معركة الحوثي مع القبيلة اليمنية

عبدالناصر العوذلي
الجمعة ، ٢٢ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٠٥:٣٢ صباحاً

لا شك ان اليمن عرف منذ القدم بتنوعه الثقافي والقبلي ولقد كانت القبيلة اليمنية  العربية الأبية هي الركيزة الأساسية لبناء الدولة حيث كانت القبيلة اليمنية حاضرة في كل الأحداث التي عرفتها اليمن وتصدت القبيلة اليمنية لكل الغزوات التي تتالت على اليمن  .

المجتمع اليمني مجتمع مترابط بعادات وتقاليد توارثها منذ الأزل وهي قوانين وأعراف سار عليها وأصبحت هذه العادات والتقاليد مضرب المثل في شهامة ونبالة اهل اليمن وصارت القبيلة باعرافها وقوانينها عامل مساعد للدولة،  فالقضايا التي تحل عبر العرف القبلي لاتقل عن القضايا التي تحل عبر  القضاء ومحاكم الدولة  وهناك نوع من التكامل بين القبيلة والدولة  حتى أن القانون اجاز الأحكام القبلية واعتبرها أحكاما إبتدائية  .

يعلم الحوثيون أهمية القبيلة ودورها في الترابط المجتمعي ولذلك فقد عمدوا منذ وصولهم إلى صنعاء في 21 سبتمبر 2014 إلى ضرب النسيج المجتمعي للقبيلة اليمنية ومحاولة تفتيتها وضرب أسسها وقوانينها من خلال اولا أسقاط حكم المشائخ وتمييع دورهم وإحلال المشرفين بدلا عنهم ليسهل السيطرة التامة على مجريات الامور في القبيلة  .

 بدأ الحوثيون  بإسقاط  قبيلة حاشد والسيطرة عليها ولقد كان لهم ذلك من خلال ضرب وإسقاط هيبة كبار مشائخها وتشريد بعضهم والسيطرة على البعض الأخر منهم خصوصا بيت الأحمر ،  ومن تبقى من  مشائخ القبائل الأخرى في حاشد  كانت  العبرة لهم  فيمن سبقهم فخنعوا وتماشوا مع أهواء الجماعة بالترغيب والترهيب،  وقبل الكثير منهم التعاطي مع الجماعة تحت بند مجبر أخاك لا بطل .

انتقلت الجماعة في ظل إطالة أمد الحرب التي استفادوا منها  في ترسيخ دعائمهم .

 إلى التمدد في المحافظات الأخرى  ومحاصرة القبائل الأخرى قبيلة قبيلة في ظل غض طرف من قبل الشرعية والتحالف،   حوصرت حجور وظلت تقاوم منفردة ولا مغيث حتى سقطت  ۚ وكذلك  عتمة حاصروها حتى سقطت والجبهات تتوقف للحوثيين حتى يستكملوا حصارهم للقبائل وإسقاطها .

و كأني أرى أنهم يعطون  للجماعة فرصة لإعادة التموضع والكر مرة أخرى. 

وحوصرت قبائل العود وقاومت في ظل صمت وغياب للدعم اللوجستي لهذه القبائل حتى سقطت العود واقتحمها الحوثيون ، مالذي يجري لا ندري ولكن مانراه بأم أعيننا أن الحوثيين يتم تسهيل أمورهم وينقلون جندهم ويحاصرون القبائل أمام مرأى مايسمى بالجيش الوطني  . 

وحاصروا بعد ذلك قبائل البيضاء وشنت الجماعة حملة وسيطرت على مناطق في البيضاء لم تكن تحلم ان تصل اليها ولكن في ظل التخاذل والسيناريو المجهول وصلوا  الى مناطق متعددة  وحاصروا مأرب ووصلوا بيحان ودخلوا حريب وسيطروا على فرضة نهم ووصلوا الى  الجوف  ودخلوا الحزم وتصدى لهم المجاهد الأكبر أمين  العكيمي  ومازالت الحرب هناك سجال بين كر وفر .

واليوم يحاصر الحوثيون قبائل قيفة ومنطقة  خبزة وهم يروجون أنهم يحاصرون القاعدة وداعش ليكسبوا التعاطف الغربي والأمربكي رغم أن أمريكا تعمل لهم بكل قوتها ، 

وهنا نتساءل بأسئلة بريئة   ماذا ستقدم الشرعية والتحالف من دعم لقبائل قيفة وهل ستدرك أن الحوثيين يعمدون الى تحطيم القبيلة اليمنية بكل قوتهم لينهوا بذلك أي مقاومة مستقبلية  .

إنهم يحاولون  تفتيت وتمزيق والقضاء على  القبائل اليمنية التي ترعب الحوثيين وتقض مضجعهم لأن القبيلة اليمنية عرفت على مدى التاريخ بعنفوانها وأنفتها والحوثيون يدركون ذلك فتراهم يضربون هذه القبائل  قبيلة تلو قبيلة .

فهل سيستمر مسلسل تفتيت القبائل اليمنية وهل بعد قيفة سينطلق الحوثيين الى إسقاط مأرب لأنها آخر قلاع الجمهورية  .

وهل حصل الحوثيون على الضوء الأخضر الأمريكي؟

عبدالناصر بن حماد العوذلي  ٢٢ يوليو 2022

الحجر الصحفي في زمن الحوثي