رسالة إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز

عبدالناصر العوذلي
الأحد ، ١٧ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٠٦ صباحاً

من رئيس وزراء حكومة الظل الوطنية 

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ووزير الدفاع في المملكة العربية السعودية  تحية طيبة   وبعد 

نتمنى لكم موفور  الصحة والعافية ونرجو من الله لكم التوفيق والسداد .

صاحب السمو إننا نراقب ماتقومون به من اعمال جليلة ضمن خطتكم 2030 وهي الرؤية والإستراتيجية التي تنطلقون من خلالها  لبناء بلدكم ووطنكم وتوفير أرقى سبل الحياة الرغيدة لشعبكم وهذا يحسب لكم في هذه المرحلة من تاريخ المملكة وهي في عهدها الثالث وتخطو بخطوات ثابتة نحو المستقبل  ..

  صاحب السمو إن القيادة الرشيدة لأي دولة لا شك أنها تصنع المعجزات نظرا لما تحمله من عقيدة واضحة للبناء والتطوير والسعي الحثيث نحو أفاق التطور والحداثة ودعم المشاريع التنموية وبناء القدرات البشرية فأي تنمية إقتصادية لابد لها قبل ذلك  من تنمية بشرية فتأهيل  الكادر وبناء القدرات هو الطريق لبناء المجتمعات ونهضتها  .

صاحب السمو الملكي ليكن صدرك متسعا وواسعا لما سأطرحه في هذه الأسطر التي أرجو أن تصلكم،  لتعلم أننا نهدف الى الخير لليمن والمملكة فنحن وأنتم ارتبطنا بجوار وعلاقة جيو استراتيجية ونحن وأنتم في قارب واحد وسفينة واحدة فما يعتري اليمن ينعكس على محيطها الإقليمي ان بالإجاب او بالسلب .

 فاليمن هي بعدكم الأمني والإستراتيجي  وهي الحزام الحاحب عنكم فلا يصل اليكم شر إلا وقد تلقفته اليمن وأخمدته وأنهت شأفته .

صاحب السمو لقد عصفت بنا الحرب خلال الثمان السنوات المنصرمة ولقد استنجدنا بكم بعد الله ظنا منا أنكم تألمون لألمنا وتستشعرون مصابنا فلقد هجمت علينا قطعان الصفويين ليجعلوا من بلدنا  بؤرة توتر ، وهم ينظرون الى  أبعد من  اليمن  ينظرون إلى أماكن  المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة .

أن الرئيس السابق الذي تم تنازل عن صلاحياته بعد ثمان سنوات حرب عصفت باليمن وانهت  كينونته ودمرت بنيته وأوقفت عجلة التنمية وتوقفت سبل الحياة في هذا  البلد الذي  يمتلك من مقومات النهضة مايجعله بلد عظيم في محيطه الإقليمي .

 لقد  ظل الرئيس قابعا في قصر الناصرية  غير عابه بما آلت إليه أوضاع  البلاد والعباد في يمن الإيمان سواء بمحض إرادته او غير ذلك لقد ظلت الشرعية قابعة في الرياض لاهي بالتي عادت وأدارت العمل السياسي والعسكري ولا أنتم اخذتم بيدها الى العودة إلى الوطن والعمل المشترك على تحرير ما تبقى من اليمن  .

صاحب السمو لقد جمعتم اليمنيين أحزابا ومنظمات مجتمع مدني  ونواب وشورى وشخصيات إحتماعية في حوار الرياض وخرجت الأمور بتغيير الرئيس السابق منصور هادي والذي انطلقت عاصفة الحزم بدعوى  اسثغاثته بكم   وتم إقرار مجلس القيادة الرئاسي والذي تنازل له الرئيس السابق عن صلاحياته ورغم انكم أشرفتم على هذه العملية إلا أن اليمن مازال خارج إطار  الدولة ومازال يعيش الفوضى ومازال منزوع السيادة ومازال بعيد عن الإدارة الفعلية .

 فقد مضت أكثر من  مائة يوم ومازال المجلس ورئيس المجلس خارج عن الإطار الرئاسي ولم يمكن داخليا ، ولم يكن له ذات الإهتمام خارجيا خصوصا في القضايا المصيرية التي ينبغي أن  يكون اليمن وقيادتها حاضرة ضمن التلاحم العربي وضمن الإطار العربي  .

لقد عقدتم  قمة جدة بحضور الرئيس الأمريكي ورؤساء مجلس التعاون الخليجي  ورؤساء كلا من مصر والعراق والأردن وغابت اليمن وهي البلد الذي تعصف به الحرب والذي هو في تحالف معكم والملف اليمني حاضرا ضمن الملفات التي نوقشت لكن قضيته نوقشت ليس عبر قيادته فلم يكن لقيادته وزنا في نظركم ولم تمنحوهم فرصة الندية مع رؤساء الدول الأخرى وظل الرئيس قابعا  على هامش اللقاءات ينتظر أذناً بالدخول  في تجاهل لليمن وقيادته .

صاحب السمو الملكي إن اليمن أكثر حاجة للكهرباء التي انقطعت عن الشعب على مدى سنوات الحرب والشعب اليمني أكثر حاجة للدعم في هذا المجال ربما أن الدول الأخرى تشهد استقرارا وتستطيع أن تصنع نهضتها من خلال انها تدير عمليتها السياسية وتستطيع تصدير ثرواتها والدفع بالتنمية ، لكن في اليمن ياصاحب السمو تعلمون اننا وانتم في تحالف لم نستطع الى اليوم تدشين الدولة  وهوية الدولة في الأجزاء التي يفترض أنها محررة .

 وهذه المناطق مازالت تعيش وضع اللا دولة وفي وضع تعطلت فيه جميع المؤسسات وتوقفت فيه جميع الخدمات والشعب اليمني يعيش أسوأ  أيام حياته وهو في منعطف خطير للغاية يصارع الموت جوعا وتشردا وعريا ومرضا ..

صاحب السمو إن الهدنة التي أقررتم بمعية الرئيس الأمريكي تثبيتها والوصول بعدها الى سلام دائم مع الحوثيين  دعني أكون واضحا مع سموكم فهذا الأمر يعتبر انتصارا لإيران في جنوب الجزيرة العربية وهو يجعل منها جارة لكم من جنوب الجزيرة  لأن الحوثيين عبارة عن عناصر من الحرس الثوري الإيراني وهم يحملون المشروع الفارسي  والسلام الذي  لا ينزع سلاح المليشيات يعتبر ترحيلا لصراع دام آخر  قد يعصف باليمن والمنطقة برمتها .

صاحب السمو إن أي سلام مع الحوثيين  يجعلهم شركاء في السلطة والثروة لهو أمر  خطير فهذه الجماعة لم تكن ضمن إطار الوحدة التي نشأت بين الجنوب والشمال في عام 1990  ولذلك فأي سلام يؤسس لبقاء الحوثيين فهو لا يلزم الجنوبيين ولا يعنيهم ونحن نعتبره شأنا شمالياً  يتم  التوافق فيه مع الاخوة في الشمال  لأن الجماعة الحوثية تستعيد  الماضي الإمامي والجنوب لم يكن في يوم من الأيام ضمن  حكم الإمامة . 

.صاحب السمو لقد اتفقنا مع اخوتنا من التنظيمات السياسية الشمالية في مؤتمر الحوار الوطني 2013 على بناء دولة اتحادية فيدرالية مزمنة يكون بعد خمس سنوات استفتاء للجنوبيين على البقاء في الدولة الاتحادية أو الإستقلال التام والعودة إلى ماقبل عام 90 .

صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظكم الله ورعاكم إن اليمن يمرض لكنه لا يموت فانتشلوا اليمن مما هو فيه وادخروه مددا وعونا لكم فنوائب الزمان وأقدار الله  تأتي دوارج أعاذ الله بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء  .

صاحب السمو الملكي إن اليمن اقرب إليكم من العراق ومصر والأردن إن اليمن خاصرة الجزيرة العربية وأمنها من أمنكم واستقرارها يعد إستقرارا لكم وهي البعد الأمني والإستراتيجي لكم  فكونوا عونا لها في استعادة دولتها وبناء مؤوسساتها والعودة بها الى وضعها الطبيعي كبلد شقيق وجار.  .

مع خالص تحياتي  .عبدالناصر بن حماد بن احمد العوذلي  رئيس وزراء حكومة الظل الوطنية اليمنية  16 يوليو 2022

الحجر الصحفي في زمن الحوثي