ما سر غياب قحطان في صفقة تبادل الأسرى

موسى المليكي
الخميس ، ٣١ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٥:١٢ مساءً

لم يكن قحطان يمثل شخصاً عاديا للسياسة العامة في اليمن على كل المستويات فعلى مستوى الحزب كان رجل السياسية الأولى بدون منازع على مستوى الأحزاب كان رجل السلم والتوافق بل كان مهندس اللقاء المشترك مع جار الله عمر وغيرهم من أحرار الأحزاب .

أما على مستوى الدولة فقد كان رجلا يمارس الحق السياسي بكل أنواعه وبجرأة قل أن تجدها مع غيره وهو يصدح بالحق في مواجهة الفساد بكل أشكاله وأنواعه .

يعد إخفاء قحطان لسبع سنوات مضت جريمة ليس لها مثيل في حق المدنيين والسياسيين على حد سواء فهو رجل مدني أعزل ورجل سياسي يعرف أصول ومبادئ الخلاف السياسي أداته التعبير في الكلام فقط لا أكثر ولا أقل مهما كان حجم الخلاف .

المفاجأة التي تتداول أيامنا أن صفقة تبادل الأسرى بين الشرعية والتحالف من جهة والحوثيين من جهة أخرى مستبعد منها شخصية المناضل الكبير محمد قحطان بشكل قبيح ولا يعبر حتى أدنى جزء من الإنسانية .

والأغرب من هذا هو الصمت الرهيب من قبل الشرعية والإصلاح بشكل لا يصدقه عقل.  

الحقيقة نحن نعلم ما يعاني العمل الحزبي والسياسي من ضعف بسبب هذه الحرب اللعينة لكن هذا الضعف لا يمنع من رفع الصوت سواء في جلسات الحوار أوعند مناقشة تبادل الأسرى بذكر محمد قحطان وأن يكون لها أولوية في تلك الحوارات .

كل البيانات والهشتاجات لها دور في التضامن مع قحطان لكنها لا تعفي شرعية هادي ولا حزب الإصلاح من القيام بدور أقوى من هذه الأدوار السلبية .

أن يختطف الإنسان من منزله أو من الشارع وهو يمشي بأمان جريمة والجريمة الكبرى أن يختفي دون إشارة أوكلام أو حديث عن تواجده والسماح لأهله بمقابلته أو الإتصال معه .

اليوم على الإصلاح أن يرفع الصوت مطالبا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بإعطائهم أي معلومات عن قحطان من قبل مليشيات الحوثي الإجرامية دون خوف أو قلق من كل الفزاعات التي قيلت وستقال عنه.  

مشكلة قحطان أنه كان مدافعا عن الحقوق والحريات ومساندا للجميع دون تمييز فقد كان يقف كالجبل الشامخ  ضد الظلم مهما كلفه ذلك الموقف من ثمن .

وهاهو يدفع ثمن تلك المواقف التي واجه بها الظلم والفساد ويدفع تكلفة باهضة لتلك المواقف تجعله في مصاف كل أحرار العالم الكبار .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي