جامعة صنعاء تهوي في زمن التخلف الحوثي؟!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٣٠ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٣٥ صباحاً

في زمن السلالة الهاشمية السياسية ، والتخلف أو الزبالة الحوثية، تهوي القيم والاعراف الأكاديمية في جامعة صنعاء إلى مكان سحيق.. في زمانهما تُنتهك وتُهان الجوامع والجامعات وأدمية الانسان اليمني.. يهان الدستور، وتهان القوانين واللوائح والأعراف والعادات.. في زمن تحكّمهما فُرض على الناس خطباء حوثيين أو متحوثين يصعدون إلى المنابر وسلاحهم فوق اكتافهم، وكأنهم في المتارس متحفزين لقتال،  وليس هم بمساجد، للوعظ والارشاد والتوعية بأهمية  الرحمة والسلام وبتعاليم الاسلام!؛  أما في الجامعات فها هي، للمرّة لأولى في عهد الحوثة، وفي عهد الدكتور القاسم رئيس جامعة صنعاء، يحصل مناقشة علمية بلباس شعبي وسلاح ناري.. أين انت يا دكتور القاسم مما جرى؟! وأين تبخر ادعائك في النهوض بالجامعة لمصاف الجامعات المتقدمة؟!؛ كيف؟!؛ أتتقدم الجامعة من تعينك لمشرف حوثي كمستشار ثقافي يكون من مهمته إقرار رسائل بأعلى من مستواه! في نظرك ألا يكون مثل هذا التعين معيق للبحث العلمي  وتقدمه، ولا يخدم التطوير!!؛ عُرف مستشارك وهو يرتدي الثوب والجنبية والآلي في مناقشة رسالته للماجستير، وعرفنا مناقشيه ولبسهم وألقابهم!؛ وعرف العالم أجمع أن جامعة صنعاء ترتكب فضيحة، فضيحة الطالب المستشار، وفضيحة الطالب واللجنة المناقشة والجامعة المخالفين للقوانين والاعراف وحرمة الجامعة، بتسلحهم في  حرم جامعي وقاعة علمية! ولن أدخل في العنوان ومحتوى الرسالة فهناك متخصصين يستطيعون ابداء آرائهم فيها!؛ فضيحة مشهودة شاهدها العالم من داخل جامعة صنعاء في مناقشة رسالة ماجستير، لطالب مُهم حوثياً، كونه المستشار الوكيل والله يعلم بما هو مستخبّ؛ هو طالب الماجستير الذي جاء يدافع عن مناقشته لرسالته بسلاحه الناري؟، واصبحت الجامعة بهذه الفضيحة على كل لسان، من أن جامعة صنعاء وفي ظل الهدنة مع (العطوان)، وهي في محراب العلم جاهزة للمواجهة، وهي متهيئة وتناقش الرسائل العلمية، بحمل الجنبية والسلاح الآلي للطالب والمناقشين، على حد سوى، لا فرق!،قلت اتضح أن الطالب هو مستشاراً ثقافياً لرئيس الجامعة!؛ أهذا هو مستشارك زميلي القاسم؟!؛ وعينته بالمخالفة للقانون!؛ هل بذمتك بمثل مظهره المقزز في مناقشة علمية ستحقق النهوض يا أيها القاسم؟!؛ والقاسم هو رئيس الجامعة،  وهو من أدّعي أنه يسعى  للجودة والتجويد، ومن مركز الجودة تأتيكم هذه المناقشة بالزي الشعبي والسلاح الابيض والكلاشنكوف.. جودة ما بعدها جودة،  تضاف للرسائل العلمية لآل البيت، ولملازم حسين بدر الدين، وللمؤتمرات الحوثية الجامعية، بشان الصرخة وأثرها على مستقبل اليمن والعالم، والتي عقدت بجامعة صنعاء، !  طالب الماجستير يبدو أنه من العيار الثقيل، فهو مجاهد كبير، وعالِم جُعَبْ، وإلا لما كانت له هذه الحظوة، وهذه الأهمية وهذا الدعس لقانون الجامعات وأعرافها المعتبرة، وللأنظمة واللوائح، واستثنائه منها جميعاً، هو مستشار لرئيس الجامعة بقلمه يستطيع ان يوافق أو يلغي اية رسالة أو اطروحة أو بحث علمي،  ولجهله فالإلغاء هو الاحتمال الأكبر للرسائل العلمية والاطروحات!؛ رغم أنه هو، لم يكون موفقاً بالعنوان، فالعنوان طويل، فرسالته موسومة بـــــ" الآلئ الفرائد وجواهر الفوائد وبغية الطالب وضالة الناشد في الرد على الفقيه المقبلي ومن ضاهاه.. للإمام محمد بن عبدالله الوزير …من بداية المخطوط الى نهاية اللوح 112  دراسة وتحقيق"،  طويل جداً! ولربما باقي المخطوط لو قدّر وعمّر الحوثين سيكون موضوعه للدكتوراه! طالب الماجستير هذا، هو فائز علي بطاح، المستشار الثقافي لجامعة صنعاء، الوكيل المساعد لشؤون التعليم بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة الانقلاب ؛ يناقش رسالته بجامعة صنعاء.. والحقيقة أنه كان له حضور لافت! في قاعة المناقشة بجنبيته وثوبه وسلاحه، كقائد في جبهة وليس كباحث علمي في قاعة، ذهب إلى جامعة صنعاء ليدافع عن صحة رسالته وبيده القلم، وعلى كتفه سلاح الكلاشنكوف.. مناقشة علنية لرسالة علمية، لكنها في الأصل والأساس هي مناقشة دعائية للحوثي ومشرفيه، ووزنهم ليس العلم، إنما الهنجمة والقوة واشهار السلاح والاستهتار بالعلم  وعدم احترام الحرم الجامعي؛ وفي مناقشة علمية علنية في قاعة دراسية مفتوحة، ينتزع البطاح شهادة الماجستير والامتياز بسلاحه، كما ينتزع المحقق الاعتراف من بريء في معتقله!!؛ أما تسلح المناقشين، فلا تستغربوا ايضاً، فالدكتور/ محمد المأخذي، لديه سوابق في حمل السلاح واستخدم القوة داخل الجامعة، وفي كلية الآداب تحديداً، فكما تعلمون أن نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء كانت أول الرافضين لانقلاب الحوثي وتغييراته في الجامعة، وأضربت، وأعتصمت، وأقامت فعاليات، وأظنكم لا زلتم تذكرون الاعتداء الهمجي الوحشي الشهير من قبل المأخذي على المناضلة النقابية الدكتوراه/ فاتن عبده محمد ، وذاته، أشهر مسدسه على رئيس نقابتنا المناضل الصلب الدكتور/محمد الظاهري، داخل حرم كلية الآداب، تحديداً في البوابة الشمالية.. لولا لطف الله، لحصلت جريمة من استخدام السلاح في الحرم الجامعي من قبل دكتور على دكتور.. فيا سبحان الله.. أين وصلت جامعتنا التي نحب؟!؛ ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..   معلوم أن سلاح التلميذ هو الكتاب، والباحث اطروحته او رسالته، وفي امتحانات الثانوية كان الطلاب يستعينون بسلاح التلميذ "سؤال وجواب"، ولم يعرفوا أن الحوثي قد اختراع سلاحاً للتلميذ جديد، هو الجنبية والكلاشنكوف!، فمن الطبيعي والحالة هذه،  أن يمنح هذا الطالب المسلح (( امتياز))، و ((التوصية)) بطباعة رسالته وتبادلها مع الجامعات..!؛ البطاح هذا.. يبدوا  أن السيرة الذاتية حقه قوية جداً في دعم ورفد الجبهات، ومعدّ ليكون شيء مهم، فقد ترونه يـجلـــس بــكــرســـــي " القاسم" أو "حازب" أو "حبتور" قريبا!؛ ولا تندهشوا كذلك إن مُنح  محمد علي الحوثي رسالة ماجستير مماثلة أو حتى  اطروحة دكتوراه تتناسب مع موقعه وقوته، وبخاصة وهو صديق قوي وداعم القاسم!؛ ولا تراهنوا على التعليم والبحث العلمي في بالبلاد، إذا كان في دولة الحوثي  وزير التعليم والبحث العلمي شيخاً، فكل ما يجري تحته، تفاصيل! لا سامحك الله، أيها الزميل القاسم، لقد بطحت الجامعة بطحاً، ببطاح! لا سامحك وقد هويت بالجامعة وسمعتها بهذه الفعلة الشنيعة إلى قاع الجامعات! وخاب أملك إن كنت تسعى للحفاظ على الجامعة في سلم الجامعات المشهورة والمعروفة؛ فلا تستطيع تغالط العالم بعد هذه المناقشة، من أن الجودة والبحث العلمي في جامعة صنعاء في  تحسن مستمر وفي ازدياد ملحوظ! فليس ما تناولته مواقع التواصل الاجتماعي للعالم، طبيعي وعادي،  فالمناقشة العلمية بسلاح هي الأولى في العالم تحصل، ولكن من اليمن وفي جامعة صنعاء!؛ هذا السلوك سيعيد جامعات صنعاء إلى الوراء لعقود مع كل آسف.. أوقعت الجامعة ووقعت.. فإن كنت لا تزال تريد الحفاظ على الجامعة، ولا زالت لك حظوة، فترجّى جماعتك أن يجنبوا التسيس والتعبئة والتحشيد والتمذهب بجامعة صنعاء، قول لهم اتركوا جامعة صنعاء، فهي جامعة كل اليمن، اتركوها تعمل بقوانينها ولوائحها وأعرافها؛ واذهبوا اعملوا لكم جامعات على مقاسكم وتفصيلاتكم.. فإن قبلوا بذلك تكون انقذت نفسك وسمعتك والجامعة، فأعيد إليها البهاء والنقاء، واحترام حرمها وأعرافها !؛ وإن رفضوا، فقدم استقالتك أشرف لك، بعد هذه الفضيحة، نصيحة من زميل لزميل عرفه عن قرب، حيث تزاملا معاً بمجلس الجامعة، وكان مواقفه بالعكس تماماً من  المشاهد حالياً بالجامعة !

الحجر الصحفي في زمن الحوثي