بعد القرارات الأخيرة .. ابتدأ العد التنازلي لزوال المليشيا

عبد الرحمن محمود
الخميس ، ٠٧ ابريل ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٢٠ مساءً

 

تتوالى الضربات تلو الضربات على مليشيا الانقلاب الإيرانية يوما بعد يوم، لتوصل رسالة إلى كل الأيادي العابثة مفادها أن لا مكان لكم بيننا، وأن مشروعكم سينتهي به المطاف إلى مزبلة التاريخ لا محالة، ولاشك أن أعظم ضربة تلقاها الحوثي منذ عاصفة الحزم إلى يومنا هذا، كانت القرارات الأخيرة التي نتجت وتمخضت عن مشاورات الرياض، وذلك بتشكيل مجلس رئاسي مكون من مختلف الفرقاء السياسين بزعامة الدكتور رشاد العليمي ونقل الرئيس عبد ربه منصور هادي صلاحياته الرئاسية إليه، في خطوة شجاعة وعظيمة حظيت باهتمام واسع ودعم كبير من التحالف العربي بزعامة المملكة العربية السعودية، مما سينعكس ايجابا على صعيد المعركة الوطنية ضد الإنقلابيين.

إن تفكك اليمنيين واختلافهم هو السبب الرئيس لعرقلة مشروعهم الوطني المتمثل باستعادة الدولة وإنقاذ اليمن من مخالب الفرس، وهو الوقود والدينمو المحرك لأذرع إيران وآلياتها في خاصرة العرب والذي لطالما راهنت عليه المليشيا الإيرانية في استمرار لعبتها والدق على وتره، وهاهو الإسفين قد تبخّر بين عشية وضحاها، وانحلت عقده ليعود الائتلاف والتآلف للشعب اليمني وليتصدر الواجهة، منذرا بأزمة خانقة ستعصف بالمليشيا ويجعلها تتآكل من الداخل، وينبئ عن ردود طائشة ومتهورة سيتخذها سيد الكهف في قادم الأيام فصدمة عظيمة مثل هذه أفقدته صوابه بالتأكيد، بيد أن أي خطوة سيقوم بها لاحقا ستكون بمثابة رفسات تيس مذبوح، لا أكثر.

هول الصدمة التي تلقتها المليشيا الحوثية كفيل بحد ذاته لجعلها تنهار وترقد على فراش الموت، ويلقي بظلاله على الأحداث الجارية؛ مما يسرع وتيرة إنهاء الانقلاب، ويعجل باحتضان اليمنيين لعاصمتهم صنعاء العروبة، فتوحد اليمنيين واجتماع كلمتهم يعد أمر لطالما تمناه الشعب بكل أطيافه، ويبعث الأمل والعزيمة في نفوسهم، فهو بمثابة الورقة الرابحة لحسم اللعبة في الأيام القادمة، ويشكل تحول رهيب في المسارين السياسي والعسكري على حد سواء، فالجميع يؤمن أنه الخلطة السحرية لدحض الانقلاب والعودة باليمن السعيد لحضنه العربي واستئصال الورم السرطاني الإيراني الخبيث في شبه الجزيرة العربية، ليشهد اليمن بعدها حقبة زمنية جديدة يملأها الإستقرار والازدهار والسلم والتنمية، كل التوفيق للمجلس الرئاسي الجديد ولا عزاء للخونة والمرجفين.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي