ملاحظات سريعة حول "إحاطة" المبعوث الأممي لمجلس الأمن يوم أمس!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ١١:٢١ مساءً

يا مبعوثنا الاممي الأمور طيبة بهدنك أو بدونها، فما كان يحصل قبل الهدنة؛ حصل اثنائها، ويحصل بعد انتهائها؛ والأمور عوافي!؛فلماذا تحاول تؤكشن الأمور بإحاطتك؟ !؛

قلت يوم الثلاثاء 22/11/2022 م، في احاطتك إلى مجلس الأمن الذي اتعقد لدراسة الحالة اليمنية، من انك ستقدم لمحة عامة حول الوضع في اليمن بعد انتهاء الهدنة في 2 تشرين الأول/أكتوبر، وسقدم إيجاز عن جهود الوساطة المبذولة حالياً وسبل المضي قدماً.. هدنة انتهت منذ سبعة أسابيع كما قلت، ولا يزال  المطار مفتوح وشغال، والوقود يصل للحوثي عبر الحديدة؛ والحوثيون مستمرون بتهديد السفن والملاحة البحرية والموانئ اليمنية؛ والحكومة كعادتها صابرة ومحتسبة وضابطة لنفسها! وتهدد فقط، إن صبرها قد ينفد، وقد تتخذ إجراءات، لكنها استجابة لك وللدول العظمى والمجتمع الدولي لم تقدم على ذلك بعد!؛ واتخيل معي أن قراراعتماد الحوثي منظمة إرهابية من قبلها؛ قد حفز الحوثة لمحاكمة رموز قيادة الشرعية  وحتى الامريكان والحكم عليهم بالإعدام، بسبب الخيانة العظمى والعمالة، وليس العكس؟!؛ ماذا تريد أكثر من هذا يا هذا؟!  واله ما اوردته في احاطتك من تناقضات، كفيل لإثبات فشلك في مهمتك، ويجعل المحب لك والتراثي لحالك، ينصحك  بتقديم استقالاتك قبل خلعك من قبل الحوثين، وليس قطعاً  من قبل الشرعية!  وكما قلت انه خلال  سبعة أسابيع منذ انتهاء الهدنة الشاملة التي أُبرمَت بوساطة من قبلكم، أي من قبل الأمم المتحدة في اليمن، لم يشهد نشوب الحرب،؛ فما اوردته في احاطتك من استهداف لتعز  ومارب والموانئ ليست حرب؛ فما هو تعريفك للحرب إذاً؟!؛ حيث اعتبرت ما حصل حوادث مقلقة فقط!!؛  ثم استدركت لتنفي ما قلته لتوك؛ فقلت أنه في الأسابيع المنصرمة، نفَّذ الحوثيون هجمات على محطات وموانئ نفطية في محافظتي حضرموت وشبوة بهدف حرمان الحكومة اليمنية من مصدر إيراداتها الرئيسي من تصدير النفط؟!؛ اسمح لي أتوقف عند  الفقرة  السابقة قليلاً؛ ما قلته يوحى بأنك، كأنك تبارك عمليات الحوثي الإرهابية وتطالب بالمزيد، بل وتحرض وتطلب من الحوثين الاستمرار في هجماتهم؛ طالما والضرر معني به الحكومة اليمنية وليس عموم الشعب اليمني، وموظفي الجمهورية اليمنية على وجه خاص ؟؟!؛ ..  ثم رحت في خيالك بعيدا جدا، وانت تثوغ الإحاطة لم تراجع ابداً  تقارير الأمم المتحدة التي تؤكد انهيار الاقتصاد اليمني وبلوغ المجاعة الذروة والفقر المدفع مداه، وأن اكثر من ٢٢ مليون يمني بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية؛ فقلت إن لهجمات الحوثي ، تداعيات اقتصادية كبيرة كان آخرها ما حدث يوم أمس في محطة الضبة في حضرموت. فالهجمات على البنى التحتية النفطية، والتهديدات التي تستهدف شركات النفط تقوّض في نهاية المطاف من رفاه الشعب اليمني!؛  أي ((رفاه للشعب اليمني )) يا استاذ؟!؛ تضحك على من؟!؛ على مجلس الأمن؟ أم على دول  العالم؟ أم على الحكومة اليمنية؟ أم ذكرك لذلك في احاطتك هو اشادة بالحوثي وفِعْلته؟! بصراحة احاطتك عجيبة غريبة متناقضة، متفائلة ومحبطة بآن!؛ أما الشعب اليمني فإحاطتك لا تنطلي عليه؛ لأنه ببساطة يتجرع الجوع كل ثانية، من قبل ضرب الحوثي ومن بعده؟!؛ ثم قلت ان الهجمات يترتب  عليها مخاطر زيادة التصعيدات العسكرية والاقتصادية على غرار ما شهدناه خلال حرب اليمن.. فهل حرب اليمن انتهت  مجرد استفسار؟ أخبرنا كذلك عن حرب اليمن التي انتهت كانت  بين من ومن يا سعادة السفير؟!؛  وكيف انتهت اذا تكرمت.. نريد تدلنا، كي نبشر اليمنيين حتى يفرحوا ويحتفلوا بهذه المناسبة العظيمة؛ حيث أصبحت في نظرك مضرب للأمثلة وعبرة من التاريخ ؟؛ وبالله عليك قول لنا لصالح  من  انتهت؟! وتنبيهك للحوثي بمحله؛ عندما خاطبته  بأسلوب مهذب؛ فنلهتهم إلى التعرف على القانون الإنساني الدولي؟! عندما نبهتهم من  ان هجماتهم، فبالإضافة إلى جانب خطر تصعيد العنف وتقويض جهود الوساطة الحالية، فإنَّ الهجمات التي تستهدف البنى التحتية المدنية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي.. وكنا نتأمل أيضا أن توضح لنا عناصر الوساطة الحالية! ومن القائمين عليها؟ وما موقف الأطراف منها؟؛ خصوصا الحوثين..  وجميل انك قلت أن الهجمات تتعارض مع القانون الإنساني الدولي؛ فما هي العقوبات في القانون الدولي إزاء هذه الأفعال إذا تكرمت؟؛ ثم ضيف عليها قائمة كبيرة من الانتهاكات التي رصدتها منظمتك الأممية صد الحوثي طوال السنين الماضية؛ فلربما إن فعلت!؛ ستهتدي لعمل توصية بعقوبة توازي تلك الجرائم والانتهاكات!؛ أو قد تجعلك تؤيد قرار الحكومة الشرعية بتصنيف الحوثين كمنظمة إرهابية!! أختم فأقول.. الوضع القائم  يمدد عمر الحوثة، ويضاعف من تهديدهم، و المواقف التي نراها  تجاههم محبطة وتقويهم، ويحتاج الأمر لرسائل عاجلة  للتحالف، ساحاول إرسالها في مشاركة قادمة بإذن الله..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي