مـا يصـح أن يكـون اليمـن الحــاضـر الغــائب؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ١٤ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٠٥:٤٧ مساءً

المؤمل أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي سيُدعى إلى حضور القمة المرتقبة في مدينة جدّة السعودية؛ من باب الدعم هو ان يدعى ويحمل قضية اليمن إلى القمة وإلى الرئيس الأمريكي الذي في جعبته القضية اليمنية وانهاء الحرب في اليمن هو الهدف دون النظر لتحقيق اهداف أغلبية اليمنين!

فما يصح! ابداً أن تكون القضية اليمنية محور رئيسي من محاور القمة ومن محاور زيارة الرئيس الأمريكي الحالية للمنطقة ولدول مجلس التعاون الخليجي ولا تكون القيادة الشرعية حاضرة لطرح معاناة اليمنين وما يتعرضون له من إبادة من قبل اذرع ايران في اليمن؛ الحضور هو لمطالبة الرئيس الأمريكي بحضور حلفاء أمريكا في المنطقة كشهود، فمطالب اليمن تنحصر برفع الفيتو الأمريكي عن تحرير العاصمة صنعاء واستعادة محافظة الحديدة وتخليص اليمنين من الانقلاب وتداعياته الخطيرة على اليمن والمنطقة؛ ومطالبته بإعادة النظر برفع الحوثين من قوائم الإرهاب؛ وتذكيره بالجرائم التي حصلت بعد رفعهم وإقناع الإدارة الامريكية بأن ذلك القرار كان حطيئة وعليه المراجعة لا، الاستمرار في فرض ما لا ينبغي فرضه على اليمن ليكون الحوثي حاكماً أو مشاركاً  لأغلبية ترفضه! وما يصح! أن يكون الحوثي حاضرا بقوة في القمة من خلال دول تتفهم موقفه وتتبنى موقفه وموقف من يمثل؛ ولا تكون الشرعية حاضرة، خصوصا وقيادتها الحالية لا اعتراض عليها من كل دول مجلس التعاون الخليجي، بل أن تسلمها للسلطة جرى بتشاور رعته وباركته الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي والمفروض تكريما ودعما لها تكون حاضرة بالقمة!؛ و ينبغي الاستفادة من الالتفاتة التي أشار إليها الأستاذ/ خالد الرويشان من أن الزعيم جمال عبد الناصر كان "يقتنص أيّة مناسبة لدعوة الرئيس السلال للمشاركة وذلك دعماً لليمن وجمهوريته وتعريفاً بعدالة قضيته".. فهل دول الخليج وهي تتلقى ضغوطا متزايدة من الإدارة الامريكية بإنهاء التدخل الخليجي في اليمن، وانهاء الحرب على الوضع القائم والذي يتعارض مع اهداف اليمنين والتحالف!؛ ألا تعي دول الخليج ذلك؟؛ فلماذا تستبعد إذاً أصحاب القضية من الحضور للدفاع عن قضيتهم امام رئيس أكبر دولة في العالم والذي يخطط لإنهاء الوضع على ما هو عليه في اليمن!

وما يصح! أن تكون دول خليج بأجمعها تقر بوجوب استيعاب اليمن في مصفوفة مجلس التعاون الخليجي ودول بعيدة عنها تحضر القمة وتستبعد اليمن الذي يفترض انه عضو في مجلس التعاون الخليجي؛ وهو كذلك مشارك في كثير من المجالات والمؤسسات والقطاعات، بل والأهم أنه أصبح عضو مشارك بدمائه دفاعاً عن آمن الخليج ووحدته واستقراره وعروبته!

وما يصح! أن يملي السيد حسن نـصرالله من الضاحية الجنوبية على الرئيس الأمريكي ما يجب عمله بشأن اليمن ويقلل من المملكة، حيث اعتبرها أداة أمريكية فقال يستطيع بايدن "بكل بساطة انهاء الحرب عن اليمن ورفع الحصار"؛ بينما الحقيقة أن حسن نصر الله وحزبه والحوثيون هم أدوات لفارس في منطقتنا العربية؛ فإذا لا سمح الله تحقق لنصر الله ما طلبه من الرئيس بايدن؛ فإن ذلك سيعد خضوعا واستسلاما وهزيمة للتحالف العربي وداعميه في اليمن، وهذا ما لا يمكن ان تتقبله المملكة ودول الخليج ودول المنطقة الوازنة، كمصر العروبة؟! 

وما يصح أن ينظر لزيارة وحضور الرئيس الأمريكي القمة الخليجية بإيجابية!؛ ومن انها ستجدد فيها الإدارة الأميركية موقفها الداعم لاستقرار وأمن المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص، ونحن نسمع ونرى مواقف أمريكا منذ تولية الإدارة الامريكية الحالية السلطة في أمريكا؛ عندما أقدمت على عدم تسليح المملكة العربية السعودية وعدم تزويدها بالدعم اللوجستي في عملياتها العسكرية داخل اليمن، ومن سحب بطاريات الباتريوت وما الى ذلك!؛ ونقول عنها أنها ستحمل الأمل والاستقرار بالمنطقة!

اختم بنصيحة أن تدعوا المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي الرئيس اليمني حضور القمة المرتقبة، وأنصح المملكة أيضاً وأقول لها أن الرئيس الأمريكي جاء وهو المحتاج لكم وعليه.. فاطلبوا منه دعم التحالف واعادة ما أوقفته ادارة بايدن من قبل، وعليه التراجع عن كل الإجراءات التي اتخذها بشأن التدخل في اليمن، وعليه السماح للتحالف بإنهاء الانقلاب بعد ان وقفت أمريكا معرقلة ومانعة، عليها أن توضح للرئيس الأمريكي ألا نفط ولا طاقة إن لم تقف أمريكا مع حلفائها لإنهاء التدخل الإيراني باليمن والمنطقة والتي تدعم للميليشيات الحوثية المهددة لممرات الملاحة الدولية!؛ وأتمنى على المملكة وقيادتها كذلك إحضار اليمن بالشكل وبالمضمون، فبالشكل أن يحضر رئيس اليمن القمة، وفي المضمون أن يُعلن في هذه القمة بالذات تدشين توسيع مجلس التعاون الخليجي وما يهمني هو إعلان أن اليمن أصبح عضواً كاملاً في مصفوفة مجلس التعاون الخليجي! ينبغي ان يكون اليمن حاضر وبقوة في قمة جدّة وليس حاضرا وهو غائب!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي