ما أقبح أن يتحول «الملف» الإنساني إلى «ورقة» سياسية ؟

د. علي العسلي
الاربعاء ، ١٨ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠٥:١٠ مساءً

فمنذ مشاورات (جنيف 1)، و (جنيف (2، و... وصولا إلى الكويت واتفاق ستوكهولم في السويد، والهدنة الأخيرة التي حصلت في بداية رمضان.. هذه المسافة الزمنية كلها.. كانت المفاوضات والتفاهمات والإحاطات فيها تتكلم عن الجانب الإنساني، والانسان اليمني على حاله!؛ والحقيقة أن حالات اليمنيين قد اصبحت ميؤوس فيها بسبب الأمم المتحدة وموظفيها واستثمارها، فهي من سيء إلى أسوأ؛ وهي إلى مزيد من المعاناة والمجاعات، والمستفيد الوحيد من كل تلكم الجولات والمفاوضات والإحاطات، هم موظفي الأمم المتحدة والحوثي لا غير!؛

 فلا أسرى أو مخطوفين أفرج عنهم، والمفرج عنهم كانوا بشكل محدود، وأغلبهم من الاتفاقات البينية المحلية، حيث كانت أكبر من الذي ترعاه الأمم المتحدة!؛ ولا استجابة إنسانية يُعتّد بها، فلم يُلبّ العالم للحاجات المُلحة والضرورية للإنسان اليمني، ولا نجد حصارات رفعت، ولا حتى معابر فتحت، ولا رواتب موظفين دفعت، ولا حرب توقفت؛ ولا شيء مما يشير للإنسانية والانسان تحقق على أرض اليمن السعيد!

الشيء الوحيد المتحقق من الملف الإنساني اليمني هو استغلال هذا الانسان؛ والتعكز على شقائه ومعاناته لتحصيل مكاسب سياسية وعسكرية على ارض اليمن من قبل الحوثي ومرجعه، وقلّة قليلة من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية!؛ والخاسرون هم الشعب اليمني والسلطة الشرعية التي يسجل لها سيل من التنازل!؛ فهي من تنازل إلى تنازل.. و(لعلّ وعسىّ) قد فشلت فشلا ذريعاً من تنازلاتها، ولم تفلح في ثني الحوثي عن تكبره وعناده!؛ 

الغريب والعجيب أن الأمم المتحدة متواطئة مع الحوثي على طول الخط وعبر مبعوثيها المتواليّن!؛وانظروا الى هذا المثال الفاضح ؛ففي الوقت الذي يؤكد مثلا المبعوث الأممي بأن في الهدنة من بنودها فتح الحصار عن تعز، تجد احد قادة الحوثين يسخر من ذألك ،ويطالب بتسليم تعز والمواقع و السلاح  لهم قبل فتح المعابر؛ بل إن ناطقهم الرسمي ( فليتة) يوكد أن تعز ليست من الهدنة ويصف من يطرحون ذلك بالمزايدين والمضللين وتعز هذه الكبيرة بجغرافيتها وأبنائها ،وهناك من يسرب تسجيلاً منسوباً للشيعة لزامل قفلته بشكل غير منسجم عن تعز، و بلحن اللطم الحسيني الكربلائي لمحوها!؛ خابوا وخسروا وهزموا من قبل تعز؛ إن  كان صدقا ما يُسرب!؛ 

إن تعز في الحقيقة مسألة تحريرها وفك حصارها بيد أبنائها؛ لا باستجداء الحوثة، ولا بهدن الأمم المتحدة؟!؛ تحرر ويفك حصارها بمثل ذلكم السيل العارم اليماني الحميري المذحجي التعزي الذي كنا نتباهى به ونفتخر أيام وشهور ثورة فبراير ٢٠١١، فتح حصار تعز يحتاج لمسيرة ((مليونيه)) يتقدم القوم ((الثوار)) الذين لا يزالون على العهد والوعد!؛ 

اعود لمبعوثي الأمم المتحدة.. مبعوثون أمميون على الدوام متواطئون، ومستغلون للوضع الانساني في اليمن الكائن بسببهم؛ بل أن أحدهم وهو السيد "مارتن غريفيث" قد ترقّى إلى أن يكون في مقعد مساعد للأمين العام للأمم المتحدة، أتدرون لشئون ماذا؟!؛ للشئون الإنسانية!! من كثرة الإحاطات وتكرار مفردات الملف الإنساني!؛

ولقد حان الوقت للشرعية وللتحالف أن يأخذا القضية اليمنية على محمل الجد، فالقضية يا سادة يا كرام ليست إنسانية، بل أن الذي حصل، هو حدوث اعتداء على الدولة (انقلاب) أدى الى شل البلد، وانتهاء الدولة ومؤسساتها، وتدهور اقتصادها، وشيوع الفوضى، وتحتاج الجمهورية اليمنية وشعبها من العالم، لأن ينهي الانقلاب، ويعيد الدولة، وبالتالي تعود السلطة الشرعية إلى العاصمة صنعاء لتنهي المرحلة الانتقالية المسندة إليها، وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات العلاقة.. هذا هو غاية ما يتمناه اليمنين وفي أسرع الآجال؟!؛ ودمتم،

الحجر الصحفي في زمن الحوثي