذاهبهم شتى، ولا  أيدلوجية تقرب بينهما؛ والداعم للحوثي، ايران، وقد نجد أنه أيضا مدعوم من الامارات، وهنا نقطة التقاء اضافية بين الحوثي والانتقالي؛ فقد تكون الامارات تبرعت لتكون خَدّام ايران باليمن، رغم أن جزرها بحاجة للتحرير واليمنين مستعدين أن يكونوا جنوداً معها لتحريرها، فلربما هي من تقوم بدعم أصحاب الجراف الآتين من كهوف مرّان!؛ هذا شيء وارد جداً؛ فكل المعطيات على الارض، تقول أن الامارات، هي الشابك والحايك للخيط، الممتد  من صنعاء إلى عدن؟!؛ تعالوا نستذكر ونستحضر ما وقع معاً!؛ ألم يستهدف الحوثي بمسيراته وصواريخه، كل شيء باليمن يتصل بالحكومة الشرعية ومؤسساتها ومسؤوليها، إلا الانتقالي المدعوم اماراتياً، لم يُمس بأذى، منذ تشكّله وحتى بعد انضمامه للشرعية؟!؛ هنا أصف الحالة فقط!؛ لقد استهدف الحوثي المعسكرات في مأرب والمحافظات الجنوبية بالعند وغيره، ومحطات الوقود، والحكومة اثناء عودتها  إلى مطار عدن بعد تشكّلها، ومسؤولي تعز وتحركاتهم حتى شق الطرق لفك الحصار عن تعز، لم تسلم منه؛ واستهدف كل المنشآت والموانئ لمنع تصدير النفط، بغرض افشال مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية عن الوفاء بالتزاماتهم، كل ذلك حصل؛ وبالمقابل فإن  الانتقالي سار بمشروعه دون اعاقة تذكر! فشكّل مجلسه الانتقالي (عقب إقالة الزبيدي من منصب محافظ عدن)، ثمّ شكل جمعيته الوطنية وهياكله في كل المحافظات الجنوبية، وأعلن عن حكم للإدارة الذاتية، ثمّ تراجع عنها، واشترك في الشرعية، وشكّل كل تشكيلاته العسكرية والامنية، وتدفقت الاسلحة إليه، وحرّكها بعرض الجنوب وطوله، بل والقيام بالانتشار واطلاق عمليات عسكرية "سهام الشرق" وغيرها، وضغط حتى يتم  تغيير الوطنين الوحدويين الجنوبيين الاحرار من بعض الوزارات والمحافظات؛ ثم اخيراً، أقام الانتقالي مشاورات بعدن بأمن وأمان دون تهديد يذكر، بينما لو قررا _مثلا_ مجلس الشورى أو النواب الشرعيين للاجتماع سيُستهدفان، كما حصل سابقاً!؛ وتحرك الانتقالي بجيشه وقياداته بعد المشاورات للمكلا، وعقدت جمعيته اجتماعاتها واتخذت قرارات خطيرة لا يُسكت عنها، لأنها تعبر عن نيّة القصد العمد بالانفصال عن الجمهورية اليمنية، وفيها عنصرية أيضاً؛ وهي في النهاية تخدم الحوثي.. تحركهم هذا سيأتي بردّ الفعل، وبالتالي عدم الاستقرار في حضرموت وباقي محافظات الجنوب، والحوثي مكيّف ومرتاح لكل أفعال الانتقالي!؛ كذلك قيل أن  الحوثي له تواجد وحضور في مناطق سيطرة الانتقالي، ونتيجة لذلك استطاع تنفيذ عملية  اغتيال للشهيد اللواء ثابت مثنى جواس، داخل عدن، ثأراً وانتقاماً، ولإثبات المقدرة، فمن المسؤول؟ الانتقالي هو المسؤول!؛ ويقال عن تبادل زيارات، والمشهورة منها؛ غزوة  حسين العزي منتحل صفة نائب وزير الخارجية للعاصمة عدن، وللدلال للانتقالي من قبل الحوثي فقط استشهد بأخر تغريده لحسين العزي، مداعباً  الزبيدي المتحرك للانفصال، وذاك يقول له" أبو قاسم ولّعها بين أهلنا الحضارم والمثلث وبقية أهلنا في جنوب وشرق البلاد قد عيقتتلوا على اسم الدولة... ( لا سامحك يابن العم)"؛ وقيل أن هناك كثير من مسؤولي الحوثي يسافرون من مطار عدن ويعودون، برضا الانتقالي، بل إن تهريب الاسلحة والمخدرات تأتي للحوثي في الأغلب عن طريق مناطق سيطرة الانتقالي بالجنوب! فمثل هكذا تعاون!؛ماذا يمكننا تسميته؟!!؛ كل فعاليات الانتقالي تمر بسلام، بينما تصدير النفط توقف بسبب استهداف الحوثي للموانئ والسفن!!؛ إذاً، فالحوثي هو المعلم، والانتقالي هو التلميذ،  والامارات هي وزارة تعليمهم التي توفر لهم الدعم والاسناد، ولولاها لما سمّوا!،ولما ذكروا! فالتلميذ يقلّد معلمه ويتخذ نفس المنهج،  ويتبع بنفس الخطوات والتكتيكات، ينسخ ويلصق!؛ فالتنسيق قائم، قائم، فإذ لم يكن قائما، لكان قَبِل الانتقالي بدمج قواته في الجيش الوطني والأمن، ولكان الجميع اتجه لمحاربة الحوثي بعد إعلان نقل السلطة برعاية  وضمانة المملكة خصوصاً،  ومجلس التعاون الخليجي عموماً ، لا أن يتمدد الانتقالي بالجنوب ليحل محل الجيش الوطني!؛ والغريب في الامر أن القيادة الشرعية دائماً ما تتفرج ولا تتدخل، وفي بعض الاحيان تتدخل لصالح المتمرد،  وحالات تبارك الخطوات، ولا حول ولا قوة الا بالله"!!.. يتبع..  #تحيا_الجمهورية_اليمنية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي