هدنة الحوثي هي حرب .. وهي رفض للتشاور والسلام ؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٧ مارس ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٤٤ مساءً

 

هدنة الحوثي هي اعلان مؤقت مشروط، وهي لجس نبض المملكة، وهي استعراض ودعاية للمغرر بهم من اليمنيين البسطاء!؛

فالحوثيون يدّعون، لا بل يعترفون بأنهم يقومون بضرب المملكة العربية السعودية "برّاً وبحراً وجوّاً " ومعلوم أن السعودية طلبت من مجلس الأمن الانعقاد للرد على عدوان الحوثي للمنشآت والنفطية التي تهم العالم بأسره والأعيان المدنية من خلال الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، هذا ما علمناه من طلب المملكة لمجلس الأمن الانعقاد للرد على الحوثيين الارهابين بما يخص الطاقة التي تعرضت للاعتداء الحوثي الإرهابي ولم تبلغ مجلس الأمن عن عدون بحري تجاهها، ولا عن عدوان بري، فالبحري والبري ادعاء حوثي كاذب وتسويق داخلي لأنصار الجماعة الإرهابية؛ بأن الجماعة تقاتل المملكة العربية السعودية من على البر والبحر والجو ...هذا أولاً! ثمّ ثنياً: الإعلان عن هدنة لمدة ثلاثة أيام تنتهي قبل موعد انعقاد التشاور، وهذا الاعلان مشروط باستثمار الضربات المكثفة قبل أيام على السعودية للمنشآت النفطية، يقول الحوثي أنه بتنفيذ الشروط، سيتحول الإعلان إلى التزام نهائي؛ أي كأن الحوثي يريد أن يقول أن على المملكة أن تنهي الحصار هذا الشرط الأول، والحقيقة انها لا تحاصر، بل أن الجماعة هي من تحاصر عموم المواطنين اليمنين بأقواتهم ورواتبهم وعيشهم وصحتهم وخدماتهم ،و في حركاتهم وحركة أموالهم؛ أما الشرط الثاني هو وقف الغارات!؛ 

وكأن الغارات تنفذ على المدن والقرى اليمنية وعلى سائر  المؤسسات والمنشآت، فالغارات تنفذ عقب  انطلاق الصواريخ والمسيرات وبعد إنذار معقول  للمدنيين، وتجنب إحداث أضرار للاعيان المدنية التي يستخدمها الحوثي في اطلاقه للصواريخ والمسيرات كــ "مطار صنعاء الدولي وموانئ محافظة الحديدة" ؛السعودية والتحالف دول حريصون أن تكون حربهم على الحوثي وفقا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ،وبضبط نفس  لا مثيل له، أما على الجبهات فهي متعهدة بدعم الشرعية ولا غبار في غاراتها هناك واذا ما توقف الحوثي عن قضم المدن والمديريات اظنها لن تغير بطائراتها هي والتحالف!؛ اختتم الحوثي تغريدته بوقف الغارات بشكل نهائي ودائم وكأنه يقول ان ضرباته الأخيرة؛ إما ان تجعل المملكة تستسلم لرغباته، ربما يظنها دولة صغيرة تخشاه!؛

 أو انه سيبدأ الحرب على المملكة بوتيرة أشد!؛ يستنتج مما سبق ان الضربات الموجهة للحوثين عقب ضربهم للمنشآت النفطية والكهربائية والمائية في المملكة بستة عشر هجوما متواصلا في ارجاء المملكة من بينها هجوم استهدف منشآت نفطيّة لشركة أرامكو في مدينة جدّة، عشيّة الذكرى السابعة لبدء عاصفة الحزم، وبمناسبة ظهور ((سيدّهم)) بعد اختفائه لمدة ليست بالقصيرة.. يعتقد الحوثي بعملياته تلك انه قد أرهب المملكة، وان أي طرح من قبله سيواجه بالقبول والايجاب؟!؛ وفي الوقت الذي تستجيب المملكة لشروطهم؛ في حالة استجابت لهدنته!؛ فإنه بذلك سيأخذ نفسه من الضربات السعودية المؤلمة والموجعة والتي قد تطيح برؤوس قادة الجماعة؛ إن استجابت!؛ هو يعدّ العدة للعدوان مرة أخرى عند انطلاق المشاورات اليمنية -اليمنية في الرياض تحت رعاية كريمة من قبل مجلس التعاون الخليجي، والمقرر في التاسع والعشرين من هذا الشهر!؛ 

فالإعلان عن ثلاثة أيام ليس مصادفة؛ وإنما مدروس ومقصود، والهدنة تعني هدنة للحرب الأشد وللتفرغ في الثلاثة الأيام ربما للاحتفال بإعادة احياء الاتفاق النووي والمتوقع باليومين القادمين، باعتباره نصر لمحور ايران-فارس، لا هدنة للسلام، ولا استجابة للمناشدات الدولية، و لا لضبط النفس لدى أعلنته المملكة بمناسبة انعقاد مشاورات اليمنين في ضيافتها، ولا استجابة للنداء المتكرر من المبعوث الاممي الذي طالب بوقف الحرب بشكل كامل بحلول شهر رمضان المبارك كله، وليس ثلاثة أيام يا متأسلمين يا حوثة!؛

الخلاصة: إن هدنة الحوثي هي استمراراً للحرب، ورفضاً للتشاور، ورفضا للحوار المؤدي لتحقيق السلام الشامل العادل لكل اليمنيين!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي