اشقاؤنا السودانيون خذوا من حالنا عِبْرة

محمد مقبل الحميري
الاثنين ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٣ الساعة ٠٧:٣٠ مساءً

رغم الشتات الذي نحن اليمنيون فيه ورغم الخراب والدمار الذي حل بنا ، إلا اننا نجد انفسنا نتألم كثيرا لما يحصل مع اخواننا السودانيين من فتنة واشعال الحرب.

السودانيون من اطيب الشعوب على هذه الأرض ، وعلاقاتنا نحن اليمنيون معهم ضاربة في عمق الزمن وفي ضمير التاريخ  بخصوصيتها وتميزها  ، تتصف بالحب وبالود الصادق والمشاعر الجياشة والإخاء المتميز ، نألفهم ويألفونا بتلقائية بفطرة الانسان النقي دون تكلف ،،

كم نتمنى ان يتجاوزوا محنتهم ونقول لهم خذوا من حالنا عبرة ، والعاقل من اتعض بغيره. حرام ما يحل بهذا الشعب سُمْر البِشرة بيض القلوب.

نناشد قادة السودان المتصارعين ان يتقوا الله في شعبهم ولا يكونوا اداة رخيصة للأيادي الخارجية التي تريد تدمير السودان وتمزيق نسيجه الاجتماعي.

التآمر على هذه الأمة كبير ، واصحبت الايادي الخارجية التي تعبث بأمتنا واضحة وغير خفية وللاسف الشديد وجدت عناصر رخيصة من ابناء جلدتنا تطيعها بمهانة وتنفذ اجندتها بحقارة ، واصبح الداعِم للأطراف المتصارعة من الجهات نفسها يدعم كل الأطراف سواء بسواء حتى لا يحسم احدهم المعركة كي يستمر النزيف ، والمستفيد الوحيد من هذه الصراعات الدامية هم اعداء هذه الأمة وفي مقدمتهم ايران واسرائيل ، فالمشروع الفارسي اصبح يشعر أن حلمه قريب التحقق وبأيدي عربية دون ان تكلفة عناء أو مشقة أو كلفة .

أول مقال كتبته في حياتي كتبته كان عن السودان بالأخص عن جنوب السودان في الثمانينات تحت عنوان ‘استيقضوا ياعرب’ ونشرته في صحيفة الراية القطرية في صفحة المنبر الحر ، لأني في تلك الفترة زرت جنوب السودان مع بعض زملائي من الطلاب الخليجيين الذين كانوا يدرسون في جامعة قطر ، وشاهدنا كيف الحملات التبشيرية نشطة في جوبا عاصمة الجنوب وفي مختلف المناطق مع غياب تام لأي نشاط عربي ، وتنبأت في مقالي بأن جنوب السودان سيذهب الى اتجاه آخر بسسب تفريطنا واهمالنا له.

واليوم اعيد هذه الصرخة ولكن بصورة اكثر خطورة فأقول “استيقضوا ياعرب فكيانكم كله مهدد وما يحل في جارك سيصبح في دارك ان لم نتدارك الامر وبصورة عربية جماعية تستشعر الخطر المحدق ، وتوحد الصف والكلمة دفاعا عن وجود اصبح مهددا.

اللهم ألْهِمْ قادة هذه الأمة رُشْدهم ووحد كلمتهم ، واخذل اعداءنا واعداءهم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي