((بايدن)) كلمة السر لـــــ" إشعال فتيل حرب بالمنطقة قريباً!

د. علي العسلي
الأحد ، ١٧ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٠٦:٥٣ مساءً

الفتنة أشد من القتل لأنه لولاها لما حصل قتل أصلا!؛ والفتنة نائمة لعن الله من أيقضها! وزيارة الرئيس بايدن مهمتها إيقاظ هذه الفتنة، وجعل البعض يقاتل البعض، من خلال زرع وخلق التشكيك بين مسؤولي المنطقة؛ ليشعل الحرب ويعود للتدخل بعد إنهاك الجميع وتدمير بناهم!؛ والاستغاثة به لإنقاذهم؛ حينها يحلم أن تعود أمريكا للمنطقة لتمكين الكيان الصهيوني من قيادة المنطقة!

أرأيتم؟ تصريحاته وبياناته المكثفة بالأربعة الأيام السابقة منذ زيارته للكيان الصهيوني في الأرض الفلسطينية المحتلة، وحتى مغادرته جدة في المملكة العربية السعودية؛ والحديث من قبله ومسؤولي الكيان عن هيكلة وهندسة لأمن المنطقة وعن دمج الكيان في المنطقة.. يتبادل الأدوار هو ومسؤولي الكيان.. وخلاصة (البروباغندا)، أن الأمور قد سوّيت، وأصبح الكيان جاهز لإملاء الفراغ الأمني والتكنلوجي والدفاعي في المنطقة، ومن أنه مصمم على هزيمة إيران العدو المشترك.. هكذا يتم الحديث.. الأمور باتت تحت السيطرة، وتحت القيادة؛ وكأن دول المنطقة قد سلّمت القيادة، لقادة الكيان الصهيوني؛ وبالتالي فلا خوف ولا خشية من إيران العدو الذي صنعته أمريكا وربيبتها ((إسرائيل))، ليخوفوا به دول المنطقة، لكن قمة جدّة قالت كلمتها أن لا تحالفات، ولا تنسيق مع الكيان الصهيوني، وأن لا " ناتو" عربي بتاتاً!

وإيران في المقابل وفي يوم (غديرها ومن والاها) .. يتحدون ويتوعدون ويقولون أن لوازم تصنيع القنبلة متوفر، وان ذلك يحتاج فقط لفتوى من إمامهم؛ ومن انهم يخصبون الستين بالمئة من اليورانيوم، ولديهم القدرة ببساطة لتخصيب التسعين بالمئة، ويصفون اعلان القدس وزيارة بايدن وتصريحاته بأنها مكررة ولا قيمة لها!؛ ومقتنعون ان الكيان هو الآن في أسوء حالاته!

ولقد جاءت قمم جدة لتستعرض ولتعبر عن مواقف وهموم الوطن العربي بأكمله من قضية فلسطين، إلى قضية مياه النيل بمصر العروبة والسودان، مما تقوم به اثيوبيا، و في ليبيا وتدخل ايران في سوريا ولبنان، ولتقر في الشأن اليمني وتؤيد الهدنة وتعزيزها وتعميقها؛ غير أن الرد الفوري الحوثي بالرفض ليؤكد على أن إيران أيضا لم تقهم الزيارة، ولا القصد منها، ولم تكن من الحكمة بحيث تستوعب الحثيات والمعطيات، ولا تزال مغردة خارج المنطقة وتريد اخضاعها لا أن تتكامل معها ..فأتى ردها من خلال الوكيل الحصري على حد المملكة ((الحوثي)) ..أتى  من هناك الرفض الحوثي  عندما قال أنه ليس من حق السعودية وامريكا أن تقررا نيابة عنه بموافقتهما ومباركتهما على الهدنة وتعزيزها وتعميقها حتى الوصول لوقف شامل وإقامة عملية سلام شامل في اليمن، فقالوا أن لا هدنة بعد انتهاء الهدنة القائمة، وقد استعد الحوثيون واستفادوا من الهدنة وتمديداتها وستتفاجأ السعودية بهجومهم في أي لحظة!.. نحذر المملكة من أن الحوثة لا عهد لهم ولا آمان، فكلما سُلّم لهم شيء، ازدادوا غروراً، ونقول للمملكة لا تركنوا ابداً إلى ما يأتيكم من حسن نوايا في حوارات بغداد!؛ فالحوثيون لا يُضمنون، وليس لهم لا عهد، ولا وفاء بوعود؛ فانتبهوا لمنشأتكم وحدودكم إخواننا في المملكة العربية السعودية!

إن زيارة بايدن لإسرائيل والتوقيع على ما سمي بــــ "إعلان القدس"، ومحاولة تسويق مضمونه على قمة جدة؛ أقول لمن يقلل من أهميته، لينتبهوا بأن ذلكم الإعلان هو إعطاء الضوء الأخضر الرسمي  الموثق المكتوب بضرب ايران من قبل (إسرائيل)، توقيع بايدن هو كلمة السر للكيان بضرب العمق الإيراني، فهو تصريح للكيان وامريكا ستغطي عليه في حال ضرب ايران، توقيعه للإعلان يقول للمسؤولين الإسرائيليين سواءً أوقعنا على الاتفاق النوي مع ايران، ام لم نوقعه؟!؛ فأنتم احرار بالتصرف والضرب، ونحن ضامنون حمايتكم ومتعهدين على ذلك، ونضمن تفوقكم النوعي على كل المنطقة! ولربما قد تتهور ايران ويكون ردها على المنطقة ومنشأتها، وليس على الكيان؛ نحذرها من فعل ذلك!..إذاً بايدن وزيارته وتوقيعه اعلان القدس هو كلمة السر لإشعال المنطقة بحروب وسترون ذلك عمّا قريب!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي