مآسي الهروب ثم العودة

د. محمد شداد
الاربعاء ، ٠٨ مارس ٢٠٢٣ الساعة ٠٦:٤٣ مساءً

قالوها بوضوح ودون مواربة ومازالو الجغرافيا التاريخية التي لنا أصبحت بأيدينا، فلم يذهب القول إلى الجبال والشوارع والسهول بل يدركون المقولة، أي الجغرافيا وما تحمل من خيرٍ وبشر، شيعتنا كما قالها المحطوري في مقابلة له مع المبدع عارف الصرمي سنحان شيعتنا سنحاااان!! وهم على قمة السلطة وأسياد الجمهورية حينها ولو كان يعلم إخلاصهم  وإيمانهم لها لما قالها.. قالها نكراناً للفضل ولما أغدقه عليهم النظام الجمهوري جميعهم بل وميزهم بالوظائف الحساسة والغنية على باقي فئات الشعب ومناضليه.  تخادم الطرفان ملياً ولا زالت آثار الهيمنة تسري في عروق الضحايا وأصحاب دعوى الحق الإلهي رأينا انفلات زمام الحرس الجمهوري من يد المؤسس له وانسياقه مع الموجه الجهوية وتمرد الملصي ورفاقه ورفضهم لأوامر قادتهم واتِّباع الطارئين، لأنه لم يتربَّ على مبادئ الوطنية والجمهورية ما جعلهم لقمة سهلة حُذفت مادة التربية الوطنية من المناهج الدراسية ولم تقم قنوات التوجيه المعنوي بدورها والإعلام الرسمي  بكل وسائله على ترسيخ قيم الدولة والثورة والجمهورية لم يتفقه الناس بأمر الواجب الوطني عبر ما تقدم برغم ضخامة الانفاق عليها ومكنتها المادية ولم تُدرس أهمية التضحية حصرياً في سبيل الوطن والكفر بالداعي القبلي أو السلالي المذهبي الجهوي أو البرجماتي الزائل..

رأينا سائلة البخيتي تستقبل بعض من كانوا معهم من الحرس ثم فروا إلى الساحل ثم عادوا أفراداً وقادةً إليها مرةً أخرى، واليوم يهرب المذيعون من قناة اليمن اليوم والذين كانوا بالأمس حلفاء المسيرة عوداً إلى السائلة ليستقبلهم البخيتي مرحباً بالعودة إلى أحضان الوطن! ولا ندري ما تعريف الوطن وفلسفته عندهم أجمعين !!؟  وما تعريفهم للكهنوت والنظام الجمهوري والحرية والديموقراطية؟ وتعريفهم لكل اليمن المحرر بكل شعبه ورجاله وسهوله وما حكم العائدين إليه؟!  أم أنه كما يتقيأ البعض وينعته بالعمالة والاحتلال؟. إنها المهزلة السياسية والوطنية والفكرية بكل عاهاتها وأبعادها وإنه الجهل ببشاعته وأنيابه المغروسة في عقول البعض قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بدعمٍ مصريٍ كامل خذلناهم نسينا معروفهم وكلما سمعت أحد المصريين يندب قتلاهم وورطتهم  كما يفسرها البعض في دعم الثورة اليمنية ضد أيام القيامة والليل الدامس، نشعر بالأسى والخجل معاً … وقفوا ضد الثورة وحاربوها حينها واليوم عند الشعور بفقدان المصلحة تآمروا عليها بعيداً عن قيم الوفاء، أريد منها أن تكون كجمعية خيرية فحسب بقرة تحلب إما أن تصرف وترضع وتُنتهب وإما الجحيم..   الحفر المعرفي والعلمي والثقافي في العقول الفارغة والكسولة  يجب أن يستمر وأن يتواصل الحرث والغراس الوطني الجمهوري، والتحيز إلى صف الوطن وكل الشعب وتشخيص أعطاب الأمة اليمنية من الداخل والوقوف على أسباب ظواهر الصراع المستدام، من المنظور الديني والوطني الخالص، والعمل على تحويل الأفكار إلى واقعٍ عمليٍ ملموس وهجر الشعارات ونسف بذور التنافر والكُره وإسناد الأمر إلى من لديه القدرة والاستعداد لاحتضان الأمة وأن يكون خادماً للجميع دون تمييز على أساس..  لا تلم قادتنا إن ظلموا***ولُمِ الشعب الذي أعطى الزماما

الحجر الصحفي في زمن الحوثي