كيف يمكن ان تنجح الهدنة في اليمن؟

لؤي يحيى الارياني
الثلاثاء ، ١٠ مايو ٢٠٢٢ الساعة ١٠:١٧ مساءً

 

يتفق الجميع على ان الحروب تبدأ بسرعة وأحيانا بسهولة، في حين أن إيقافها والخروج منها عملية صعبة ومعقدة، وفي الجهد المخلص للوصول الى السلام لا بد ان ندرك أن كل تقدم إيجابي يمثل قيمة كبيرة وأن السلام هو مجموع هذه الخطوات الإيجابية، وعليه فإن الهدنة المعلن عنها في اليمن والتي رحبت والتزمت بها الحكومة اليمنية هي واحدة من أهم عناصر بناء السلام برغم التحديات، ولذلك فمن المهم محاولة استكشاف عوامل نجاحها لتكون أرضية ثابتة للبناء عليها والوصول الى السلام في اليمن.

• الدعم الشعبي: من المهم ان يشعر الجميع أن الهدنة تحظى باهتمام شعبي وان اليمنيين يدعمونها ويريدونها وينظرون اليها كبوابة للخروج من الماسي التي أحاطت باليمن، وان من يعرقل الهدنة ويرتكب الخروقات هو خصم مباشر للشعب اليمني.

• رقابة النخب السياسية والمجتمعية: يجب ان يكون للهدنة زخم تصنعه النخب السياسية والاجتماعية وان تكون الهدنة مجال اهتمام ورقابة من هذه النخب وان تكون هي الجهة التي تكشف الخروقات والتهديدات لهذه الهدنة، وهو بالمناسبة دور يفترض ان تلعبه النخب اليمنية بصورة تلقائية فيما يخص السلام بصورة عامة في اليمن.

• دعم الدول الصديقة: ينظر العالم الى اليمن بكثير من التعاطف والقليل من الاهتمام وذلك لأسباب عديدة يفرضها الواقع، إلا ان دعمهم للهدنة سيكون بلا شك احد اهم عوامل نجاحها وذلك عن طريق التأكيد بصورة واضحة على أهمية الهدنة للمجتمع الدولي ودعمهم لها وايصال رسالة واضحة للمعرقلين بحتمية الوصول الى السلام في اليمن ورفض استمرار الميلشيات في تصعيدها العسكري، واحد اهم اشكال الدعم الدولي هو الحديث بوضوح عن الخروقات للهدنة والجهة التي تقوم بها، بحيث تصل الرسالة واضحة وقوية للميلشيات بأنه لن يكون هناك تهاون او قبول بأي بتصرفات تضر بفرص السلام في اليمن، وتأتي جهود الأمم المتحدة ودول التحالف في هذا السياق كعنصر مؤثر بصورة كبيرة في إنجاح الهدنة.

• دعم الإعلاميين: من المهم ان تكون الهدنة موضوعا مطروحا بصورة دائمة في الاعلام، وان يتجه الاعلام بكل اشكاله والإعلاميين بمختلف انتماءاتهم لدعم هذه الهدنة، وفي الوقت الذي ندرك ان الكثير من وسائل الاعلام هي في الاخير أدوات لجهات وتيارات سياسية، فإنه من المهم ان يدرك الإعلاميين ان هذه الهدنة من الممكن ان تمثل نقطة تحول نحو السلام في اليمن وهو ما يتطلب حد أدني من المسؤولية الوطنية وتحري الدقة والموضوعية وأيضا لعب دورهم الطبيعي في كشف المعرقلين.

• عدم القبول باستخدام الهدنة كمنصة للتحضير لجولات جديدة من الحرب: في كل الاحول لا يجب ان يرضى أي يمني ان تكون هذه الهدنة مجرد فرصة لترتيب الصفوف واستئناف القتال ولا ان تكون منصة لفصول جديدة من الحرب والمعاناة بدلا عن ان تكون بوابة للسلام، ان هذه الهدنة إذا تحولت الى فترة تحشيد وتجميع للقوات والأسلحة وسط صمت دولي، فأن هذا سيكون مؤشرا على فترة امر وأصعب من الحرب في اليمن وهو ما يتطلب، مرة أخرى، ان يقف الشعب اليمني ونخبه وأصدقائه في العالم وإعلاميه ضد من يحشد ويحضر للقتال ويخترق الهدنة.

وتلعب الدبلوماسية اليمنية وعبر وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية اليمنية دورا مهما بدون شك في اظهار الحقائق وإبقاء المجتمع الدولي على اطلاع دائم بجهود الحكومة في تثبيت الهدنة وكشف خروقات الحوثي والعمل على حشد الدعم الاممي والدولي لها.

ان السلام عملية شاقة ستستغرق وقتا طويلا وجهدا كبيرا وهي بحاجه لرجالها وابطالها الذين يكافحون لأجلها، مما لا شك فيه انها ستشهد إخفاقات وأيضا نجاحات، ويمثل تفاعل الحكومة اليمنية المسؤول والتزامها بالهدنة اهم رافد لإنجاحها، وفي كل الأحوال يجب الصمود في الكفاح من اجل السلام الذي سينهي معاناة اليمنيين عبر انهاء الانقلاب واستعادة الدولة، سلام لا تهاون فيه ولا ضعف، سلام يضمن سيادة اليمن وحق اليمنيين في يمن جمهوري ديمقراطي يتشارك فيه كل اليمنيين بعدل ومساواة في السلطة والثروة والإدارة، وان يردد اليمنيين بإيمان دائم بيت الشعر اليمني الذي اختصر رواية المأساة اليمانية التاريخية وسبل الخلاص منها:

                                الحمد لله الذي ساوى البشر.. ما سيد الا الله للإنسانية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي