أيها الخليجيون إن أمنكم وتنميتكم مرهونان بوجود عمقكم؟!

د. علي العسلي
السبت ، ١٦ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٠٥:٢٥ مساءً

انطلقت قبل قليل القمة الخليجية الأمريكية وبعض الدول العربية المهمة في المنطقة وهذا شيء طيب، ومهم ويبنى عليه أشياء كثيرة هامة للمنطقة والعالم؛ ولكن في نظري كل هذا ليس كافي، لقمة أطلق عليها قمة "الأمن والتنمية" فالأمن والتنمية لا يمكن تحققهما واقعاً والقضية الفلسطينية مهمشة ومستبعدة، ولا يمكن تحققهما كذلك، والرئيس اليمني حاضرا في أروقة القمة ولا يحضر!؛ بل ليقتنص فرصة للقاء مسؤول هنا وهناك، على الهامش!؛  فالدكتور رشاد العليمي رئيس دولة الجمهورية اليمنية وليس رئيس حزب او أحركة وطنية أو ما شابه ؛ الجمهورية هي عمق الخليج والأمة العربية قاطبة! فهي في العمق مما يطرح سواءً أكان ذلك تاريخياً او جغرافياً "موقعا استراتيجياً"، أو في الدور والريادة!

فاليمن وأهميتها يا أصحاب الفكر ويا أصحاب الرؤى والسياسة ليست ولا ينبغي أن تكون على الهامش؛ ولا ينبغي أن تكون قيادتها على الهامش؛ فتهميشها وعدم دمجها في منظومة الخليج اليوم وقبل أي حديث معوج، عن دمج أجسام غريبة عن أمتنا في منطقتنا!؛ أقول ذلك لا يستقيم ولا ينبغي وسينعكس عليكم تهميشاً وضغطاً واملاءً!

إن قوتكم ودورك برز بقوة أكثر عندما أتخذتم قراراً تاريخي وشجاع بتشكيل تحالف عربي للتدخل في اليمن لإيقاف المد الإيراني واستعادة الشرعية والدولة اليمنية من المنقلبين عليها؛ موقفكم الرائع ذاك نراه اليوم يراد له التراجع والاختفاء!؛فاحذروا احذروا فعل ذلك.. فقد اتخذتم القرار الصائب في حماية الشرعية اليمنية وايقاف المد الإيراني!؛ فحميتم بذلك يمَنكم وأمنكم، وبالتالي كل ما تتطلعون وتطمحون وتخططون من استثمارات في المستقبل؟!

إن البيان المشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية ليلة أمس قد اتفاقا فيه، "على دعمهما الثابت للهدنة في اليمن بوساطة الأمم المتحدة، وشددا على أهمية استمرارها وإحراز تقدم لتحويلها إلى اتفاق سلام دائم.، بل وأعرب الرئيس بايدن عن تقديره لدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في تحقيق الهدنة وتجديدها!

وشدد الجانبان على هدفهما المعلن منذ فترة طويلة لإنهاء الحرب في اليمن!؛ كما أكد دعمهما لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، معبرين عن شكرهما للمجلس على التزامه بالهدنة! كما شدد الجانبان على ضرورة إزالة جميع العوائق أمام تدفق السلع الأساسية وإيصال المساعدات داخل اليمن، وأهمية قيام الحوثيين بفتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى تعز..."  هنا وجب عليّا الوقوف ولفت انتباه المجتمعين في جدّة اليوم أن اليمن لا شك يتطلع لوقف الحرب نهائيا وإقامة سلام دائم وشامل وألا يكون معاناته ورقة للقوى الإقليمية يتحكمون فيه، وبإرادته وقراره صعوداً أو هبوطاً ولكن على أي أساس؟!؛ أليس على أساس المرجعيات الثلاث المؤكد عليها في البيان السعودي الأمريكي؛ وهذا مالا يقبله الحوثي!؛ ووجب قتاله حتى يذعن، ووجب دعم التحالف لليمنين لقتاله وتزويدهم من أمريكا والتحالف بالسلاح النوعي المطلوب للجيش الوطني حتى يضمن التفوق على المنقلبين وكل التحديات بما في ذلك الإرهاب المحلي والعابر!

لا يمكن أن يتحقق السلام المنشود باليمن وقوى التخلف الانقلابية المرتبطة بمشروع تصدير الثورة لا بناء الدولة.. ثم إن كانت الهدنة بالأساس القائمة هي بين المملكة الربية والسعودية والحوثيين فهذا شيء طيب نتمنى أن تؤسس لهدنة يمنية-يمنية بين الشرعية والحوثين، قبل أن يفرط عقدها إذ ان الحوثين يعدون العدة لإنهائها!؛ نريد أن نؤسس عليها هدنة يمنية، بحيث أن الحوثين يفكوا حصاراتهم ويفتحوا الطرق لتسهيل تنقل الافراد والسلع مِن وإلى تعز وغيرها من المدن، وعليهم أن يدفعوا رواتب الموظفين من عائدات ميناء الحديدة التي لم تنفذ بهدنة المملكة والحوثين منذ ثلاثة أشهر!

أختم بالتأكيد على ان ما جاء به الجانب السعودي والأمريكي في بيانهما من دعم لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، لا يمكن أن يكون وجود الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي دعماً ببقائه وحضوره في الفندق الذي تتواجد به الوفود الأخرى ولا يُدعى ولا يحضر القمة؟!؛ فأين إذاً الدعم المُدّعى! نرجو أن يشارك رئيسنا القمة كمثل للجمهورية اليمنية، إن لم بجسمه وهذا ما حصل، فبالحلول الناجعة لما يحمل من قضايا ومطالب، والأهم قطعاً العمل بجد بإنهاء الانقلاب - لا تثبيته بالهدن-، حيث أن الحوثي قد أُشبع من قتل وتشريد وتجويع جميع اليمنين!؛ وصدقوني أن نجاح قمتكم بأهدافها بالأمن والتنمية لا يمكن أن يكون واقعاً، إلا إذا أدمجتم عمقكم (اليمن) معكم وفيكم.. والسلام ختام!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي