البحسني الذي عرفته عن قرب!

ماجد الداعري
الخميس ، ٠٤ أغسطس ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٣٢ صباحاً

 

بعد وصول اللواء الركن فرج البحسني، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي وقائد المنطقة العسكرية الثانية إلى العاصمة الحضرمية المكلا، بخير وسلام،قادما من السعودية وتهنئته لمحافظ حضرموت الجديد ودعوته للجميع للوقوف خلفه من أجل مصلحة حضرموت، تكون كل الإجراءات والمواقف التصعيدية له أو للانتقالي الجنوبي، قد توقفت وعادت الأمور إلى طبيعتها وعادت أيضا توافقات المجلس الرئاسي إلى سيرتها الأولى. 

غير أن موقف بعض المتشفين من قرار ازاحته المتوقعة من منصب محافظ حضرموت، موقف صعب ومحرج جدا، بعد أن تجاوزوا بفجورهم الشخصي ضده، كل أخلاق الخصومة وقيم الخلاف وأطر السياسة وصنعوا منه بعبعا هلاميا بتصويره إعلاميا بوحش عسكري كاسر باسط بأذرعه الأمنية والأسرية على كل شبر بحضرموت، ومتتبعا استخباراتيا خارقا لكل مفسبك حضرمي انتقده، بينما الحقيقة التي لمستها فيه عن قرب ويعرفها كل من اقترب حقيقة منه والشاهد الله على صدق ماأقول هنا، بكل قناعتي الشخصية المجردة- أن أبو سالمين ليس اكثر من مجرد قائد عسكري صنعته صدفة الاقدار وجعلته مرونته ومراوغاته السلطوية مع الجميع، حاكما مدنيا وعسكريا بحضرموت بالبركة طيلة الفترة الماضية التي أدار فيها أكبر وأهم محافظة يمنية بطريقة عفوية، وبأساليب فيها من الحكمة ما تحترمه لتجنيبه الحضارم كثير من ويلات وسيناريوهات الصراع، وفيها أيضا من التمسك بالمنصب مايجعلك تستغرب من سر استمراره ونجاحه طيلة قرابة سبع سنوات في استرضاء الجميع للابقاء عليه بمنصبين خلافا للقانون، وفي وقت هو أعجز - للحقيقة والأمانة - من الجمع بين المهمين.

ولذلك فقد كان من الطبيعي، أن تتخلل فترة إدارته لحضرموت، اخفاقات وسلبيات لا ينكرها حتى هو شخصيا، باعتباره بشر خطاء اولا. وشخصية عسكرية محدودة الخبرات الإدارية

ثانيا

وثالثا كونه وجد نفسه أمام وضع يفرض عليه القبول بكونه الأكثر توافقا ومراوغة وثقة من الجميع لتولي إدارة حضرموت اداريا عسكريا بعد أن كان له وآخرين، شرف تشكيل وقيادة قوات النخبة الحضرمية لتحرير ساحل حضرموت من قواعد القاعدة وأخواتها ومواجهة الكثير من التحديات التي واجهت حضرموت وأهلها وكان لها بالمرصاد، دون أن يتمكن العامة من الاطلاع عليها.

لكن الأهم يبقى حاليا في قدرات المحافظ البرلماني المؤتمري الموقر مبخوت بن ماضي في قيادة حضرموت وتجاوز اخفاقات البحسني الخدمية والانتقال بها إلى مكانتها التي ينبغي أن تنالها تنمويا وخدميا بعد أن ارتقى بها البحسني إلى مستوى التمثيل في الرئاسة وصناعة القرار لأول مرة منذ فاجعة الوحشة اليمنية الغير مباركة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي