طلب عاجل.. توفير "مشافي نفسية" في اليمن!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٠٥ اكتوبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٦:٠٨ مساءً

باختصار يا مجتمع دولي ويا رباعية ويا مركز سلمان ويا كل المهتمين بالشأن اليمني، خصوصا الإنساني منه.. ندعوكم ونستغيثكم بطلبنا العاجل هذا؛ وهو يسبق حقاً حمى الهُدن؛ فلا دوام لهدنة، ولا وصول لوقف حرب مالم يتم علاج من يحدثون الفوضى في اكثر مناطق اليمن، وفروا الادوية والعلاجات الضرورية لما لحق ببعض أبناء الشعب اليمني من امراض نفسية وعصبية وغيرها جراء الظروف التي لم يعيشها أي شعب في الدنيا كلها، واعتقد اننا بحاجة ماسة جداً لتوفير مصحات نفسية دائمة، ومطلوب ايضاً مستشفيات متنقلة ومطلوب دعم الكوادر والعيادات النفسية؛ حيث لا يمكن أن يتحقق السلام والأمن والاستقرار ووصول المساعدات لمستحقيها، والوصول الى سلام دائم وشامل، إلا بعد معالجة مسببات عدم تحقيقها؛ فاليمن صار أغلبنا يعيش حالات نفسية مركبة؛ ناتجة عن تشوه فكري وديني؛ وناتجة عن الصدمات والهزات والمعاناة الطويلة التي حصلت عليه، ولم يتم معالجة ازماته النفسية والسياسية والاقتصادية منذ أكثر من ثمان سنوات ولحد الآن!؛ وللتدليل على ما ذهبت إليه تعالوا معي لنتابع... إن أول الجنون نتج عندما أقدم الهالك حسين بدر الدين الحوثي في تكوين جماعة الحوثي، من  "الشباب المؤمن"، إلى " انصار الله" ؛وجنان (حسين الحوثي)، أنه ندعه له  شعار تحت تأثير "تخزينة قات":  "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام" ؛ شعار فضفاض، فلا هو وجماعته أماتوا الأمريكيين، ولا  اليهود والمستوطنين(الكيان الصهيوني)، ولا نصروا الإسلام، بل قتلوا الآلاف من المسلمين اليمنين؛ وبعد مقتله على يد الجيش اليمني، ظهر مرض نفسي آخر( صُرْعْ عند اتباعه)، فقال اتباعه أنه حي  يرزق ورفعه الله  الى السماء، وكثير منهم لا يزال معتقداً بذلك حتى اليوم أفلا يستحقون العلاج، لكي يحيوا ويحيا اليمانيون مما يجري عليهم؛ عبد الملك الحوثي هو زعيم الحركة الحوثية ويسمونه قائد الثورة وأنه الذي يسبق ظهور المهدي المنتظر، ويعتقدون أنهم سينتصرون على كل من يواجههم، فهم موعودون! انقلبوا وكذبوا وعاثوا؛ وظنوا بعد انقلابهم أنهم سيهزمون التحالف، وسيصلون الى الركن اليماني بمكة المكرمة وسيحجون بالبطاقة الشخصية وبالشيلات والزامل؛ عقيدتُهم في الإمامة، فهم يعتقدونَ أنَّ الإمامةَ كالنبوَّة، لا تكونُ إلَّا بالنصِّ مِن اللهِ على لسانِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، أي من البطنين، أي الحق الإلهي بالحكم حصراً عليهم وعلى سلالتهم؛ وهذا جنان ما بعده جنان؛ ليس عند قادة الجماعة فقط، وانما عند من يواليهم ايضاً، والجميع بحاجة لعلاج نفسي! وكذلك يعتقدون في العِصمة، والمهديِّ المنتظر، وبمعتقدهم الغبي ظهر مشعبين أخرين ادعى كل واحد فيهم انه المهدي المنتظر، فأحدهم تم اعتقاله من قبل الحوثين وعندما أراد مؤيديه ان يذهبوا لصعدة للتوسط لإطلاق سراحه، حبسوا جميعا من قبل الحوثي الذي يشعر بخطر مثل هذه الطلعات الشعوذية؛ حيث تجاوزوا الخط الأحمر، بترديدهم صرخة جديدة!؛ ثلاثون شخصا لحد الآن في مناطق سيطرة الحوثي ادعوا انهم ((المهدي المنتظر)) منذ سيطرة الحوثين على العاصمة وبعض المحافظات الأخرى؛ ويحكى أن اتباع بعضهم يصلون إلى عشرات الآلاف من المريدين والانصار؛ والمعلوم أن جنان أصحاب المذهب الشيعي الجعفري مسيطر على عقولهم منذ قرون، فهم يعتقدون أن المهدي هو الإمام الاثني عشر محمد بن الحسن العسكري الذي يقولون إنه غاب في القرن الثالث الهجري تقريباً وسيعود مجددا آخر الزمان؛ حتى المسيح الدجال له حظه في مناطق سيطرة الحوثي، فقد ادعى شاب من ذمار انه هو المسيح الدجال، اكتملت!؛ المهدي موجود والمسيح الدجال موجود والحوثي يتحكم ويملأ الدنيا ظلماً فماذا بد غير الاسراع بالعلاج والمستشفيات النفسية!.. وفي المقلب الأخر في مناطق الشرعية كذلك نتيجة لإطالة الحرب وانعدام الدخول نتيجة لقلة الإنتاج وظروف الناس المعيشية السيئة فقد وجدت القاعدة وتفرعاتها البيئة الخصبة لاستقطاب كثير من الناس المحبطين والمصدومين بالوضع القائم؛ ولا يخفاكم كذلك أمراض الحالمين بعودة التاريخ إلى الوراء؛ فجميع من ذكرت وغيرهم بحاجة ماسة إلى العلاج!؛  بعد ما استعرضنا لكم أيها المجتمع الدولي بعض امراضنا؛ فنناشدكم سرعة اعتماد الإمكانيات والمعدات للبدء الفوري بعلاج الحالات النفسية في اليمن؛ وعلاج بلاء التدين والأدعياء، وبلاء السلطة وكراسيها، وبلاء المناطقية وعنصريتها، وبلاء القبول بالعيش بلا راتب وبلا دولة وبلا قانون؛ وبلاء القبول بالأدعياء من قبل الكثير من الناس وأكثرهم يعلمون علم اليقين ان الادعياء كاذبون ومشعوذون.. نرجو الاستجابة السريعة للمطلب الملح الذي عرضناه!؛ ان كنتم حقا تريدون حل المعضلات اليمنية!؛ أما أنتم أيها الشعب اليمني العظيم؛ فالعلاج يبدأ من قبلكم، فالتسلح بالقيم والعادات والتقاليد اليمنية الاصيلة، والتزود بالمعرفة والاستقراء سلاح لا يضاهيه سلاح؛ فالحوثة يريدون التجهيل ليمرروا مثل هكذا خزعبلات على بعضكم، فتسلحوا بالوعي والعلم ولا تقبلوا هذه الخرافات ان تسري في مجتمعاتكم!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي