أصبحنا في مرحلة قاتمة، ولم تعد قابلة لمزيد من التعقيدات والمساومات والمكايدات والأحقاد السياسية، مرحلة مليئة بالتمزق والانهيار لأركان الدولة، ومَنْ سيرسي دعائم الدولة هو من سيكسب الرهان وسيلتف حوله اليمنيين التواقين للقانون والنظام وإرساء مبادئ الوطن فوق الجميع. التواقين للأمن وللدولة، التي غابت وسط همجية الرصاص والبارود طيلة سنوات الحرب.
لم يعد الوطن يحتمل مزيداً من الانقسامات وتهتك أركانه .. و لم يعد المواطن البائس يحتمل مزيدًا من الفقر والموت؛ ضاقت الأرض بما رحبت أمامنا،وصرنا غرباء في بلادنا، مشردين و قتلى وانهارت البنية التحتية لكل شيء. لم يبق لليمنيين إلا أن ينتصروا لبلدهم ويعودوا لأصلهم ،حكماء، ويغلبون مصلحة وطنهم ويلتفون جميعًا حول الجمهورية والديمقراطية ؛للخروج من هذا النفق المعتم.
فثمة رجال أوفياء،رجال دولة قادرون على ارساء هذه القيم الوطنية ،والاجتماع تحت راية اليمن للجميع بتوحيد الصف اليمني والجمهوري تحت كلمة سواء ،ونشر قيم الحق والمساواة والعدالة من جديد . لا شيء مستحيل طالما لملمة جراح كل الأرض اليمنية سيكون نصب أعيننا وأعينهم وعودته كما كان، وأفضل، هو ما سيجعل الجميع ينسون أحقادهم ويسمون فوق جراحاتهم ويبدأون من جديد للبناء والنماء والاستقرار المنشود.
وما يحدث في مدينة المخا لهو البداية للقادم الجميل الذي ينشده المواطن، فالدولة حضرت هناك والبنية التحتية ارتفعت بمشاريعها، وقبول الآخر ودمجه بين المجتمع دون تفرقه، وانتصار حقيقي للديمقراطية ولدولة القانون. رجال كهؤلاء سيعيدون للدولة هيبتها ووجودها بالقوة الكاسحة لردع العابثين لأن القوة هنا مشروعة للنجاة بالوطن ، وأيضاً لتعيد لليمنين الأمان والطمأنينة في النفس والروح والعرض والبدن،حينها فقط تعود دولتنا قوية يهابها الجميع ويصبح لنا وطن نتباهى به حاضرا ومستقبلا.، وقد أثبتت أحداث ثمان سنوات عجز الغريب عن حل أزماتنا وكوارثنا ولن تنفرج إلا بسواعد يمنية وعقول يمنية وحكمة يمانية ،وغدا سنتفس الصباح.
-->