الاحتفال بالعيد الـ 33 هذا العام مختلف!!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢١ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٠٧:٠٨ مساءً

يحلّ علينا العيد الثالث والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية غداً الاثنين،  في الثاني والعشرين من مايو المجيد!؛ مختلف تماماً عن الاعوام الماضية، بل ينبغي ان يكون مختلف بما يوازي أو يفوق حجم المؤامرة المكرسة لتفتيت اليمن الارض ولإنسان، ينبغي على كل مستوى ومؤسسة و كل الشرائح والمهن أن تعبر عن ولائها للجمهورية اليمنية، أن تقول لأولئك النفر أن اليمن أكبر منكم ومن مخططاتكم ومن ورائكم،  ومن أن الجمهورية اليمنية هذا المنجز العظيم  لم ولن يمس، على كل القرى ان تحتقل وتنصر بالعيد الثالث والثلاثين لقيام الجمهورية اليمنية!؛ وإلى اولئك الذين يتنصلون عن تاريخ أبائهم القادة الأوائل وعن مواقفهم، ويسيرون بالاتجاه المعاكس تماماً، أذكرهم لعلّ وعسى يصحى ضمير بعضهم فيوقف المهزلة التي تحري بجنوب الجمهورية اليمنية بدعمهم ومدرعاتهم المهداة أو المؤجرة!؛ أريد ان اذكرهم بما قاله عام 1990 الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث قال "  الوحدة اليمنية تمثل دعما للاستقرار في المنطقة وإضافة إلى رصيد القوة العربية على امتداد العالم العربي وبداية مرحلة جديدة لتضامن عربي ووحدة عربية نحن في أمس الحاجة إليها"؛  أتدركون معنى هذا الكلام أم تحتاجون للتوضيح؟!  اتمنى انكم مدركين ولن تكونوا منفصمين أو منقطعين!  وللشقيقة الكبرى أقول؛ لم اجد أبلغ مما قاله السياسي السعودي المحلل والباحث علي العريشي، حين قال أن مفاجآت كبرى تنتظر دعاة تقسيم اليمن وداعميهم "شراىح البيتزا السلع واللوجستك" والذي بقي في عدن 128عام  ويرغب بالعودة إلبها بالشماغ والعقال.. كلام ما بعده كلام، وأحيل تساؤلاته المهمة لقادة المملكة للرد الفعلي بالميدان عليها؛ فقد ختم تغريدته بتساؤلات  أبرزها:  "من الذي عمل على إفشال اتفاق الرياض 1 والرياض 2.؟ ، ومن الذي رفض دمج القوات تحت مظلة وزارة الدفاع.؟، ومن الذي يحارب الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن؟ ، ومن الذي عمل مؤخراً على إفشال اتفاق نقل السلطة، وقام بتمزيق المجلس الرئاسي؟، من الذي يعمل ضد خطط المملكة لتحقيق توافق يمني-يمني؟"  اعود الى الاحتفال والاحتفاء بقيام الجمهورية اليمنية، التي قامت بشكل سلمي وبإرادة رسمية وشعبية غير مسبوقة، وبتضحيات الوطنيين الاحرار، فقد تمّ الوصول بين نظاميّ صنعاء وعدن إلى اتفاقية الوحدة، ومن ثم إعلان الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو الأغر من العام 1990؛ وبذلك أقفل الحديث عن فك الارتباط  أو الحق بالارتداد مرّة أخرى؛ وأنتهى العمل وللأبد بنظام أي من الجمهورية العربية اليمنية أو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، حتى من يريد الانفصال "حائرا عنه نقول"؛ فهو حائر وتائه، ولم يحسم اسم الدولة التي سينشئها بعد.. أرأيتم مثل هكذا عبث؟!؛ فقد أعلن الاخ الزبيدي ذلك من حضرموت يوم امس، قاصداً إغراء الحضارم بأن أحد الاسماء الدولة التي لم تخلق بعد؛  باسم "دولة حضرموت"، حيث قال أن مجلسه الانتقالي طارح ثلاث خيارات للدولة الجديدة؛ الجنوب العربي، ودولة حضرموت، وجمهورية اليمن!؛ الآن لديك خيارات ثلاث، وانت من ازعجت الدنيا، جنوب،  يا جنوب، الجنوب، وبهذا الخيار طيرت ابوه الجنوب  لبريطانيا وابوظبي،  فالتسمية اصلاً للجنوب العربي منبتها بريطانيا، وفي تعريفها للجنوب العربي  او اتحاد الجنوب العربي ما كان مستعمرة عدن، والمحميات الغربية التي أصبحت فيما بعد "محافظات شبوة وأبين ولحج"، وبالتالي إذا اخترت هذا الاسم، فما دخل حضرموت به؟!؛ فهو لا يمثلها؟!؛ أما لو اخترت اسم الدولة، بدولة حضرموت، وطبعا حسب تعريف بريطانيا، فحضرموت محميتان(( السلطنة القعيطية" حضرموت الساحل". السلطنة الكثيرية "حضرموت الصحراء".. فإذا ما توحدتا فما دخل باقي المحافظات في جنوب اليمن بها؟!؛ فهذا اسم يخص حضرموت لوحدها؛ أعلمك أن الشعب اليمني خياره واحد ووحيد، اليمن أولاً وأخيراً؛ وما دام أحد خياراتك جمهورية اليمن، فتحت حكمك الآن كل الجمهورية اليمنية، احكمها من المهرة إلى صعدة، ولا أحد سيعترض عليك، المهم بس حُكم يَقُطّ المسمار، أعطي للناس حقوقهم، وما يكون حكمك  عنصري، وبس!؛ نحن نحتفل بقيام جمهوريتنا، وولائنا للجمهورية اليمنية ولا شيء غير ذلك؛ والجمهورية اليمنية هي الدولة القائمة والمعترف بها دولياً، أما شعبياً، فالشعب قد أيد قيامها، وبارك خطواتها، واستفتى على دستورها، وصوت في انتخاباتها، وأقر بأخطاء من قادوها، وتوافق على  معالجة قضاياها، حيث مؤتمر الحوار للوطني الشامل اعتبر القضية الجنوبية هي القضية الأولى والرئيسة التي تحتاج للمعالجة والحل، وها هو رئيس مجلس القيادة الرئاسي بدأ يُنفذ ذلك!؛ .. جمهوريتنا الفتية حماها الله، عمرها الآن( 33) سنه؛  ومن يريد إرجاع عجلة التاريخ للوراء إلى ما قبل عام 1990، نقول له ليس بهذه البساطة يفك الارتباط، فالوحدة ليست هدية أو منّة من أحد، إنها ارادة شعب ناضل من أجل تحقيقها عقود من الزمن، فهي نضال وطني مستمر، وهي تجسيد لتضحيات شعب بأكمله، وهي تحقيق للهدف الخامس من ثورة سبتمبر المجيدة!؛ وهي كذلك في أهداف الرابع عشر من اكتوبر الخالدة، وبقيامها زكيّت ووثقت في الأمم المتحدة والجامعة العربية، وكل التكتلات والدول. نقطة من أول السطر!؛  أقول هذا الكلام وهناك تصريحات من سفراء بريطانين ،  تغري الانتقالي على الاستمرار بالتهيئة للانفصال ومن طرفه لوحده.. إن استمرار التشويش على استعادة الجمهورية اليمنية، والمطالبة بفك الارتباط في ظل حرب داخلية وتدخل خارجي اقليمي ودولي يعد خيانة!؛ فمن يسعى لفك الارتباط،  فإنه يسعى لنصرة الحوثي المنقلب،  ولإحداث أذى في المجتمع، ولإحداث مشكلات وخلق بؤر توتر وعدم استقرار داخل الجمهورية اليمنية، ينبغي عليه التوقف خدمة له، ولليمن، ودولته واستقراره ونماءه!؛ غير أني أتسأل: هل يحق تشكيل خارطة تقسيم لبلد اثناء الحرب؟!؛ لا يحق لكائن من كان سواء أكانت هناك حروب او استقرار أن يقرر نيابة عن  الشعب احد،  مصيره ومستقبله السياسي والاجتماعي والاقتصادي،  فكل المواثيق الدولية تحرم وتجرم التدخل في شؤون الدول الداخلية، ولذا ننصح حاملة القلم وكاتبة قرارات مجلس الأمن بشأن اليمن أن تتوقف عن التلميح أو التصريح، بأنه سيكون في المستقبل التفكير بجدية في تحديد إطار مستقل يعالج ويحدد المستقبل السياسي لجزء جغرافي محدد من أراضي الجمهورية اليمنية!؛  إن اليمن يعيش وضعا غير مستقرا، حرب داخلية،  وتدخل اقليمي، ووصاية أممية!؛ وعلى مجلس الامن ودوله الحفاظ على مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية لليمن، وعدم المساس بمبدأ السيادة للدولة الشرعية ، إذ أن السيادة تنطوي على نقطتين رئيسيتين، أوالها داخلية من خلال سلطة التعيين، والتصرف في تنظيم سلطاتها التشريعية والإدارية والقضائية وإدارة مرافقها العامة والخاصة؛ وثانيها؛ من خلال تحديد علاقاتها بسائر الدول الأخرى، كبناء العلاقات الدبلوماسية المختلفة.. هنا السيادة فقط للسلطة الشرعية اليمنية،  ولا ينبغي فرض ضغوط عليها للتنازل عن أي شيء سيادي لصالح جماعة منقلبة او متمردة  خارجة عن القانون وتستخدم وتحمل السلاح المناط بحمله واستخدامه حصراً للجيش الوطني اليمني!؛ … تهانينا للشعب اليمني بهذا اليوم العظيم وللقيادة الشرعية التي تفتخر به وتحتفي به وتدافع عنه. وكل عام والشعب اليمني إلى خير..  #تحيا_الجمهورية_اليمنية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي