الرئيس "يلملم" دولة.. والانتقالي "يشوّش" حوله؟!

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٩ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٣٤ صباحاً

غرد عبد الملك العجري، القيادي الحوثي، على الرئيس العليمي بما لا يليق ذكره، غير أن  هذا الناقص بتغريدته  شهادة  كما قال المتنبي " وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ.. فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ"؛  فحضور الدكتور رشاد الطاغي والفاعل أزعجهم.. هم كانوا يريدون الدكتور رشاد أن يتوارى على الانظار، لكنه حاضراً، وحضور مشرف وفاعل ومؤثر؛ فهو يحاول بكل ما يستطيع أن يني علاقات ندية مع الدول، وأن يبني مؤسسات، لدولة أبتلعها الحوثي..  غير أنه كل ما يتقدم خطوة بهذا الاتجاه، تجد الانتقالي يسبقه بخطوات مغايرة، لمصلحة من يعمل الانتقالي؟!  ولماذا لا يوحد جهوده مع رئيس مجلس القيادة بحسب اتفاق الرياض واحد واثنين والمشاورات اليمنية-اليمنية، واعلان نقل السلطة، حتى يتم انهاء  الانقلاب واستعادة الجمهورية اليمنية!؛ بعدها كل يعود لموقفه، وليتحاور الجميع ويتوافقوا على الأصلح والأفضل،  للصالح العام!؛ أما الآن،  فعلى الجميع، استقطاب الجميع لمهمة استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، وهذا التشظي الحاصل؛ لا لتفكيك مجلس القيادة الرئاسي والحاق اعضائه كنواب لرئيس لانتقالي بدلاً من نواب رئيس الجمهورية(نواب رئيس الدولة)، ما هذا الاستقطاب الفاشل، وما هذا القبول البخس؟!؛ الزبيدي يستقبل الصبيحي الوحدوي لمحاولة ضمه الى مجلسه، والرئيس يستقبله هو وفيصل رجب كأبطال، وكأيقونة للحرية وللكرامة وللوحدة  وللجمهورية وللدولة، ويكرمهم بمرافقته إلى قمّة جدّة، ليعرف  القادة الاشقاء العرب كم أن الحوثين يمارسون الارهاب والاعتقال والاخفاء القسري لعامة الناس وخاصتهم!؛ الرئيس يعالج أوضاع المبعدين من وظائفهم والانتقالي يقلل من الخطوة ويسخر منها،  ويصر على استمراره في تسويق مشاورات وميثاق للانفصال، الرئيس يهاتفه رئيس قبائل حضرموت ليؤكد له على بقاء حضرموت وفية للدولة، للاستقرار؛ والانتقالي ورئيسه بدل من مرافقة الرئيس لقمة جدّة يطير للمكلا ليدخلها في دوامة الصراع وهي الآمنة المستقرة؛ الرئيس يلتقي سفراء الدول الاوروبية ويحثهم على الضغط على الحوثي لجلبه للسلام؛  والانتقالي يلتقيهم ويحثهم على فصل قضية الجنوب في مسار مستقل لتحديد  مستقبلها السياسي بمعزل عن اليمن.. ما هذا التشويش؟! اليوم الرئيس بجدّة لحضور قمّه جدّة العربية،  لانتزاع فقرة في بيان القمة لاعتبار الحوثي منظمة ارهابية ينبغي مكافحته وانهاء انقلابه بدعم عربي، والزبيدي طار ليعقد اجتماع للجمعية الوطنية لمجلسه في  المكلا يوم اعلان البيض للانفصال في الوحد والعشرين من مايو عشية الذكرى الثلاثة والثلاثين لإعادة الوحدة اليمنية.. مطلوب يا سيادة  الرئيس أن تحضر القمة وتعود لعدن للاحتفال مع شعبك  بالذكرى الثالثة والثلاثين للوحدة اليمنية وكل عام والجميع بألف خير واليمن إلى امن واستقرار وتماسك، وأن يزيل ربي الانقلاب! أسال من الله ان يلهم رئيس مجلس القيادة الحكمة والبصيرة للتغلب على هذا التشويش، وأن يوفقه لاستعادة الدولة وبناء المؤسسات التي بدأ فعلاً يوجدها .. كما اسأل من الله ايضاً أن يلهم الانتقالي ورئيسه الصواب، والعمل معا لإنهاء الانقلاب،  وبناء دولة المواطنة بالحوار ومن دون احتراب! وجمعة مباركة على الجميع!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي