الشيخ حمود..والمعركة الجانبية

د. محمد شداد
الثلاثاء ، ٢٦ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٠٧:٠٣ مساءً

في الوقت الذي فيه يُسفّه الشعب اليمن ويُطعن بشرفه وينتهك عرضه دون استثناء لأحد، من قبل رموز المتوردين ومايكتبه حسن علي العماد على صفحته في ذلك الشأن واضح وصريح، وفي الوقت الذي فيه تخترق القذائف الحوثية جدران البيوت لتصل إلى مراقد الأطفال لتذروهم ودماءهم على الحوائط تناسى البعض كل تلك الجرائم والمعركة الرئيسية التي يخوضها الشعب اليمني للتحرر من كارثة العصر واتجه إلى بوابة مقبرة الشهداء ليعمل منها مادة فسبوكية ويشغل بملهاته مساحات لو سخرها لخدمة الشعب المنهك لكانت أنجع وأنفع. لقد وصل ضرر الحاقدين سياسياً وحزبياً من أبناء تعز على إخوانهم ومحافظتهم الجريحة حد التشويه والتربص والترقب وكتابة التقارير للخارج وحتى التواطؤ مع ممارسات الحواشي والهوام ضد المحافظة والتشفي      إذا ما أصيب أحد المقاومين أو جرح له طفل أو هُدم له مسكن..

وتلك السجية التي جعلت البعض يطلق على أبناء تعز بالبياعين أي بياعي المواقف عمموا وحكموا على مليونية الشرفاء في المواقف والنضال من تعز من خلال بعض ممسوخي الحزبية، هناك من يقع ضحية ابتزاز في طفولته فتنموا معه عقدة الحقد على كل الفحول، حالة مشابهة تماماً لمن حورب حزبياً أو اضطُهِدَ في مراحل قمع النظام وهوامير المشيخة وكهنة الدين أصبحت عقدته روح تسري في حروفه وعباراته وكل مواقفه..

ما ضر تعز ليس الشيخ حمود المخلافي  بل هؤلاء بسبب مساحات الحرية وغياب سلطات العقاب، بات البعض يتجاوز حدود الأدب مع أنه لا عصمة لأحد من الأخطاء، وإن وضعت صورة الشيخ أو رسمها شخص مجاملةً أو استزادة في أجر المقاول، فمحوها غير مكلف واستبدال الصورة بصور أحد الشهداء من أقربائه الذين أصابتهم قناصات الحوثي اللعين، دفاعاً عن الثورة والجمهوريه أو أحد الشهداء الذين طارت ارواحهم إلى بارئها وهو في جبهات العزة والشرف ليس بعيد..

لم يكن الشيخ حمود بحاجة إلى بربجاندا، نعرفه ويعرفه الكثيرون من سنين الصبا الأولى لمراحل النضال ونعرف بساطته وتضحياته التي وصلت إلى أن اختطفت شقيقه وفلذة  كبده، فلم يعد بحاجه إلى صورة هنا أو رسمٍ هناك، لقد صار رسماً وصورة ذهنية في ذاكرة الجيل، ولن تنساه سجلات التاريخ كأحد الأقيال العظام وقادة المجتمع البارزين في الصف الوطني مترامي الأطراف، الذين وقفوا بحزم وصدوا بنحورهم كرة النار الحوثية التي تدحرجت من أعالي الجبال لتنتقمَ من كل جمهوريٍّ حرٍّ قال للطغيان لا قف عند حدك، وقف عندما تقاعس الكثيرون،  وتواروا عن المشهد عندما برز معيار عدم تكافؤ القوة بين العدو والمقاومة بل تلكأوا خوفاً من المواجهة والموت.. ما أوردته هنا للتوضيح والانصاف ولا هدف آخر من وراء ذلك إذ لابد من قول الحقيقة والدفاع عن رموز وأقيال الوطن واجب وطني قديمهم وحديثهم..

ضاقت مساحات الاتفاق وتوسعت مساحات الاختلاف عند اليمنيين خارج قيود المتوردين وذلك لسعة صدر الجمهورية وروادها والمدافعين عنها، غرقت صنعاء وباقي المدن والمحافظات التي ترزح تحت الاحتلال الفارسي وأذنابهم بصور الملالي والكهنة والمتوردين وصرخات الدجل والعنصرية والعرقية والطائفية والمذهبية ولم يجرؤ أحد على تعريتها وطمس معانيها سوى الأحرار في الداخل والخارج، أما أن يتجرأ أحد في شعب من شعاب السيطرة الحوثية على ذلك ستخرج ضده حملة أولها باب كهف المتورد وأخرها في بدايات الشعب لتعقبه وقتله أو الزج به في غياهب سجن ليس له ثغرةً للشمس ولا متنفس للهواء فأوقفوا القدح ببعضكم أيها المستهدفون فأنتم في عين الحوثي وفتاويه سواء..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي